مخطط حوثي اشتراكي لضرب الإصلاح والمؤتمر وتأسيس دولة «اشتراملكية» برئاسة هادي
كشف الكاتب والمحلل السياسي علي البكالي عن أبعاد وأهداف الاتفاق السري الذي تم بين الرئيس هادي والحوثيين وتضمن التمديد للرئيس خمس سنوات في الرئاسة، على أن يقوم الحوثيون باستهداف سلفه صالح المتهم بالتحالف مع الحوثيين، والقضاء على ما تبقى من حزب التجمع اليمني للإصلاح.
- خطة استراتيجية
ورأى البكالي في حديث خاص لـ «الخبر»، أن الاتفاق لم يعد مجرد خبر تتناقله وسائل الاعلام بل هو خطة استراتيجية صممت عبر خبراء غير يمنيين منذ العام 2012م.
وأوضح أن الاشكالية تكمن في أن الأحزاب اليمنية الكبرى وهي الاصلاح والمؤتمر لم تدرك معنى الثورة الشبابية ولا مغزاها الاجتماعي والثقافي وبعدها الحضاري، مضيفاً: «زج بهذان الحزبان الكبيران إلى مستنقع الصراع السياسي، وقبل الحزبان نقل الثورة من مربع التغيير وحصرها في زاوية الصراع السياسي».
وأردف: «وفي ظل الواقع المفخخ بالانقسامات الحادة عبر الحراك الانفصالي في الجنوب والحراك الطائفي في الشمال تناست هذه الأحزاب الهم الوطني وتحولت إلى الانتقام من بعضهما».
وتابع البكالي: «لم يكن ثمة مشكلة لدى الأقليات السياسية والمذهبية في تحول الثورة وانتقالها إلى مربع الصراع والانتقام والثأر السياسي».
وأشار إلى أن الحزب الاشتراكي نظر إلى نفسه كأقلية سياسية ولم يكن يثق أنه سيعاود الوصول إلى السلطة عبر انتخابات حرة ونزيهة في الشمال والجنوب لذا قرر من لحظته أن تكون الدولة من إقليمين اتحاديين فقط.
وقال: «وبالمثل جماعة الحوثي فهي أقلية مذهبية وسلالية لو اعتمدت على المنافسة السياسية لن تصل إلى السلطة ولو بعد مئات السنين»، منوهاً بأن الرئيس هادي ساقته اللحظة بعد 17 عام من النيابة الصامتة لعلي صالح، وهي فرصة لن تتكرر بالنسبة له، وهو ينظر إلى من هذه الزاوية النفسية الضيقة.
- الشرق الأوسط الجديد
وأفاد بأن تلك العوامل الأربعة تلاقت مع مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي خطط له الأمريكان منذ ما بعد حرب الخليج الثانية، مشيراً إلى أنه مشروع تفكيكي يهدف لإعادة رسم الخارطة الجيوسياسية للشرق الأوسط من دويلات صغيرة ومفتتة.
وبيّن أن ذلك المشروع يعتمد بالدرجة الأولى على الأقليات المذهبية والأقليات السياسية، مضيفاً: «ذلك أن الأقليات أكثر استجابة لنزعات التفكيك من غيرها».
واستطرد البكالي قائلاً: «لهذا توجه المجتمع الدولي لدعم الأقلية المذهبية في اليمن ممثلة في الحوثي ودفع باتجاه خلق تحالف اشتراملكي بين التقدميين اليسار والمذهبيين الحوثيين، ولكن ذلك التحالف كانت تنقصه أدوات السلطة التي كانت موزعة بين هادي وصالح».
- انتقام صالح
وبشأن الرئيس السابق علي عبدالله صالح، أكد البكالي أنه كانت لديه رغبة الانتقام من الاصلاح ومحسن تقتله ليلا ونهار.
وأضاف: إن «صالح سارع إلى دمج المؤتمر الشعبي العام وقوات الحرس الموالية له بالمليشيات للانتقام من الاصلاح وبيت الأحمر وعلي محسن، وقد تم له ذلك وشفى صدره كما أراد، ولكنه لم يدرك أنه قدم حزب المؤتمر الشعبي هدية للأقلية المذهبية حتى اللحظة»، مستدركاً: «ربما كانت حساباته أنت المؤتمر سيبتلع الحركة الحوثية بعد انتهاء ثورة الانتقام من الاصلاح ومحسن وبيت الاحمر. ولكن حساباته هذه لم تكن واقعية ولا مضبوطة».
- التمديد للرئيس
وبشأن الرئيس هادي أوضح البكالي أنه كان يرغب ولا يزال في التخلص من القوى السياسية الكبرى التي ستعارض مشاريع التمديد المتصلة.
ولفت إلى أنه وجد في الحوثيين أداة لضرب الاصلاح فتحالف معهم لهذا الغرض واسترضى رغبة بعض دول الخليج في ذلك.
وزاد: «ولكنه يرغب في التمديد لخمس سنوات قادمة ولا يمكن أن يتأتى له ذلك عبر انتخابات لا يزال المؤتمر الشعبي العام والاصلاح فيها فاعلين رئيسين».
وأردف البكالي في حديثه لـ «الخبر»: «لذا اتجه للتحالف مع الحوثيين والاشتراكيين على أساس أن يستكمل هو ضرب قوة الاصلاح باسم الدولة في حين يتجه الحوثيون لضرب قوة صالح والتخلص منه والتهام حزب المؤتمر».
- الاتفاق الثلاثي
ونوه بأنه على ذلك الأساس تم الاتفاق بين الأطراف الثلاثة وبدعم خارجي على استكمال ضرب الأحزاب الكبيرة المؤتمر والاصلاح ليتهيأ البلد لحكم الأقليات المذهبية والسياسية.
واعتبر أن الحوثيين والاشتراكيين لا يرغبون في تعدد الأقاليم، وأن الاتفاق بينهم منذ بداية الحوار الوطني تمحور حول فكرة دولة اتحادية من اقليمين، لافتاً إلى أن ذلك ما جهر به الحزب الاشتراكي منذ بداية الحوار ومثله الحوثيون.
وقال إن «المؤتمر والاصلاح كانا قد دفعا باتجاه فدرالية ستة أقاليم وكان هذا الوضع يقتضي قلب موازين القوى السياسية والعسكرية للتخلص من الأقلمة بهذه الطريقة، وقد استغلت نزعة الانتقام عند صالح لهذا الغرض فزج بالقوة العسكرية إلى حضن المليشيات وجردة الدولة من أهم مرتكزاتها وصارت المعادلة مقلوبة»، مضيفاً: «لذا فالذي سيقرر شكل الدولة ليست السياسة وغنما القوة والواقع».
- تدشين الاتفاق
وحول خطاب عبد الملك الحوثي الرافض للستة الأقاليم، اعتبر البكالي أنه بمثابة إعلان وتدشين لهذا الاتفاق وسيتدخل هادي لتغيير شكل الدولة إلى اقليمين شمال وجنوب.
وأكد المحلل السياسي البكالي أن الخطة تقتضي أن يعود الاشتراكي لحكم الجنوب كما كان قبل الوحدة ويعود الحوثيون لحكم الشمال كما كانوا قبل الجمهورية، وبينهما دولة اتحادية اشتراملكية يرأسها هادي ليستكمل تشكيلها وصياغتها بهذه الصورة.
المشكلة من وجهة نظر البكالي، ليست في مطامع الأقليات ولكنها في صراعات الساسة وغبائهم القاتل ونزعات الانتقام التي سيطرت على حزبي المؤتمر والاصلاح منذ العام 2011م.
واعتقد أن المسألة باتت محسومة وهي مسألة وقت وسيفضي الصراع بين الاصلاح والمؤتمر إلى نهايتهما المحققة على أيدي الأقليات.
وختم البكالي حديثه لـ «الخبر» بالقول: «هذه بالطبع هي نتائج وافرازات الصراعات والانتقامات بين المؤتمر والاصلاح وستفضي إلى نهايتهما المحققة على أيدي الأقليات المذهبية والسياسية، كما سيفضي إلى عودة التشطير والملكية ولو بأثواب مختلفة».
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها