تواصل الفرز بتونس واحتجاجات على استباق النتائج
تواصل الفرز بعد إغلاق مراكز الاقتراع في الانتخابات الرئاسية التونسية، في حين خرجت احتجاجات بمدينة قابس جنوب شرق البلاد منددة بمسارعة حملة المرشح الباجي قائد السبسي إلى إعلان الفوز بجولة الإعادة، وشددت حملة المرشح منصف المرزوقي على ضرورة انتظار النتائج الرسمية ورفضت النتائج غير الرسمية.
وتجمع عدد من المحتجين في مدينة الحامة التابعة لمحافظة قابس في ساحة الشهداء وسط المدينة للتعبير عن رفضهم لاستباق النتائج الرسمية وإعلان فوز السبسي مرشح حركة نداء تونس، ولنتائج سبر الآراء التي تم الإعلان عنها في بعض القنوات التلفزية، رافعين شعارات "الشعب يريد ثورة من جديد"، و"الشعب يرفض نتائج الانتخابات"، بحسب ما أوردته وكالة الأناضول.
وتدخلت قوات الأمن للسيطرة على الأوضاع واستعملت الغاز المدمع لتفريق المتظاهرين الذين تجمعوا أمام مركز الشرطة وهشموا محتوياته، كما أضرموا النار في العجلات المطاطية أمام مبناه.
نتائج قبل الأوان
وكان الباجي قائد السبسي قد أعلن فوزه بجولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية التونسية في تصريح للتلفزيون التونسي، قائلا إنه يهدي فوزه "لشهداء" تونس، وقدم الشكر لمنافسه المرزوقي، مضيفا أنه يجب أن يعمل الجميع معا دون إقصاء أحد.
وفي وقت سابق من مساء الأحد، قال محسن مرزوق مدير حملة السبسي بعيد إغلاق مراكز الاقتراع، إن "المؤشرات الأولية" تظهر أن السبسي فاز، دون ذكر تفاصيل، بينما احتفل مئات من أنصاره ولوحوا بعلم تونس أمام مقرات الحملة في العاصمة ومدن أخرى.
من جانبه قال عدنان منصر مدير حملة المرزوقي إن "ما أعلنه مسؤول حملة الباجي قائد السبسي بشأن فوزه الواضح ليس له أي أساس"، مشيرا إلى أن الفارق "ضيق جدا" ولا يتعدى "بضعة آلاف من الأصوات".
كما رفض المرزوقي مزاعم السبسي بتحقيق الانتصار، وأشار إلى أنه سيكون الفائز حين تنشر النتائج الرسمية، وأضاف لأنصاره من شرفة مقر حملته في تونس العاصمة أن "تونس فازت اليوم والديمقراطية فازت"، وأنه ينبغي أن يبقى الشعب موحدا.
وقال مراسل الجزيرة في تونس لطفي حجي إن الوضع يكتنفه الغموض، حيث يدعي أنصار كل طرف أنه الفائز، وخرجت احتفالات أمام مقري الحملتين، في حين أكد رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات أن التصريحات قبل إعلان النتائج رسميا والاحتفالات "غير أخلاقية".
نسبة الإقبال في تونس تجاوزت 59% حسب الهيئة المستقلة للانتخابات (غيتي)
إقبال ملحوظ
وكانت صناديق الاقتراع قد أغلقت في كل الولايات على الساعة السادسة من مساء الأحد بالتوقيت المحلي، وبدأ فرز الأصوات بعيد غلق مراكز الاقتراع في جولة الإعادة لانتخابات الرئاسة.
وفي مؤتمر صحفي مساء الأحد ذكرت الهيئة المستقلة للانتخابات أن نسبة الإقبال داخل تونس بلغت 59.04%، و27.14% في الخارج.
وفتح نحو 11 ألف مكتب اقتراع في الداخل في الساعة الثامنة صباحا بتوقيت تونس (السابعة بتوقيت غرينتش), حتى السادسة مساء. ودعي 5.3 ملايين تونسي -بينهم 390 ألفا في الخارج- للتصويت في هذه الانتخابات الأولى المباشرة بعد ثورة 17 ديسمبر/كانون الأول 2010.
واتهمت حملة المرزوقي حملة السبسي بارتكاب مئات التجاوزات. وقال مدير حملة المرزوقي إن حملة المرشح المنافس ارتكبت تلك التجاوزات بطريقة تصاعدية بدءا من الثالثة ظهرا, أي قبل ثلاث ساعات من انتهاء الاقتراع.
من جهته قال رفيق الحلواني المنسق العام لشبكة "مراقبون" -وهي منظمة غير حكومية- إنه تم احترام الاجراءات القانونية خلال عملية التصويت في 95% من مكاتب الاقتراع، ولم تسجل الشبكة "أي تجاوزات يمكن أن توصف بالخطيرة".
وراقب الانتخابات -التي ستعلن نتائجها الأولية اليوم الاثنين- مراقبون من الاتحاد الأوروبي ومنظمات دولية بينها مركز كارتر, بالإضافة إلى آلاف المراقبين من حملتي المرزوقي والسبسي, وآخرين من منظمات مدنية تونسية.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها