مؤتمر الحراك ينتخب باعوم رئيسا
اختتم الحراك الجنوبي الذي يطالب بانفصال جنوبي اليمن اليوم الثلاثاء أعمال جلسات المؤتمر الأول الذي عقد في عدن بانتخاب حسن أحمد باعوم بالإجماع رئيسا للمجلس الأعلى للحراك، على أن تعقد اللجنة المنظمة غداً الأربعاء مؤتمرا صحفيا لإطلاع وسائل الإعلام على أهم القرارات التي خرج بها هذا المؤتمر.
وعقد هذا المؤتمر وسط مقاطعة وغياب أبرز فصيل بزعامة علي سالم البيض نائب الرئيس السابق، وقد حذرت فصائل يتزعمها البيض في بيان شديد اللهجة أول أمس المشاركين في المؤتمر من مواصلة العمل الذي يقومون به ومن أية إجراءات قد تصدر عن المؤتمر باعتبارها "مرفوضة وغير شرعية".
وجاء في البيان -الذي تلقت الجزيرة نت نسخة منه- "إننا نحذر من المخالفات الجسيمة التي ارتكبها حسن أحمد باعوم بعقد مؤتمر انشقاقي خارج الهيئات الرسمية للحراك وبدون لوائح أو إرشادات تنظيمية".
ويهدف المؤتمر الذي يقوده رئيس المجلس الأعلى للحراك حسن باعوم إلى إقرار عدد من الوثائق السياسية المتعلقة بالحراك والتي تهدف إلى نيل الجنوب استقلاله عن الشمال الذي كان قد توحد معه في 22 مايو/آيار 1990.
ويرى مراقبون أن انعقاد هذا المؤتمر بالتزامن مع مساع دولية تبذل في اليمن لإنجاز عملية الحوار الشامل قد يوحي بتغيرات قادمة في موازين القوى بجنوبي اليمن.
ويعتقد رئيس تحرير صحيفة الأمناء بعدن والمقربة من الحراك الجنوبي، عدنان الأعجم أن مؤتمر باعوم قد يؤسس لمرحلة جديدة في قواعد اللعبة السياسية بالجنوب خصوصا وأنه يأتي بعد أيام من إعلانه فك الارتباط عن تيار الحراك الذي يتزعمه علي سالم البيض.
وأوضح الأعجم للجزيرة نت أن توقيت انعقاد هذا المؤتمر يوحي بوجود محاولة لتهيئة قوى الاستقلال التي يتزعمها باعوم لإشراكها في الحوار الوطني الذي تسعى الحكومة في صنعاء لإقامته خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني القادم.
وبرهن عدنان الأعجم موقفه بالقول إن الدول الراعية للمبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية تسعى إلى جعل باعوم الوريث الشرعي للبيض بعد رفض الأخير جهودا سابقة لإقناعه بالموافقة للدخول في الحوار الوطني.
مرجعية سياسية
في حين يشير سياسيون إلى أن مؤتمر باعوم يأتي في إطار محاولة قيادات جنوبية للملمة الخلافات وتشكيل مرجعية سياسية جنوبية تتناغم مع مطالب القيادات الميدانية للالتحاق بركب المساعي الدولية الرامية لحل قضية الجنوب.
ويؤكد الناشط السياسي الجنوبي أحمد حرمل أن القضية الجنوبية شهدت خلال هذه الفترة تطورا ملحوظا من خلال اهتمام المجتمع الدولي والإقليمي بها، مشيرا إلى أنه أصبح لزاماً على الحراك أن يواكب هذا التطور.
واعتبر حرمل في حديث للجزيرة نت أن انعقاد المؤتمر رغم التباينات يمثل خطوة متقدمة ومرحلة مفصلية في حياة مجلس الحراك الجنوبي، تمكنه من الانتقال من الركود إلى مرحلة جديدة من العمل السياسي في الأروقة السياسية والدبلوماسية.
وقال حرمل إن نجاح المؤتمر يعد خطوة في الطريق الصحيح تتيح فرصة للحوار والتقارب مع بقية فصائل الحراك في الجنوب.
وعن إمكانية مشاركة الحراك الجنوبي في مؤتمر الحوار الشامل المزمع انعقاده في العاصمة صنعاء، أكد الناشط الجنوبي أن كل المكونات السياسية في الجنوب لا ترفض الحوار الشامل من حيث المبدأ ولكنها تختلف بشأن موضوعاته وآلياته وأطرافه وضمانات تنفيذية والجهة المشرفة عليه.
وكانت الناطقة الرسمية باسم مجلس نساء الجنوب للتحرير والاستقلال عيشة طالب قللت من شأن مقاطعة قيادات بارزة في الحراك لمؤتمر عدن، واعتبرت في تصريح للجزيرة نت المقاطعة بأنها لا تنم عن خلافات جوهرية وأنها تباينات مرحلية سيجري تجاوزها، وأعربت عن أملها في أن يلحق الآخرون في الحراك بركب هذا المؤتمر عما قريب.
وقالت عيشة طالب "إن الهدف من المؤتمر هو إعادة البناء التنظيمي للمجلس الأعلى للحراك وفق عمل مؤسسي وإقرار وثيقة الاستقلال عن الشمال واللوائح الداخلية".
وأشارت المتحدثة إلى أن المشاركين في المؤتمر بلغ عددهم 1200 مندوب بنسب 50% من الشباب و10% نساء و40% من قيادات هيئات المجلس الموجودين سابقاً.
المصدر:الجزيرة