الشرق السعودية: تيار إيران يتفكك و(باعوم) يرفض دعوة (البيض) ويعقد مؤتمرالحراك
شهد المجلس الأعلى للحراك الجنوبي أكبر تيارات الحراك والمدعوم من إيران بزعامة علي سالم البيض وحسن باعوم أمس انشقاقا جديدا تزعمه باعوم ضد تيار الرئيس السابق للجنوب علي البيض وذلك من خلال إصرار باعوم على عقد المؤتمر الجنوبي الأول رغم رفض البيض وأتباعه في المجلس.
وبذلك يكون تيار طهران في الحراك الجنوبي تفكك إلى فصيلين سيذهب فصيل باعوم بعيدا عن التبعية لإيران في حين سيبقى علي البيض وأتباعه في الفصيل الذي يتبع طهران لكن قوة التيارين ستضعف بعد أن كان التيار قبل الانشقاق أكبر تيارات الحراك فعالية ونشاطا في جنوب اليمن.
ويعد الانشقاق ضربة موجعة للبيض بعد الضربة التي وجهها له محمد علي أحمد القيادي الجنوبي البارز في الحراك الجنوبي والذي عاد مطلع العام الجاري من لندن ليتزعم تيارا وسط الحراك يدعمه الرئيس عبد ربه منصور هادي ويساند الوحدة على أساس نظام فيدرالي في حين تدعو بقية تيارات الحراك باستثناء المدعوم من حميد الأحمر إلى الانفصال عن شمال اليمن والعودة إلى ماقبل عام 1990 الذي أعلنت فيه الوحدة اليمنية بزعامة علي عبد الله صالح وعلي سالم البيض.
مؤتمر لثلاثة أيام
وعقد باعوم المؤتمر الأول للمجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب أمس في مدينة المنصورة بمحافظة عدن بحضور ممثلين للمجلس عن محافظات الجنوب كاملة.
وترأس باعوم أعمال الجلسة الأولى من أعمال المؤتمر الذي سيستمر ثلاثة أيام ومعه مجموعة من قيادات الحراك المساندين لتوجهاته بينهم النائب في البرلمان «صلاح قائد الشنفرة».
وتغيّب عن المؤتمر عدد من قيادات المجلس المساندين للرئيس البيض بينهم الأمين العام للمجلس «قاسم عسكر جبران» وعدد من رؤساء المحافظات ونوابهم وقالوا إن المؤتمر جاء في وقت غير مناسب.وكان الرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض دعا إلى تأجيل المؤتمر إلى شهر أكتوبر للمزيد من الاستعداد غير أن دعوة البيض رفضها باعوم وأتباعه.
ودعا الزعيم الجنوبي البارز حسن باعوم رئيس المجلس الأعلى للحراك في كلمته إلى مواصلة النضال للتخلّص من نير الاستبداد اليمني للشعب الجنوبي مضيفاً «أنا واثق أن مؤتمرنا هذا سيجعل شعبنا الجنوبي ينتفض ويثور وقال إن شعب الجنوب أصبح لديه أرض محررة.
وطالب باعوم بتأسيس قناة أخرى إلى جانب قناتي عدن لايف التابعة للرئيس السابق علي البيض والمصير التابعة لرئيس الوزراء السابق حيدر العطاس وتكون تحت اسم (الجنوب)».
وقال باعوم إن شعب الجنوب سيطرد الاحتلال اليمني شرّ طردة، مؤكداً أن «دون تحرير الجنوب لا يستتب الأمن والاستقرار في المنطقة من خلال مواعيد صنعاء الكاذبة».
وكان رؤساء مجالس الحراك السلمي في الجنوب عقدوا مساء السبت في عدن مؤتمرا صحفيا أوضحوا فيه رؤيتهم لانعقاد المؤتمر ورفضهم المشاركة فيه حيث أكدوا أن انعقاد المؤتمر الجنوبي لا يخدم وحدة الصف الجنوبي وإنما يزيد من تفرقها وأن انعقاده جاء في أوقات غير ملائمة.
تنامي نشاط إيران
وكان الرئيس عبد ربه منصور هادي كشف عن تفكيك ست شبكات تجسس تعمل لصالح إيران في اليمن، متهما طهران بالتدخل في الشؤون الداخلية لليمن وذلك في محاضرة ألقاها في واشنطن وقال إن إيران تسعى لإجهاض التسوية السياسية في اليمن من خلال دعم الحراك الجنوبي المسلح ماليا وعسكريا واستخباراتيا وإعلاميا. وأشار إلى أطماع إيران ومحاولاتها توسيع نفوذها في البحر الأحمر.
وقال هادي إن التدخلات والأنشطة الإيرانية الموجهة ضد اليمن تأتي في إطار تنامي النشاط الإيراني في المنطقة ومحاولة فرض نفسها بقوة حيث تسعى إلى تعويض خسارتها الاستراتيجية مع تزايد مؤشرات قرب انهيار النظام في سوريا ومحاولتها تعويض تلك الخسارة في اليمن انطلاقا من أهمية موقعها الاستراتيجي ووقوعها ما بين تجمعين سكانيين أحدهما غني بالنفط وهي دول الخليج والآخر فقير ويتمثل بدول القرن الإفريقي.
وأضاف «تمثّلت هذه الأنشطة في الدعم الإيراني لبعض التيارات السياسية والمسلحة وتجنيد شبكات تجسسية، حيث تم الكشف عن خمس شبكات تجسسية تعمل لصالح إيران وتم إحالتها سابقا إلى القضاء ومؤخراً تم الكشف عن شبكة سادسة فضلا عن الدعم القوي للحراك المسلح حيث تقدم الدعم الإعلامي والعسكري والاستخباراتي والمالي لقوى الحراك المسلح في جنوب اليمن والخارج».
إجهاض التسوية
وقال الرئيس هادي إن إيران قامت مؤخرا بتوسيع رقعة أهدافها في بلادنا وحاولت استقطاب الإعلاميين والمعارضين السياسيين، كما حاولت إجهاض التسوية السياسية في اليمن والتي تمت وفقا للمبادرة الخليجية واعتبرتها مؤامرة سعودية أمريكية». موضحا أن إيران هدفت من وراء كل ذلك إيجاد حالة من الفوضى والعنف وإحداث فراغ أمني وسياسي في اليمن لكي تستفيد من الأوضاع المضطربة لتمرير أجندتها في المنطقة وسعيا نحو جعل اليمن نقطة انطلاق لممارسة دورها الإقليمي واستهداف دول الخليج العربي بما يتماشى مع أطماعها الإقليمية والتوسعية ومساعيها لزيادة نفوذها في منطقة البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي مهددة بذلك خطوط الملاحة الدولية والمصالح الغربية في المنطقة.وما أورده الرئيس عبد ربه منصور هادي هو محتوى تقرير للاستخبارات اليمنية عن توسع النشاط الإيراني في اليمن سبق وانفردت بنشره «الشرق» مطلع العام الجاري.