«داعش» يهاجم الرمادي من 4 محاور لـ «إنقاذ» قواته في هيت
في وقت تواصل فيه القوات العراقية التقدم باتجاه استعادة قضاء هيت، التابع لمحافظة الأنبار، من سيطرة تنظيم داعش بعد احتلاله قبل نحو شهر ونصف الشهر، هاجم التنظيم مدينة الرمادي عاصمة محافظة الأنبار من 4 محاور فجر أمس (الجمعة). وكان مصدر أمني في قيادة عمليات الأنبار أعلن أن تنظيم «داعش» شن هجوما من أكثر من 4 محاور على مدينة الرمادي بهدف اقتحامها.
وفي حين حذر عضو مجلس محافظة الأنبار عذال الفهداوي من إمكانية سقوط المدينة بيد تنظيم داعش في حال لم ترسل الحكومة التعزيزات العسكرية الكافية، فإن عضو مجلس العشائر المنتفضة ضد «داعش»، فارس إبراهيم، أبلغ «الشرق الأوسط» أن «الهجوم تم احتواؤه من قبل القطعات العسكرية والأمنية الموجودة هناك، بالإضافة إلى أبناء العشائر، وقد تم إلحاق خسائر كبيرة بالمهاجمين إلى الحد الذي بقيت جثثهم حتى الآن في ضواحي الرمادي».
وأضاف إبراهيم أن «(داعش) هاجم الرمادي من عدة مناطق، وهي البوريشة والبوذياب والبوفراج والتأميم والحوز وشارع عشرين ويُعد هذا الهجوم هو الأكبر من نوعه منذ بدء العمليات العسكرية في محافظة الأنبار، غير أن المفاجأة التي لم يتوقعها مقاتلو تنظيم داعش هي ردة الفعل العسكرية والعشائرية، حيث تم التصدي للهجوم، ومن ثم استيعابه وبدء عملية الهجوم المعاكس».
وأكد عضو مجلس العشائر المنتفضة أن «العمليات القتالية مستمرة، وفي بعض المناطق والجيوب انتهت تماما».
وبشأن الكيفية التي تمكن فيها التنظيم من شن هذا الهجوم الواسع، قال إبراهيم إن «التنظيم تمكن من إرسال متسللين من بعض المناطق، ومنها منطقة البوفهد قبل أيام تحت ذرائع شتى، دون أن يثيروا انتباه أحد، وحين تكاملوا بدأ عملية الهجوم»، موضحا أن «هدف التنظيم من عملية الإسراع بشن هذا الهجوم تأتي بسبب بدء عمليات التدريب والتسليح في قاعدة عين الأسد، حيث أراد أن يحقق مفاجأة أو يخلق أمرا واقعا قبل استكمال عمليتي التدريب والتجهيز».
وبشأن ما إذا كان الطيران العراقي وطيران التحالف شارك في التصدي للهجوم قال إبراهيم إن «الطيران العراقي شارك في التصدي للهجوم، لكن الطيران الدولي لم يشارك، حيث نستطيع القول إن مساهماته في محافظة الأنبار لا تزال دون المستوى المطلوب بكثير». وكان مصدر في قيادة عمليات الأنبار أكد، من جانبه، أن «(داعش) استخدم جميع أنواع الأسلحة مع تفجير 3 سيارات نوع (هامر) مفخخة يقودها انتحاريون على مضيف الشيخ ماجد علي سليمان الذي تتخذه القوات امنية مقرا لها، دون معرفة حجم الخسائر».
وأضاف المصدر أن «جميع العشائر الموجودة في تلك المناطق تساند القوات امنية بكل ما تملك». وبشأن المعارك التي تخوضها القوات العراقية في هيت قال إبراهيم إن «الهجوم بالأصل كان على منطقة الدولاب التابعة لقضاء هيت، ولكن عندما وجدت القوات الأمنية أن بإمكانها التقدم إلى ما هو أبعد من ذلك، فقد بدأت تتقدم، وبات بالإمكان تحرير قضاء هيت بالكامل خلال فترة قريبة».
وفي سياق متصل، أكد الشيخ غسان العيثاوي أحد شيوخ ووجهاء مدينة الرمادي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «الهدف الأساس لهذا الهجوم هو محاولة داعش إشغال القطعات العسكرية التي بدأت تحقق تقدما في منطقة هيت، ولكون هيت من المناطق الاستراتيجية بالنسبة لـ(داعش)، فإن (داعش) أراد أن يضرب عصفورين بحجر واحد، وهو السيطرة على مدينة الرمادي والاحتفاظ بهيت، لكن ما حصل لم يكن متوقعا بالنسبة له حيث إنه في الوقت الذي لم تتراجع القوات الأمنية في هيت، فإن هجوم الرمادي فشل في صفحته الأولى، وهي الأهم، رغم استمرار الاشتباكات في العديد من المناطق».
وردا على سؤال بشأن الكيفية التي تمكن فيها «داعش» من حشد هذا الهجوم على مدينة كبيرة مثل الرمادي، ومن محاور عدة، قال العيثاوي إن «منطقة الجزيرة بدء من هيت حتى الفلوجة مرورا بالخالدية تعد ساقطة عسكريا بيد تنظيم داعش، ولذلك يستطيع بين فترة وأخرى حشد أعداد كبيرة من مقاتليه والمناورة بهم».
من جانب آخر، فإنه وطبقا لما أعلنه مجلس ناحية البغدادي بمحافظة الأنبار، فإن القوات الأمنية تمكنت من تحرير قرية الجنامية غرب الرمادي من سيطرة تنظيم داعش. وقال مال الله العبيدي رئيس المجلس المحلي للناحية في تصريح صحافي إن «القوات الأمنية وأبناء العشائر تمكنت خلال عملياتهم العسكرية المتسمرة لتحرير قضاء هيت من تحرير قرية الجنامية من سيطرة (داعش)». وأضاف العبيدي أن «القوات الأمنية والعشائر تمكنت أيضا من قتل 50 عنصرا من التنظيم الإرهابي والعثور على أسلحة متوسطة وثقيلة داخل خنادق ومخابئ عناصر داعش في القرية».
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها