أين يستثمر أغنى رجل أمريكي أمواله ؟
اشتهر بيل غيتس بملياراته التي جناها من تأسيس شركة مايكروسوفت، وبالأعمال الخيرية العظيمة التي تَبِعتها. ومما يزيد من شهرته أكثر أن غيتس قد حقق أعلى الأرصدة الحسابية وفقاً لتصنيف مجلة فوربس الأمريكية؛ بحيث بلغت ثروته 66 مليار دولار. إلا أن القيمة الصافية لثروته لا علاقة لها أبداً بأداء أسهم شركة مايكروسوفت التي شارك في تأسيسها قبل 37 سنة مضت.
تشكل أرباح مايكروسوفت خمس مممتلكات غيتس فقط؛ مع أنها بلغت الربع في العام الماضي حسب تصنيف فوربس. وترتبط الكمية الكبيرة الباقية من ثروته بشركة استثمارية تدعى (كاسكيد إنفستمنت – Cascade Investment LLC) تقع في مدينة كيركلاند بواشنطن، وهي تبعد مسافة قصيرة عن المقر الرئيسي لشركة مايكروسوفت الكائن في مدينة بيلفيو.
إلا أننا لا نعلم الكثير عن شركة (كاسكيد) سوى أكبر الاستثمارات التي تقوم بها؛ ما يعطينا لمحة عن المواضع التي يستثمر فيها أغنى رجل أمريكي. ولعل من المدهش إلى حد ما، أن يفضل ملك التكنولوجيا إبرام المزيد من الصفقات التجارية الضخمة على غرار ما يقوم به وارن بافت، أو التنويع في توظيف الأموال على الأقل.
ففي هذا العام على سبيل المثال، استحوذ غيتس على كثير من أسهم شركة (ريبابليك سيرفيسيز-Republic Services) لإدارة المخلفات، والتي تقوم بتشغيل 334 شركة جمع نفايات، و191 مكب للنفايات، بالإضافة إلى 74 مركز إعادة تدوير. وقد كان غيتس مساهما كبيرا في شركة (ريبابليك سيرفيسيز) لفترة وجيزة؛ إلا أنه زاد هذا العام من حصصه بنسبة 16% في الوقت الذي ارتفعت فيه الأسهم بنسبة 3% فقط. ويملك غيتس الآن 2,2 مليار من قيمة أسهم شركة (ريبابليك سيرفيسيز).
كما زاد من أسهمه في شركة (أوتو نيشن – Auto Nation)، التي تعمل في مجال بيع السيارات، بنسبة 17% فبلغت قيمتها الإجمالية بذلك 680 مليون دولار. تملك هذه الشركة 258 شركة سيارات ممنوحة حق الامتياز، ويقع معظمها في الجنوب الشرقي من البلاد. وبعكس شركة (ريبابليك سيرفيسيز)، ارتفعت أسهم شركة (أوتو نيشن) بنسبة 13%؛ حيث قام غيتس بشراء أسهم إضافية. كما يستثمر غيتس بعض ثروته أيضا في شركة (إيكولاب – Ecolab) للخدمات الصحية، وبالرغم من أن نسب أسهمه في هذه الشركة لم تتغير عما كانت عليه في العام الماضي؛ إلا أنها تعد من أكبر استثماراته المعروفة، فقد بلغت قيمتها 1,8 مليار دولار.
تحقق جميع هذه الاستثمارات الثلاثة مكاسب تجارية معقولة، بحيث تقدر الأرباح المتوقعة من شركتي (أوتو نيشن) و(ريبابليك سيرفيسيز) بحوالي 14 ضعفا. إلا أن هذه الصفقات التجارية ليست مذهلة أو ناجحة جدا؛ بل مما يثير الدهشة أن شركة مايكروسوفت هي الصفقة التجارية التي تفوق هذه الصناعات القديمة، فمن المتوقع أن تحقق شركة البرمجيات التي أسسها غيتس أرباحا مستقبلية بمقدار 9 أضعاف.
وتلعب شركة (كاسكيد) أيضا دورا فعالا في بعض استثماراتها الكبيرة، بحيث يعمل مايكل لارسون، رئيس شركة (كاسكيد) منذ عام 1994، مديرا للعديد من الشركات التي يستثمر فيها بالنيابة عن غيتس؛ بما فيها شركة (ريبابليك سيرفيسيز) وشركة (أوتو نيشن) ومجموعة شركات (تيليفيزا – Group Televisa) وشركة (إيكولاب). كما أنه يرأس مجلس الأمناء في شركة (Asset/Claymore Inflation-Linked Securities & Income Fund)؛ وهي استثمار آخر من استثمارات غيتس طويلة الأمد.