النفط تدخل بورصة الأزمة السورية
موسكو تودع وزير الخارجية السعودي وتستعد للقاء وزير الخارجية السوري، في محاولة لإيجاد تسوية سياسية للملف السوري بالتنسيق مع الرياض تفضي إلى تفاهمات بشأن أسعار النفط.
ساهم انخفاض أسعار النفط في اطلاق جهود ديبلوماسية بهدف ايجاد حلول سياسية للملف السوري المجمّد منذ فشل جنيف 2 مطلع العام الجاري.
وتقود هذه الجهود السعودية وموسكو، وهما قطبان مؤثران في الأزمة السورية، إذ أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ونظيره السعودي سعود الفصيل، إثر اجتماع في موسكو، أن بلاديهما معنيتان باستقرار الوضع في الشرق الأوسط.
وقال لافروف إن روسيا والسعودية متفقتان، كذلك، على أن سعر النفط ينبغي أن يحدده توازن بين العرض والطلب.
ويرى مراقبون أن أهمية هذا اللقاء تكمن في مساعي موسكو لإيقاف انخفاض أسعار النفط والعودة بها إلى المستوى السابق، وهو ما قد يعني تسوية روسية ـ سعودية تستهدف التفاهم على الملف السوري الذي شكل نقطة خلاف بينهما خلال السنوات الثلاث الماضية.
ويرى خبراء أن انخفاض اسعار النفط ينعكس سلبا على الاقتصاد الروسي، إذ يسبب عجزا في الميزانية، ويهدد بانهيار الروبل، وتجنبا لمثل هذه الاحتمال فقد يقدم الحليف الأبرز للرئيس السوري بشار الاسد إلى تقديم بعض التنازلات في محاولة لاقناع السعودية خفض انتاجها من النفط بحيث يستقر سعره.
وكان لافتا الاعلان، بالتزامن مع زيارة وزير الخارجية السعودية، عن زيارة مماثلة يقوم بها إلى موسكو وفد سوري برئاسة وزير الخارجية وليد المعلم.
ومن المنتظر ان يستقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وخلافا للتقليد الروسي، الوفد السوري المنتظر ، وهو ما يعبر عن أهمية هذا اللقاء الذي سيتركز على إعادة اطلاق المفاوضات بين الفرقاء السوريين، والافكار التي تطرحها موسكو من اجل جمع المعارضة والنظام للبدء بحوار أولي من شأنه تفعيل العملية السياسية المتعثرة.
وأفاد مصدر ديبلوماسي أن "الاجتماعات التي تعقد في موسكو تجري عادة مع وزير الخارجية فحتى المباحثات المتعلقة بالسلاح الكيمياوي السوري في سبتمبر 2013 ، وهي اعتبرت محطة مفصلية في تاريخ النزاع السوري، عقدت مع لافروف"، في إشارة إلى الأهمية التي توليها موسكو للقاء.
وسيضم الوفد مستشارة الرئيس السوري بشار الأسد للشؤون السياسية والإعلامية بثينة شعبان ونائب وزير الخارجية فيصل المقداد.
وترى مصادر مطلعة أن "الخطة الروسية تعتمد على عقد حوار سوري سوري في موسكو يحضره اضافة إلى الوفد الرسمي السوري عدد من الشخصيات المعارضة من الداخل والخارج وفي مقدمتهم (الرئيس الاسبق للائتلاف المعارض) معاذ الخطيب".
وكان رئيس الائتلاف السوري السابق معاذ الخطيب زار موسكو قبل أسابيع على رأس وفد معارض في خطوة قوبلت بالانتقاد من الائتلاف السوري المعارض.
هذه التحركات تشير الى أن روسيا تسعى إلى إحياء المسار السياسي للأزمة السورية بالتنسيق مع النظام السوري ومع بعض أقطاب المعارضة، تمهيدا لإطلاق جولة ثالثة من محادثات جنيف.
وتتزامن هذه الجهود مع مفاوضات النووي الإيراني التي بلغت مرحلة حاسمة قد تنتهي بإعلان اتفاق بين طهران والمجتمع الدولي، وهو ما سيكون له تداعيات على الملف السوري باعتبار إيران هي الداعم الأكبر لنظام الاسد.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها