مساعي سعودية لتحرير دبلوماسي مختطف لدي تنظيم القاعدة باليمن
يبذل مسؤولون سعوديون ووسطاء قبليون بمحافظة أبين جنوبي اليمن مساعي حثيثة للإفراج عن نائب القنصل السعودي عبد الله الخالدي المختطَف لدى تنظيم القاعدة منذ مارس/آذار الماضي.
وتزداد المخاوف من إقدام التنظيم على إعدام الخالدي بعد بث تسجيل مصور له على شبكة الإنترنت تحدث فيه عن القيام بعمل استخباراتي ضد عناصر القاعدة باليمن.
وقال أحد أقارب الشيخ القبلي طارق الفضلي -الذي يقوم بدور الوساطة بهذه القضية في اتصال مع الجزيرة نت أمس- إن جهود الوساطة والتفاوض مع الخاطفين لا تزال مستمرة، غير أن المفاوضين يواجهون صعوبة شديدة في التواصل مع الخاطفين جراء شراسة القتال الدائر في أبين.
مساع سعودية
وكشف مصدر مطلع بعدن عن وجود مساع سعودية مكثفة واتصالات مباشرة من قبل مسؤولين سعوديين بقيادات مقربة من أنصار الشريعة في أبين للتفاوض على تحرير الدبلوماسي السعودي المختطف.
وقال المصدر للجزيرة نت إن السفير السعودي في اليمن أجرى في محافظة عدن خلال اليومين الماضيين لقاءات مباشرة ببعض الوسطاء اليمنيين لمناقشة حل أزمة نائب القنصل السعودي.
ولفت المصدر إلى أن السفير السعودي تسلم خلال تلك اللقاءات رسالة مكتوبة من القاعدة عبر أحد الوسطاء تضمنت مطالب القاعدة للإفراج عن الخالدي، ولم تذكر تلك المصادر أي تفاصل أخرى بشأن ما تم التوصل إليه، غير أنها أكدت أن عملية وساطة غير معلنة لا تزال جارية.
وقال مصدر مقرب من أنصار الشريعة في أبين للجزيرة نت إن الخالدي قد يكون نقل إلى منطقة الحوطة بمحافظة شبوة مع بدء المعارك التي شنها الجيش اليمني لتحرير مناطق تسيطر عليها القاعدة بأبين.
وأضاف أن من يتولون عملية الإشراف على احتجازه في الأسر هم سعوديو الجنسية من أنصار القاعدة.
محاولة ضغط
وكان تنظيم القاعدة بثّ تسجيلاً مصوراً على شبكة الإنترنت نهاية الشهر الماضي لنائب القنصل السعودي عبد الله الخالدي بعد تقارير نشرتها بعض وسائل الإعلام المحلية قالت فيها إنه تم ذبح الدبلوماسي السعودي إثر تعرّض تنظيم القاعدة لضربات موجعة من قبل الجيش اليمني.
وطالب الخالدي في الشريط المصوّر الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز بإنقاذه من خاطفيه مقابل تلبية مطالبهم.
وكشف الخالدي أن مهام القنصلية السعودية في عدن هي متابعة تنظيم القاعدة وإرسال تقارير للقوات الأميركية بعد رصد عناصر التنظيم للقيام بقصفهم عبر طائرات أميركية من دون طيّار.
ووفقاً للباحث المتخصص بشؤون الجماعات المسلحة نبيل البكيري فإن القاعدة تسعي لأن تستفيد من الخالدي كرهينة لتحقيق مكسب سياسي ومعنوي كبير عبر مقايضته بعدد من معتقليها فضلا عن الحصول على مبالغ مالية كبيرة.
وقال للجزيرة نت إن القاعدة حريصة على حياة الخالدي للدخول في حوار تفاوضي مع السعودية بشأنه لإظهار أنها أصبحت طرفا حاضرا بقوة في المشهد السياسي الإقليمي والمحلي.
احتمالات الخطر
في المقابل عبر فارس غانم -مدير تحرير صحيفة اليمن والباحث المتخصص في شؤون الإرهاب- عن احتمالات الخطر في أن يكون الهدف من عرض إقرار القنصل السعودي بالقيام بدور استخباراتي في عدن ضد تنظيم القاعدة في تسجيل مصور مقدمة لعملية إعدامه.
وأوضح غانم للجزيرة نت أن الأمر يشير إلى أن القاعدة قد تتخذ إجراءات أكثر من الاحتجاز ضد الرجل وقد تمتد إلى تصفيته جسديا إذا ما فشلت الاتصالات غير العلنية بين قيادة المملكة والقاعدة في تلبية مطالب المختطفين.
واستبعد أن ترضخ السعودية لمطالب الخاطفين استناداً إلى مواقفها السابقة فيما يتصل بسياستها في مكافحة ما يسمى الإرهاب المتمثلة بعدم الرضوخ للابتزاز أو التفريط بالسيادة.
وأكد غانم أن "احتجاز القاعدة للقنصل السعودي هو ورقة رابحة للمقايضة ولن تتخلى عنها أو تسقطها من يدها بسهولة حتى ولو هزمت من قبل الجيش اليمني".
المصدر:الجزيرة