الشيعة يعيشون في خوف مع تصاعد موجة الكراهية ضدهم في العالم
تتسبب الحملة المناهضة للشيعة التي تعج بها الانترنت والقنوات التلفزيونية، في نشر التعصب الديني والعداء للشيعة في دول لم تشهد في السابق الكراهية المذهبية التي تشعل الشرق الاوسط حاليا.
واصبح المسلمون الشيعة من استراليا الى نيجيريا ومن بريطانيا الى اندونيسيا بشكل متزايد ضحايا مضايقات وتهديدات وحتى هجمات عنيفة من المسلمين من المذاهب الاخرى مع تزايد انتشار الايديولوجيات السنية المتشددة في العالم.
وقال يوسف الخوئي احد كبار قادة الشيعة في لندن ان “تصاعد الحركة المناهضة للشيعة ومعاداة الشيعة مقلقة جدا للشيعة الذين يعيشون في الغرب، كما تلعب الانترنت واليوتيوب وتويتر وفيسبوك دورا كبيرا في نشر رسائل الكراهية هذه”.
وقال الخوئي، مدير مؤسسة الخوئي التعليمية الخيرية، ان بريطانيا شهدت زيادة في التهديدات من بينها تهديد ضده، داعيا الشرطة البريطانية الى مزيد من اليقظة.
والعام الماضي ساعدت المؤسسة شيعة كانوا ضحايا لهجوم عنيف من اسلاميين متطرفين فيما وصفته الصحافة البريطانية ب”اول حالة عنف مذهبي اسلامي في بريطانيا”.
واضاف ان المضايقات ضد الشيعة مستمرة خاصة في بعض الجامعات حيث تنتشر مخاوف من تغلغل متطرفين اسلاميين فيها.
وفي استراليا تعرض احد زعماء الشيعة لاصابته في وجهه في اطلاق نار امام قاعة للصلاة في الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر، بعد ساعات من مرور اشخاص وهتافهم “ايها الشيعة الكلاب” وتهديدهم بالعودة لشن هجوم.
وفي نيجيريا، حيث تندر الهجمات على الشيعة رغم انتشار العنف بين المسيحيين والمسلمين، فجر انتحاري نفسه في مقبرة للشيعة ما ادى الى مقتل 15 شخصا، وفي فيينا تم اخلاء مسجد للشيعة بسبب تهديد بوجود قنبلة.
وفي اندونيسيا، التي يسكنها اكبر عدد من المسلمين في العالم، عقد “تحالف مناهض للشيعة” يقودهرجال دين سنة، هذا العام اول مؤتمر وطني له.
وتتبع الغالبية العظمى من المسلمين في العالم المذهب السني، ويعود الخلاف بين الشيعة والسنة الى القرن السابع حول الخلافة الاسلامية.
وزاد دعم ايران الشيعية وحزب الله الشيعي اللبناني لنظام الرئيس بشار الاسد في الحرب الدائرة في سوريا من العداء للشيعة.
وتعج الانترنت بالمواد المناهضة للشيعة من بينها تسجيلات فيديو لاعدامات في اطار حملة على مواقع التواصل الاجتماعي التي يقوم بها تنظيم الدولة الاسلامية الذي حشد الاف المقاتلين لخوض المعارك في سوريا والعراق.
وقال اندرو هاموند المحلل في شؤون الشرق الاوسط في المجلس الاوروبي للعلاقات الخارجية ان انتشار الهواتف الذكية ومواقع التواصل الاجتماعي نشرت المشاعر المعادية للشيعة على مستوى العالم.
واضاف “انا اعتقد اننا نرى موجة من التعصب الديني الموجه ضد الشيعة .. واصبح من الواضح ان نرى في السنوات الاخيرة استعداد السنة لاتخاذ مواقف معادية للشيعة لم تكن تحدث في السابق”.
وقال ان ذلك “يصل الى مناطق لم تكن متخيلة في السابق مثل باكستان وبريطانيا وماليزيا واندونيسيا. انها ظاهرة مذهلة بالفعل”.
ويدين معظم زعماء السنة الجماعات السنية المتطرفة، الا انهم لم يفعلوا الكثير للقضاء على التعصب الديني ضد الشيعة.
وصرح رسول الموسوي، الزعيم الشيعي الذي تعرض لاطلاق النار في سيدني، لوكالة فرانس برس انه غير متاكد ما اذا كانت الهجمات ضده مذهبية، الا انه قال ان بعض متاجر المدينة وضعت لافتات تقول “ممنوع دخول الشيعة” ورفعت اعلام تنظيم الدولة الاسلامية السوداء.
والشهر الماضي فتح مسلحون النار على حافلة تحمل مسلمين شيعة في كويتا في باكستان ما ادى الى مقتل ثمانية في اطار تصعيد “غير مسبوق” في العنف في البلد ضد الشيعة منذ 2008، بحسب منظمة هيومن رايتس ووتش.
وبعد ايام قتل مسلحون سبعة مسلمين شيعة في السعودية ما دفع الحكومة الى اغلاق مكتب قناة تلفزيونية تحرض على الشيعة.
وفي لندن حمل متظاهرون اسلاميون متطرفون العام الماضي لافتات وهتفوا بشعارات “اقتلوا الشيعة الكفرة” و”الشيعة حلفاء الشيطان”.
وحاول احد الشيعة مجادلتهم، الا انه تعرض للضرب.
وصرح الرجل الذي قال ان اسمه فهد لوكالة فرانس برس “لن يتوقفوا .. طالما حصلوا على الدعم والتمويل، وطالما بقيت افكارهم، من سيوقفهم”.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها