مدرب اليمن: لا أريد الوقوع في خطأ أسلافي وإذا خسرنا أمام السعودية ربما أصبح الأسوأ بنظر اليمنيين
لو بقي ميروسلاف سوكوب مدربا لليمن فلن يكون "الحائط" الذي يقف في وجه "نهر" لاعبيه بل يتطلع بإيجابية للتغيير المرحلي في كرة القدم اليمنية.
لكن المدرب التشيكي ابن التاسعة والأربعين واقعي أيضا ويعرف كيف يمكن أن تطيح كرة القدم بمدرب لمجرد خسارة.
وهو الآن في القمة بعدما قاد الفريق الشاب للحصول وللمرة الأولى على أكثر من نقطتين في كأس الخليج بالرياض لكنه يعي جيدا أن هزيمة "بثلاثية" أمام السعودية في مباراة على التأهل لقبل النهائي - وهو شيء لم يحدث لليمن من قبل - قد تعيده لبلاده.. ودون إبطاء.
يذكرنا بتجربته السابقة في مصر حين قاد منتخب شبابها في كأس العالم تحت 20 عاما على أرضها. لم يشفع له انتصاران على ترينداد وتوباجو ثم إيطاليا في مرحلة المجموعات لتطيح به الخسارة أمام كوستاريكا في الدور الثاني.
وقال سوكوب لرويترز في مقابلة بينما وقف يتابع لاعبيه يتدربون في ملعب نادي النصر بالرياض "وصلت لليمن في منتصف مايو ومنذ ذلك الوقت بدأنا باستمرار العمل مع اللاعبين لأن لدي فرصة للقيام بمعسكرات قصيرة بين مباريات الدوري.
وأضاف "حين وصلت لليمن.. كنت أفكر كيف سأبني الفريق لأن هذا ليس سؤالا سهلا يجب أن يكون لديك استراتيجية كيف تبني فريقا في بلد صعب. أعتقد أن مدربين كثيرين قبلي كانوا يفضلون اختيار أسماء مشهورة بغض النظر عن الأداء.. لكني لم أرغب في ارتكاب أخطاء من قبلي."
ومن سبقوه فشلوا في منح اليمن أي انتصار في ست مشاركات سابقة بكأس الخليج. بل إن الحصول على نقطة واحدة كان أقصى الطموح. الآن يملك اليمن نقطتين ليبقى في المنافسة على التأهل للدور قبل النهائي في مواجهة السعودية صاحبة الألقاب الثلاثة وقطر التي دكت الشباك اليمنية بعشرة أهداف في مباراتي ذهاب وإياب بتصفيات كأس آسيا العام الماضي وكذلك البحرين.
لم يتحدث المدرب هاديء الطلة كثيرا عن مواجهة السعودية.. فالنسبة له كل المطلوب هو أن يؤدي اللاعبون مثلما فعلوا أمام البحرين وقطر.
يريد من لاعبيه أداء إيجابيا وبذل أقصى ما لديهم دون النظر للنتيجة.
يقول سوكوب مبتسما وهو يتابع حماس لاعبيه صغار السن وهتاف المشجعين في المدرجات تارة للاعبين وتارة له "كل المباريات بالنسبة لي سواء.. ربما أحب العقلية الألمانية.. لماذا ينجح الفريق الألماني في الفوز بالبطولات الكبرى.. لأنه يبدأ البطولة من البداية بقوة.. من أول مباراة".
ويضيف:" ربما يكون لديك مجموعة أفضل في الأداء لكنك لو فقدت التركيز.. ربما تفوز بمباراتين فيسعد الجميع ويضيع تركيزك. أحاول تغيير عقلية اللاعبين.. لو أنك تسدد ركلة جزاء في الدقيقة 90 والنتيجة التعادل السلبي.. لو فكرت في البطولة التي تنتظرك لو سجلت الهدف فستفشل.. عليك فقط التفكير في التنفيذ والقيام بما عليك."
لكنه وهو يسعى للتغيير يدرك أن الأمر ليس سهلا هكذا في بلد تتناحر فيه السياسة وأعمال العنف والفقر لتصنع مزيجا وصل أثره لحد منع الفريق حتى من التدريب قبل البطولة.
وقال سوكوب "ليس من السهل أن تعد فريقا في مثل هذه الظروف قبل شهر واحد كان القتال ضاريا ووصل للاستاد الوطني ولمقر الاتحاد ولم يكن بوسعنا الذهاب للتدريب. لكني شخص إيجابي.
"في أي وقت يكون أمامك قراران.. إما أن تكون إيجابيا أو سلبيا."
وغير بعيد عن سوكوب جلس في مقصورة الاستاد حسن باشنفر نائب رئيس الاتحاد اليمني لكرة القدم مؤكدا لرويترز أن سوكوب سيبقى في منصبه بعد السعادة التي جلبها لليمن.
لكن سوكوب بخبرة العمل السابقة في مصر لم يبد مهتما كثيرا.
وقال "لا أخطط لشيء (بشأن العقد).. لا أفكر في أي شيء باستثناء المباراة التالية.. أعرف الموقف جيدا. كنت في مصر وتذكر حين فزنا على إيطاليا (في كأس العالم للشباب 2009) وتصدرنا المجموعة وحينها كان الكل سعيدا وعرضت علي عقود كثيرة. لما خسرنا أمام كوستاريكا لم يتصل بي أحد."
وأضاف "الكل الآن سعيد وأنا أيضا سعيد.. لكني واقعي.. ربما نخسر أمام السعودية 3-صفر سأصبح الأسوأ.. ربما أعود لوطني.. يجب أن أكون مستعدا لكل شيء."
وبواقعية أيضا يتحدث سوكوب عن علاقته بلاعبيه ومساعيه للتغيير في كرة القدم اليمنية. واليمن بلد لم يحرز مطلقا أي لقب كبير ولم يتأهل قط لنهائيات كأس آسيا التي ستشارك فيها بقية المنتخبات السبعة التي ينافسها في كأس الخليج.
وقال "أعتقد أن هذا الفريق له مستقبل جيد.. لكن هناك أشياء يجب أن تتغير. أشياء في الاتحاد اليمني وطريقة إعداد المدربين.. والدوري.. أنا شخصيا لدي فكرة عما أريد تحقيقه.. لكني في اليمن يجب أن أحترم طريقة الحياة وعقلية اللاعبين.. كل شيء.
وختم:" اللاعبون كالنهر وأنا كالحائط.. لو وضعت الحائط في مجرى النهر فسيكسر النهر الحائط.. أفضل بدلا من ذلك أن أسمح لهم بالإفلات.. قليلا."
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها