محاولات رئاسية بترويض الحراك وسحب البساط من تحت أقدم قوى الإستقلال
قبل موعد الـ 30 من نوفمبر، الذي حددته قيادات الحراك الجنوبي للتحرك باتجاه ما يدعونه "فك الارتباط"، ترشح بين الحين والآخر أنباء عن مساع للمحافظة على منجز الوحدة اليمنية وحل مشكلات الجنوب تحت سقف الوحدة.
واليوم، كشفت صحيفة (المنتصف) عن مصدر سياسي أن الرئيس هادي دفع قيادات حراكية موالية له في الجنوب، إلى الاعتصام في ساحة العروض بعدن،للسيطرة على توجهات الساحة، وتحركاتها في الأيام القادمة.
وأوضح المصدر أن مقربين من هادي يقدمون تمويلات كبيرة لقيادات سياسية وميدانية فاعلة، ونصب خيام بتوجيهات من القيادة العليا للحراك في صنعاء.
وقال: إن هادي ضاعف دعم فصائل جنوبية، لتعزيز حضوره هناك، وكذا لسحب راية تمثيل القضية الجنوبية عن فصائل ومكونات الحراك الأخرى، مشيراً إلى أن الهدف من رفع فصائل حراكية موالية لمعسكر هادي، لشعار فك الارتباط في هذا التوقيت، كسب ثقة ومزاج الشارع في الجنوب؛ وأيضاً ابتزاز جهات سياسية أخرى.
وأشارت المنتصف عن مصدر في الحراك أن الفصائل الجنوبية التي كانت ترفع شعار الاستقلال وحق تقرير المصير في السابق، قررت التراجع عن هذا المطلب في الوقت الحالي، إلى حين تتضح ما ستكون عليه الأمور في شمال اليمن.
وأضافت أن قياديين بارزين عقدوا اجتماعاً في منزل أحد المقربين من نائب الرئيس السابق، علي سالم البيض، بعدن، وكرس الاجتماع لمناقشة آلية لتوحيد رؤية فصائل الحراك المرتبطة بالبيض، وقيادات الخارج.
وقال المصدر: إن هذه الخطوة جاءت وفق تعليمات تلقتها القيادة السياسية (في الخارج) لتيار الحراك المتعصب لتقرير المصير، من جهات إقليمية على علاقة مباشرة بها، بضرورة تهدئة الشارع في الجنوب خلال هذه الفترة.
ونوه المصدر ذاته، إلى أن هذا التحول المفاجئ في موقف تيار الرئيس البيض المتهم بالتبعية لإيران، ناتج عن استشعار تحركات يجريها الرئيس هادي، على مستوى فصائل الحراك، بغية سحب البساط من تحتها، وتمكين القيادات الحراكية الموالية له من الإمساك بزمام الأمور.
وأن الرئيس هادي كلف أحد المقربين منه في عدن، بإقناع القيادي الجنوبي حسن باعوم، بالتخلي عن البيض والالتحاق بتيار هادي، كما وعده بالعمل على تنفيذ المطالب التي يتبناها.
وفيما لم يدل المصدر بمعلومات عن نتائج المفاوضات، وما إن كان هادي، نجح في استمالة باعوم، أكد أن تخلي القيادي الجنوبي محمد علي أحمد عن تيار الرئيس هادي، جاء بالتنسيق بين الجانبين، وذلك ليتسنى لهما اختراق تيار البيض، وفتح قنوات اتصال مع جهات إقليمية من بينها إيران..
في حين لم يستبعد مصدر حراكي آخر أن يكون اختفاء الرئيس الجنوبي الأسبق علي سالم البيض، إثر خلاف مع طهران.
مدللاً بأن قيادات جنوبية كانت، إلى وقت قريب، على خلاف مع البيض بسبب علاقته بطهران، تستأثر في الوقت الحالي بالدعم الإيراني لصالحها، كما يتوقع أن تستلم قناة "عدن لايف" بعد أن غادرها معظم طاقمها السابق.
وقال المصدر- وهو قيادي في الحراك الجنوبي- إن البيض غادر بيروت وقام بتصفية مكتبه في ظروف غامضة، مؤكداً عودة بعض مستشاريه إلى عدن، وآخرين في الطريق إلى العودة خلال الأيام القادمة، بحسب ما أفادوا على صفحاتهم في شبكات التواصل الاجتماعي على الانترنت.
ويشهد الشارع الجنوبي تجاذبات حادة بشأن ترتيبات مستقبل الجنوب، في وقت يتفاقم الخلاف والانقسام داخل مكونات الحراك، لا سيما في غضون تفعيل الرئيس المؤقت عبدربه منصور هادي، لتحركاته السياسية والميدانية في الجنوب.
وبات ملف استقلال جنوب اليمن عن شماله، يناقش في أروقة الغرف المغلقة لدول إقليمية وغربية، عقب سيطرة جماعة أنصار الله "الحوثيين" على العاصمة اليمنية صنعاء ومحافظات أخرى في شمال البلاد.
وأصبحت قضية تقرير المصير، محل النقاشات والتأويلات في الكثير من القنوات الفضائية ووكالات الأنباء ووسائل الإعلام المحلية، الأمر الذي اعتبره مراقبون سياسيون بالـ"الفزاعة" التي تستخدمها قوى محلية في السلطة لتخويف الشارع، وللمقايضة على بقائها في السلطة.
وتشير بعض المعلومات، إلى وجود تفاهم حول تمكين جماعة "أنصار الله" من السيطرة على العاصمة صنعاء وما سبقها ولحقها من تحركات سياسية في بقية المحافظات الشمالية من البلاد، بغية دفع الجنوبيين المؤيدين للوحدة اليمنية، بالتخلي عنها والاصطفاف مع مشروع الانفصال.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها