الضالع: دور الأشراف في صناعة الثورات ومخاطر الانزلاق في وحل الحوثي
ترددت أنباء في الآونة الأخيرة عن تسلل عناصر يتبعون الحوثي إلى بعض مناطق الجنوب اليمني لاسيما الضالع نظرا للترابط الجغرافي بينها وبين بعض مديريات تعز التي تنشط فيها الحركة الحوثية بتسهيلات من بعض الشخصيات الموالية لإيران والتي كانت محسوبة على ثورة الشباب منذ مطلع فبراير من العام المنصرم إلى جانب التحالف الواضح مع حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يترأسه الرئيس المخلوع علي صالح الذي أمر بفتح مقرات الحزب (المنقرض ) في بعض مديريات تعز لعناصر الطائفة الحوثية المسلحة.
وتحدث إلي قيادي بارز في الحراك الجنوبي في رسالة خاصة عن أن عناصر من أتباع الحوثي وصلت بعض قرى ومناطق الضالع, وقال القيادي في الحراك الذي طلب التحفظ على اسمه لاعتبارات شخصية أن "مفاوضات تجري مع بعض ضعفاء النفوس من أبناء الضالع لاسيما بعض قرى بلاد الأشراف لعقد تحالف معهم لحشد الدعم السياسي لجماعة الحوثي التي لاقت هزائم متتالية في حجة والجوف بعدما حالت صحوة القبائل في تلك المحافظات دون تمدد الفكر الحوثي المسلح ".
وأضاف " بأن أموالا كثيرة تنفق هذه الأيام من قبل أتباع الحوثي ومريدوه لإيجاد موطئ قدم لهم في الضالع التي يقطنها عشرات الآلاف من آل البيت الذين يتبعون المذهب السني الشافعي".
ونفى الشريف الأستاذ احمد محمد صالح في اتصال هاتفي صحة تلك المعلومات قائلا " ليس هناك ما يثبت تورط أي فرد من الأشراف في استقبال مندوبين من الحوثي كما يتحدث الناس, وإن حدث فهي تصرفات فردية من أشخاص بعينهم ولا يعبرون عنا كأشراف لأننا نتبع مذهب أهل السنة والجماعة ولا يمكن أن نلتقي مع الفكر الحوثي ذي المرجعية ألاثني عشرية في شيء".
يذكر أن عبدالملك الحوثي كان قد أوفد عشرات الشبان من بعض مناطق اليمن مستغلا حالتهم المادية الصعبة إلى بيروت وطهران ويجري تشييعهم وتدريبهم على السلاح وبعض المهارات الإعلامية وذلك استباقا لحرب محتملة قد تشن ضده من قبل الدولة بعد تضييقه الخناق على المواطنين ومصادرة أموالهم وتشريدهم من ديارهم في محافظة صعدة.
تلك
وكان الإمام البدر - آخر أئمة المملكة المتوكلية في شمال اليمن سابقا- قد أرسل بعض أتباعه إلى المناطق الوسطى ومنها الضالع وردفان طلبا للعون وإقامة حلف بين آل البيت وبعض القبائل الأخرى بعد أن أطاحت ثورة 26 سبتمبر بعرشه وسقط فيها الكثير من الشهداء.
وفي مقابلة خاصة قبل سنوات قال الشيخ محمد بن عبد الدايم بن محسن أحد وجها بلاد الأشراف ونجل الشهيد عبدالدايم بن محسن الذي قتل الحاكم البريطاني لمحمية عدن الغربية (الميجر سيجر) بان نفرا ممن سماهم الملكيين قدموا إلى منطقته وآواهم السكان مدة من الزمن قبل آن يغادروا بعد قيام مجموعة من ثوار 14 أكتوبر ببعض التفجيرات لإجبار الأهالي على طردهم, ولم يوضح الشيخ محمد عبدالدايم عما إذا كان الملكيون قد جاءوا طلبا للعون أو فرارا من المعركة التي خسروها في الشمال بعد الإطاحة بالنظام الإمامي, لكن عامة الناس تتحدث في المنطقة بان الإمام كان قد أرسل من يفاوض الأشراف في الضالع وردفان على الدخول في حلف معه وهو مالم يحدث إطلاقا.
وقال الشيخ محمد بن عبدالدايم بأن والده الشهيد عبدالدائم بن محسن كانت له مراسلات عديدة مع الإمام احمد بن حميد الدين لاسيما بعد نكبة 48 التي حلت في فلسطين وكان ابرز مطالب الشهيد عبدالدايم هي الحصول على الدعم المادي واللوجستي وتسهيل سفره ومجموعة من المتطوعين من أبناء الضالع للقتال في فلسطين, لكن رد الإمام كان عكس ذلك فقد أشار على الشهيد عبدالدايم بأن "يجاهد في بلاده لطرد المحتل الانجليزي" وهو ما فعله الشهيد عبد الدائم حيث قام بتأجيج مشاعر الناس وتحريضهم ضد الاستعمار البريطاني وزار القرى والجبال يبصر الناس بحقوقهم وعدم السكوت على جرائم الانجليز إلى أن قام في عام 1950م باغتيال الحاكم البريطاني لما كان يسمى بـ(محمية عدن الغربية) وأدى ذلك إلى استشهاده وبعض رفاقه.
فهل سيجازف أشراف الضالع بعد الأدوار النضالية للتحرر من التبعية والاستعباد التي قام بها أبائهم وأجدادهم على مر الأزمان ويذهبون إلى تحالف مع حركة الحوثي المسلحة التي تؤمن بولاية الفقيه والسلالة الواحدة ذات المذهب الرافضي الذي يجرم زوجات النبي وآل بيته جميعا - صلى الله عليه وسلم- ويسب صحابته الكرام؟ وهل يقبل الأشراف بمن يعادي ثورات الشعب اليمني منذ مطلع الثلاثينيات وحتى يومنا هذا؟ وإذا كان الأشراف قد آووا "الملكيين" في الستينيات وفشلت جهود التحالف معهم لان الأشراف كانوا روادا في ثورة 14 أكتوبر المجيدة فما الذي يبرر للأشراف اليوم - رواد الثورات- الدخول في تحالفات مشبوهة تجري على قدم وساق مع الحوثيين وهم يعملون على تقويض الثورة الشعبية السلمية منذ اليوم الأول لانطلاقتها؟
هذه مجرد تساؤلات مما يدور في المحافل وما يتحدث به الناس أتمنى أن تكون خاطئة خاصة وأن غالبية أبناء الأشراف منضويين في عدة أحزاب وتكتلات سياسية كالإصلاح والاشتراكي والناصري ومنهم قيادات في الحراك الجنوبي إلى جانب الوحدة المذهبية السنية التي تجمع الكل في الضالع وكان للأشراف الدور الأبرز في تعليم الناس وتبصيرهم منذ مئات السنين والى يومنا هذا.
وصعدت حركة الحوثي من أنشطها بعد قيام الثورة الشعبية في اليمن التي خلعت علي صالح من هرم الحكم واستغلت حالة الاضطرابات و التسهيلات من قبل نظام المخلوع لممارسة أفعالها في أرجاء اليمن بعد أن كانت منحصرة في صعدة وبعض مديريات عمران والجوف.