الإصلاح اليمني ينحاز للمطالب الجنوبية
أثار تأييد حزب الإصلاح اليمني في عدن والمحافظات الجنوبية مطالب أبناء المحافظات الجنوبية بتقرير مصيرهم، ردود فعل متباينة، ففي حين يرى البعض أن الموقف جاء ردّ فعل لضعف دور الحزب في الشمال بعد سيطرة جماعة الحوثيين على الأمور هناك، اعتبره آخرون "امتداداً لمواقف إيجابية سابقة للحزب بشأن الجنوب".
وكان فرع حزب الإصلاح بعدن أصدر بياناً في أكتوبر/تشرين الأول الماضي أكد فيه تأييده مطالب أبناء الجنوب في تقرير مصيرهم، كما دعا أنصاره للمشاركة في الفعالية التي نظمها الحراك الجنوبي بعدن للاحتفاء بذكرى ثورة 14 أكتوبر.
وقال رئيس الدائرة السياسية لحزب الإصلاح بعدن عبد الناصر باحبيب "إن تأكيد الإصلاح المطلق عدالة القضية الجنوبية وحق أبناء الجنوب في تقرير مصيرهم ليس شيئا جديدا على الإصلاح، فقيادات إصلاح عدن كانت ضمن الكوكبة المؤسسة للحراك السلمي الجنوبي منذ انطلاقته عام 2007، ومن مقر الإصلاح بعدن تكونت النواة التنظيمية الأولى للحراك والمتمثلة في مجلس تنسيق الفعاليات السياسية والمدنية".
مواقف سابقة
وأشار باحبيب في حديث للجزيرة نت إلى أن ذلك المجلس حظي بتأييد واسع من كل الأطراف حينها، وتولى إدارة وقيادة كل الفعاليات السلمية المعبرة عن عدالة القضية الجنوبية والتعريف بها محلياً وإقليمياً ودولياً، وبعدها استمر الإصلاح وكل أحزاب اللقاء المشترك بتقديم الدعم والمساندة للحراك السلمي الجنوبي.
وعن توقيت موقف الإصلاح وكونه يأتي بعد سقوط صنعاء ومناطق في الشمال بيد الحوثيين، قال باحبيب "الإصلاح حزب سياسي مدني وليس مليشيات مسلحة ومواقفه واضحة ومدروسة من كل القضايا الوطنية وفي مقدمتها القضية الجنوبية، وموقفه الأخير يعد امتداداً لمواقفه السابقة بشأن القضية الجنوبية، وليس مرتبطاً بأي أحداث هنا أو هناك، وإنما ناتج عن قناعة بأنه من حق الجنوبيين تقرير مصيرهم بأنفسهم دون إملاءات من أحد".
التوقيت
من جانبه، قال المسؤول الإعلامي لـ"اعتصام أبناء الجنوب" بعدن ردفان الدبيس إن "من حق أي قوى أو تيارات جنوبية كان لها وجهة نظر من قضية الجنوب في السابق أن تعود للصف الجنوبي، فالجنوب يتسع لكل أبنائه، والحراك منذ انطلاقه دعا كل فروع الأحزاب اليمنية من أبناء الجنوب للعودة لوطنهم، وأنه ليس لهم في الأخير إلا خيار العودة".
وأضاف "على الرغم من أن تغيّر موقف الإصلاح جاء بعد سقوطه في الصراع بالشمال وسيطرة الحوثيين على القرار السياسي هناك، فإنه ليس هناك تشكيك بموقفه، ومن حق الناس طرح تساؤلاتهم على أي جهة سواء الإصلاح أو غيره، والجنوب ليس حكراً على فئة أو طرف معين فكل أبناء الجنوب شركاء في الوطن الواحد، ومستقبل دولة الجنوب لكل أبنائها، وحتى من يعملون مع سلطة صنعاء لهم الحق في العودة إلى الجنوب.
ونفى الدبيس وجود أي "تنسيق" بين الحراك وحزب الإصلاح بعد موقفه الأخير، وقال "ليس للإصلاح وجود رسمي في ساحة الاعتصام، وأنه ربما يكون له تمثيل في الساحة عبر أفراد من أنصاره كبعض الأطراف السياسية الأخرى في الجنوب".
من جانبه، قال المحلل السياسي عبد الرقيب الهدياني إن أعضاء فروع الإصلاح في الجنوب "كانوا يعتقدون أن مخرجات الحوار الوطني والتسوية السياسية التي انتجتها ثوره الشباب والمبادرة الخليجية تحمل الصيغة العادلة لحل مشاكل اليمن عموماً والجنوب خاصة".
وتابع "إلا أن انقلاب جماعة الحوثيين وسيطرتها على مقاليد الأمور في صنعاء والمحافظات ولّد إحباطاً عاماً لديهم ولدى كل الجنوبيين الذين كانوا يؤمنون بإمكانية استمرار الشراكة في اليمن الواحد، فجاء قرارهم الأخير بالانحياز إلى مطلب تقرير المصير للجنوبيين واستعادة دولتهم المستقلة".
ويرى الهدياني أن هناك "ما يشبه الإجماع" لدى كل الأطياف السياسية في الجنوب بضرورة البحث عن صيغة لحل جذري للقضية الجنوبية بعيداً عن صنعاء، إلا أنهم وهم يطمحون إلى تحقيق هدفهم هذا يعتقدون أن القرار مرهون بمساندة إقليمية ودولية، وأنه من المستحيل تحقيق تقرير المصير أو فك الارتباط من طرف واحد.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها