«فيسبوك» تخطط للوصول إلى كل شخص في العالم
في الأسبوع الماضي، وبعد أن أجاد تعلُّم اللغة الصينية بطلاقة، وتنفيذا لوعد سابق بالاهتمام بشعوب العالم الثالث، وعد مارك زوكربيرغ، مؤسس ورئيس شركة «فيسبوك»، أنه سينفق مليارات الدولارات «حتى يصل الإنترنت إلى كل شخص على كوكب الأرض».
وأضاف زوكربيرغ، في مؤتمر بمكسيكو سيتي، في المكسيك، استضافه الملياردير المكسيكي (العربي الأصل) كارلوس سليم، الذي أثرى بسبب تكنولوجيا الإنترنت والتليفونات الذكية: «نهتم نحن، حقا، بربط العالم ببعضه بعضا.. حتى إذا كان هذا يعني أن تنفق (فيسبوك) مليارات الدولارات خلال العقد المقبل لتحقيق هذا الهدف. أعتقد أن هذا، على المدى الطويل، سيكون شيئا طيبا لنا، وللعالم».
وقال: «أعتقد أنه عندما يمكن لكل شخص في العالم الوصول للإنترنت، ستتحسن أعمالنا واقتصادياتنا كلنا».
حسب وكالة «رويترز»، سيتمكن نحو 3 مليارات شخص من الوصول إلى الإنترنت، بكل شركاته وجوانبه، بنهاية العام الحالي. من بين هؤلاء، مليار وثلث مليار «أصدقاء» في موقع «فيسبوك».
في الحقيقة، ليس هذا هدفا جديدا. ظل زوكربيرغ يتحدث عن اهتمامه بشعوب العالم الثالث. ليس فقط كأسواق، ولكن، أيضا، لزيادة عدد «الأصدقاء».
لهذا، حذرت شركة «فيسبوك» بأن عائداتها ستنخفض كثيرا في العام المقبل بسبب زيادة النفقات، وخاصة نفقات هذا التوسع. وفعلا، في الأسبوع الماضي، انخفضت، فجأة، قيمة السهم في شركة «فيسبوك» بنسبة 10 في المائة، بعد أن أعلنت أن النفقات ستزيد بنسبة 75 في المائة. رغم الإعلان أن عائدات الربع قبل الأخير من هذا العام بلغت 3.2 مليار دولار. ورغم أن هذا ارتفاع حاد عن الفترة نفسها في العام الماضي.
ارتفعت هذه العائدات بنسبة وصلت إلى 90 في المائة، وذلك بسبب انتعاش الإعلانات في موقع التواصل الاجتماعي. وأيضا، بسبب زيادة إعلانات التليفونات الجوالة، التي تساوي نسبة 66 في المائة من جملة عائدات الإعلانات. وكانت تساوي نسبة 50 في المائة في العام الماضي.
وهكذا، رغم هذه الارتفاعات في العائدات، فجأة انخفضت قيمة السهم بعد إعلان توسعات العالم الثالث. ويبدو أن زوكربيرغ يركز أكثر على زيادة شعبية موقع التواصل الاجتماعي. ويرى أن استمرار الزيادة ستغطي نفقات التوسعات.
في الحقيقة، في أسبوع إعلان التوسعات في العالم الثالث، أعلنت الشركة أن عدد المشتركين شهد ازدهارا إضافيا. وبلغ العدد في نهاية سبتمبر (أيلول) مليارا وثلث مليار مشترك.
وأعلنت الشركة ارتفاع عدد المشتركين الذين يدخلون إلى الموقع مرة واحدة يوميا على الأقل إلى 864 مليونا، أي بزيادة نسبة 19 في المائة. وطبعا، مع زيادة الخدمات، زادت النفقات. وزادت النفقات، أيضا، بسبب شراء شركة «واتساب» للاتصالات الاجتماعية. وبسبب شراء شركة «أوكيولوس ريفت» الإلكترونية.
في الوقت نفسه، حسب تحليل نشرته، أخيرا، مجلة «أتلانتيك» الأميركية الشهرية، يبلغ دخل «فيسبوك» في اليوم الواحد 35 مليون دولار. أي أكثر من 24 ألف دولار في الدقيقة. لهذا، عندما تعطل «فيسبوك» 3 مرات أخيرا، كانت الخسائر خيالية. آخر مرة يوم 28 في الشهر الماضي، واستمر العطل 35 دقيقة، وكلف 850 ألف دولار. وتعطل في أغسطس (أيار) الماضي لمدة 19 دقيقة، وكلف 426 ألف دولار.
لكن، تظل «فيسبوك» تتطور وتتطور. وخلال السنوات القليلة الماضية، نجحت في تقليد، ثم الفوز على، شركات منافسة. قال بعض الناس إنها «سرقت» تكنولوجياتها. وقال آخرون إنها «اقتبستها». وفي كل الأحوال، طورت «فيسبوك» نفسها. مثلا، أسست وطورت البريد الإلكتروني. ولم يكن هذا في البداية. فقد أضافت ميزة جديدة تسمح بتحديث مساهمات للمشترك نشرها قبل عام أو عامين، مثلا أضافت: «في مثل هذا اليوم من العام». وكذلك ربطت إعلاناتها بنشاطات المشتركين في مواقع أخرى (يشتري مستخدم حذاء من موقع، فتظهر إعلانات أحذية في صفحة المشترك).
بعض هذه النشاطات كانت بدأتها شركات مثل «ياهو» و«غوغل» و«ويكيبيديا». لكن، لا يهم. يستمر زوكربيرغ في تحقيق انتصار بعد انتصار.
وأخيرا، أعلن، في صفحته في الموقع، استعداده للإجابة عن أسئلة المشتركين. ويقول إعلان ذلك: «هل لديك سؤال لمؤسس شركة (فيسبوك) ومديرها التنفيذي مارك زوكربيرغ؟»، ويُختصر بعبارة «سؤال إلى مارك». وقال زوكربيرغ إن الجلسة ستكون مثل جلسة الأسئلة والأجوبة التي يجريها كل يوم جمعة مع موظفيه. وقال: «أظن أن هذا سيجعل (فيسبوك) أفضل».
ستبدأ الجلسات في هذا الأسبوع. ويستطيع المشتركون أن يرسلوا الأسئلة، ثم يصوتون بـ«لايك» (أحب) أو «ديسلايك» (لا أحب). هاتان الكلمتان اللتان اختارهما «مايك» لتسهيل التواصل الاجتماعي، من دون الإسهاب في الحديث. وها هما صارتا من أشهر الكلمات المتبادلة في العالم.
نقلا عن صحيفه الشرق الاوسط
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها