الجنوب وسيناريوهات الحلم المشروط
بعد اجتياح صنعاء من قبل ميليشيات الحوثي المسلحة والبدء بتدشين المرحلة الثانية للتوسع جنوبا وغربا من محافظات الشمال لن يتوقف المد الهمجي على مشارف الجنوب على اعتبار ان الجنوب هو رأس الأمر ونقطة المصالح المشتركة التي تربط حلفاء الشمال فليس من المعقول اجتياح الشمال وترك الجنوب الغني بالنفط والمترامي الأطراف والسهل الإخضاع على اعتبار تواجد ألاف الجند بأسلحتهم والموالين للحاكم الجديد والقديم ويرون في الوحدة والجنوب سادس اركان الإيمان ومبلغ الآمال إن لم يكن التغني بالوطن والوحدة والثروة معا..
ويرى مراقبون وسياسيون جنوبيون في التصعيد الثوري الجنوبي والاعتصام المتواصل بساحة العروض الرمزية بعدن عين الصواب رغم تأخر الفكرة والتي كان يفترض البدء بها مطلع ثورة الجرعة الحوثية في صنعاء وعدم ترك حكام صنعاء الجدد إلتقاط النفس والسير نحو الجنوب خاصة وشقي الحكم الانقلابي في الشمال يتفقون في شأن الجنوب ولن يختلفوا في مصلحتهم "الجنوب" مطلقا..
كان بداية التفكير بالإعتصام الجدي والفاعل والمستمر أمر عفوي لشباب الحراك الجنوبي المتحمس والذي وصل به الأمر الى التفكير في السير منفردا تاركا القيادات الحراكية المتصارعة خلفه حتى صارت قياداته اليوم تسير خلف التصعيد الثوري وليس العكس ولايوجد من يوجه مايقوله الجمهور او يخاطب به دول العالم والاقليم وحتى القيادات الدينية كتيار النهضة والهيئة الشرعية التي يفترض ان تكون محل اجماع صارت هي الاخرى تسير على البركة ولاتبادر بأي فعل ثوري مستحدث كصناعة ثورية جنوبية خالصة.
لايكاد أكثر المتشائمين الجنوبيين إستعدادا للإحتفال بتوحد اكبر مكونيين جنوبيين في الساحة "مجلس الثورة ومجلس الحراك" حتى عادت ضبابية المشهد كماكانت من خلال عدم موافقة بعض القيادات على التوحد الذي سموه بالدمج الاجباري والقسري ومن هؤلاء صلاح الشنفرة ومعه آخرين وقيادات ثانوية في الضالع بالاضافة للعائد من ارض الشتات حسن بنان الذي رفض التوحد الذي أصبح أمرا واقعيا بمجرد إعلان باعوم ..
سياريوهات الجنوب القادمة !!
وبعيداً عن حالة الشتات الذي وصلت إليه القيادات الجنوبية التي لاترى أبعد من أرنبة أنفها - بحس ناشطي الحراك - يبقى صوت الجنوب عاليا يزداد زخما يوما بعد آخر غير آبهٍ بكل مايجدث من جلسات قيادية مغلقة أو مفتوحة ..
مركز ابعاد للدراسات والبحوث تحدث في تقرير له عن عدة سيناريوهات متوقعة يتمثل السيناريو الأول عن تحقيق الجنوبيين للانفصال السريع والكامل في حال توفرت بعض الشروط كامتلاكهم قيادة قوية وموحدة تكون محل توافق جميع كيانات الدولة أثناء مرحلة تقرير المصيروحصولهم على دعم إقليمي ودولي قوي لتجنب الانزلاق الى التمزق الصراعات الجنوبية الجنوبية.
وأما السيناريو الثاني :قد تساهم سلطة الرئيس الجنوبي هادي في تحقيق انفصال آمن وبطيء تجنبا للفشل وتقليلا للمخاطر واضعافا لردات الفعل المحلية والإقليمية غير الراغبة قرار كهذا ومثل ذلك يفرض على القيادة البقاء في السلطة وتحمل المزيد من الأعباء والاتهامامات بالفشل والتقصير.
اما السيناريو الثالث فيصفه التقرير بأنه سيكون ملهما رغم استبعاد تحققه ويتمثل في ان الجنوبيين سيتجهون لتبني إعادة صياغة جديدة للوحدة قائمة على القانون والدستور والتعددية والديمقراطية وخالية من اللوبيات والنفوذ المناطقي والمجتمعي.
تخوف أم تخويف !!
وتتجهه قوى داخلية بنوازع هادفة إلى إذكاء روح العصبية والمناطقية وتشبيب أوارها لتخويف أبناء الجنوب أنفسهم من وضعهم القادم وكذلك بغرض إخافة المجتمع الدولي والإقليمي من وضع الجنوب القادم في ظل الصراعات وقابلية نموالحركات الأصولية واليسارية المتطرفة والتي قد تنج صراعات طويلة المدى حيث يبرز التقرير آنف الذكر مخاطر المجتمع الدولي والمتمثلة بمخاوفه من الانفصال بوضع الجنوب الحالي الذي ينظر له كمخزن للإيدلوجيا غير السياسية التي يحتمل ان تكون رافدا للحركات الجهادية التي قد تسيطر على محافظات في حال نشوب صراع سياسي مناطقي شبيه بصراع86م والذي أدى لكارثة اجتماعية وإنسانية لم تغادر ذاكرة الجنوبيين حتى اليوم.
وعلى عكس ماكان يراهن عليه الجميع توحد الجنوبيون اليوم تحت مظلة واحدة وهدف واحد وفق ما يراه شعب الجنوب الصابر والمثابر على تراب وطنه فلم يكن أكبر المتشائمين يصدق حاله بانضمام حزب الإصلاح في عدن وشبوة وحضرموت لشعب الجنوب ويضعون كل قدراتهم رهن إشارته حتى أن بيان الإصلاح في عدن قلب الطاولة على الجميع وأثار جدلا واسعا بين فصائل الجنوب نفسها ومعها الأوساط السياسية رغم الترحيب الكبير الذي حضي به البيان من قيادات الحراك والمكونات السياسية كون المرحلة تتطلب تظافر جميع الجهود .
ويبقى التساؤل الأهم لمَ كل هذه الخلافات بين قيادات المكونات وبالتحديد مكوني باعوم وصالح يحيى وهما اكبر مكونيين بالساحة الجنوبية هل لان الدمج ناتج عن ارتجال شخصي كما يسميه الشنفره ومن معه أم لان المصالح الذاتية وحب الذات هي من طغت في جميع مراحل الشتات التي دشنها باعوم في العسكرية بيافع ذات يوم.
معضلة الجنوب!
وحتى في إطار المكونات الصغيرة تظل معضلة الفرقة بين قياداتها معضلة استعصت معها جميع الحلول ووقف امامها الكتاب والصحفيين والمحللين حائرين في ايجاد تحليل يقنع به القارئ والشارع الحراكي التواق لمعرفة السبب كون جميع القيادات المختلفة تهذي صباحا ومساء بوحدة الصف والهدف حتى يبادر احدهم فلمَ الخلاف إذاً؟
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها