محللون: نفوذ صالح في اليمن يتلاشى بعد إقالة معظم أقاربه وأعوانه
قال محللون سياسيون إن الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح الذي أجبرته الثورة الشبابية الشعبية السلمية على التنحي عن السلطة في نوفمبر/تشرين الثاني 2011 قد أصبح من الماضي، وإن حاول جاهدا الظهور إعلاميا في المشهد السياسي، وأضافوا أن نفوذه داخل الجيش والأجهزة الأمنية يتلاشى بعد إقالة معظم أقاربه وأعوانه.
ويبدو أن تحرك صالح سياسيا عبر رئاسته حزب المؤتمر الشعبي العام ومحاولة عرقلة المرحلة الانتقالية وحكومة الوفاق الوطني، قد دفعت شباب الثورة إلى تصعيد تحركهم الميداني عبر تظاهرات حاشدة وصلت حتى منزله جنوب صنعاء، والمطالبة بتقديمه للمحاكمة وإسقاط الحصانة التي أعطيت له وفقا للمبادرة الخليجية.
ورغم التسوية السياسية التي اقتضتها المبادرة الخليجية وترعاها دول الخليج والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية، والمدعومة بقرارين من مجلس الأمن الدولي، ثمة اتهامات لصالح وأنصاره بعرقلة جهود الحكومة.
لا تأثير لصالح
وقلل رئيس منتدى التنمية السياسية بصنعاء علي سيف حسن من أهمية بقاء صالح في البلاد، ودعا حكومة الوفاق إلى إنجاز مهامها، أكثر من تركيزها على من تدعي أنهم يعيقون أداءها.
وأكد حسن في حديث للجزيرة نت أن "صالح لن يكون له تأثير في القرار السياسي في السلطة الجديدة، ولا يستطيع أن يتحكم بحزبه المؤتمر الشعبي بمفرده، كما كان سابقا".
وقال إن "صالح لا يزال يشغل منصب رئيس حزب المؤتمر الشعبي ويمتلك أدوات سياسية، ولكن ليس بالصورة التي تصورها أحزاب المشترك المعارضة"، التي انتقلت إلى السلطة عبر الشراكة مع حزب صالح، وفقا للتسوية السياسية التي أقرتها المبادرة الخليجية.
واعتبر أن "حضور صالح في عقول قادة أحزاب المشترك أكثر كثيرا من حضوره الفعلي في الواقع السياسي"، وباعتقاده أن "صالح لم يعد الرجل الأقوى في البلد بعدما تخلى عن منصب رئيس الجمهورية بكل السلطات التي كانت بيده".
إضعاف الحكومة
في المقابل رأى رئيس مركز أبعاد للدراسات والأبحاث عبد السلام محمد أن ظهور صالح في المشهد السياسي هو "من أجل إضعاف حكومة الوفاق الوطني، ونشر العنف والاختلالات الأمنية، عبر استغلال نفوذه داخل المؤسسة العسكرية والأمنية".
وقال محمد في حديث للجزيرة نت إن بقاء صالح رئيسا لحزب المؤتمر الشعبي سيؤدي إلى إضعاف الحزب وتفككه من الداخل، "وربما يدفع بعناصره الفاعلة إلى تيارات العنف ممثلة بتنظيم القاعدة وجماعة الحوثيين".
وأشار إلى وجود صراع داخلي في المؤتمر الشعبي بين من يصرون على بقائه، وهم أقلية، ويعتقدون أنهم سيفقدون مصالحهم بغياب صالح عن رئاسة الحزب، بينما هناك تيار كبير يرغب بالدخول في تغيير جذري للحزب، ويعتقد كثيرون بوجوب مغادرة صالح رئاسة الحزب، وأن يترأسه الرئيس عبد ربه منصور هادي، ليحافظ عليه ويمنع عنه التفكك والانشقاق.
من جانبه يعتقد المحلل السياسي ياسين التميمي "أن صالح يعتمد إستراتيجية لاستغلال الصورة، تتيح له البقاء ما أمكن في قلب المشهد السياسي، ليس بصفته رئيسا فقد السلطة، بل زعيما انحنى مؤقتا لهبة ريح عابرة، سيستعيد إثرها السلطة التي فقدها".
وقال التميمي في حديث للجزيرة نت إن في نبرته التحذيرية التي أطلقها في احتفالية حزب المؤتمر الشعبي في 3 سبتمبر/أيلول الجاري بشأن "دوران العجلة" ما يؤكد صراحة نواياه المضمرة "في استعادة السلطة، إن بشكل مباشر أو عبر امتداداته في العائلة".
لكن التميمي يعتقد أن ثمة تطورا جوهريا واضحا في معادلة القوة التي تحكم الساحة اليمنية اليوم، رغم محاولات إجهاض المرحلة الانتقالية وإرباك المشهد السياسي.
وقال "إذا كان صالح يغذي نزعته إلى استعادة السلطة، من بقاء جزء مهم من القوة العسكرية تحت سيطرة أبنائه، فإن حزمة القرارات التي اتخذها الرئيس عبد ربه هادي، وإزاحة أعوان صالح الأقوياء من مواقع عسكرية وأمنية قد أزالت حالة الالتباس في ذهن الناس بشأن المتحكم الحقيقي في مجريات الأمور، وهو الرئيس المنتخب هادي، بطبيعة الحال".