الأزمة اليمنية في ندوة لمركز الجزيرة للدراسات
نظم مركز الجزيرة للدراسات في مقره بالعاصمة القطرية الدوحة الأربعاء ندوة بعنوان "الأزمة اليمنية الراهنة، تعقيداتها وسيناريوهات المستقبل"، تناولت أبعاد الأزمة اليمنية وطرق حلها، واستشراف مآلاتها بعد سيطرة جماعة الحوثي (التي تسمي نفسها أنصار الله) على مؤسسات تابعة للدولة في العاصمة صنعاء.
وأجمع المشاركون في الندوة على مطالبة اليمنيين بتقديم مصلحة وطنهم على مصالح القوى الإقليمية، خصوصا جماعة الحوثي التي قال بعضهم إن قرارها "بات مرتهنا بما يصدر من طهران".
وأكد الدكتور جمال نصَّار أن مركز الجزيرة للدراسات يهدف من وراء هذه الندوة إلى المساهمة في تقريب وجهات النظر بين الفرقاء في اليمن ومساعدتهم على تجاوز خلافاتهم، وأن يساهم في تنوير الرأي العام العربي والدولي، واستشراف مآلات الوضع في اليمن، والسيناريوهات المحتملة.
نظرية المؤامرة
وفي مداخلته طالب محمد البخيتي عضو المجلس السياسي لجماعة "أنصار الله" التي يقودها عبد الملك الحوثي الشعوب العربية والإسلامية بالكف عن الانسياق وراء ما سماها "نظرية المؤامرة"، و"ربط كل مشاكل العالم العربي بالخارج وتجاهل الأسباب الحقيقية".
وأشار إلى أن الشارع العربي "يعاني من ضبابية في الرؤية"، خصوصا في ما يتعلق بالأزمة اليمنية، "فبدلا من دراسة وضعية اليمن ومساعدته في تجاوز أزمته، يذهب الشارع العربي إلى الغوص في تحليل علاقة الحوثيين بإيران وحزب الله اللبناني، متناسين أن الشعب اليمني يجمع كل التناقضات المذهبية والطائفية والدينية".
وأبدى البخيتي استغرابه من "تجاهل البعض لحقيقة مواقف جماعة الحوثي التي لم تقف يوما موقفا طائفيا أو مذهبيا"، حيث "ناصرت كل القضايا العادلة في الوطن العربي والإسلامي انطلاقا من قوميتها العربية ودينها الإسلامي".
وطالب، في تصريح للجزيرة نت الشارع العربي بعدم تجاهل ما سماها "المظالم التي تعرضت لها الجماعة طوال السنوات الماضية، وتعاطف قطاعات واسعة من الشعب اليمني معها"، وهو ما كان له -حسب تعبيره- بالغ الأثر في نجاح الثورة اليمنية وإسقاط الرئيس المخلوع على عبد الله صالح.
وقال إن الحوثيين "لم يكونوا يتصورون يوما أن تؤول الأوضاع في اليمن إلى ما آلت إليه بعد التضحيات الجسيمة التي قدمها الشعب اليمني في ثورته، فما حصل في نهاية المطاف هو سيطرة جماعة محدودة على مقاليد السلطة في اليمن وقيامها بإقصاء جميع الشركاء، مما أفرز حكومة ضعيفة هزيلة لم يشهد اليمن لها مثيلا في تاريخه".
وفي رده على سؤال للجزيرة نت يتعلق بمستقبل سلاح جماعة أنصار الله وما إذا كانت الجماعة ستستقوي به سياسيا، قال إن تخليها عنه مرهون بتخلي جميع الشركاء في الوطن عن سلاحهم وتشكيل حكومة وطنية تضمن تحقيق العدل والمساواة بين أبناء اليمن".
صراع خارجي
من جانبه أكد الباحث المختص في الشأن اليمني أحمد الشلفي أن الصراع الدائر في اليمن حاليا تحول إلى صراع خارجي بين قوى إقليمية "حولت اليمن من لاعب إلى مسرح للعب"، وأضاف "بعد انطلاق الثورة اليمنية قلنا إن الحوثيين سينضمون إلى الشعب ويضعون سلاحهم، لكنهم للأسف رفضوا وانسحبوا لأسباب خارجية محضة".
وقال -للجزيرة نت- إن تصريحات المسؤولين الإيرانيين وبعض قادة الحوثيين "توضح بجلاء أن الفيلق الحوثي المسلح لم يعد خاضعا للسياسيين الحوثيين وإنما للحرس الثوري الإيراني بدليل امتناع مسلحي الحوثي مؤخرا عن تنفيذ أوامر صدرت لهم من ذراعهم السياسي".
وأوضح أن إيران كانت تبحث دائما عن طريقة تمكنها من التغلغل إلى خاصرة المملكة العربية السعودية بشكل جدي، ووجدت الفرصة سانحة في الفترة الممتدة من 2011 إلى 2013، بعد تراجع قوة الدولة اليمنية وتلاقي مصالح إيران بمصالح الأميركيين الذين يحاربون تنظيم القاعدة، وأضاف أن "موقف السعودية والإمارات العربية المتحدة من حركة الإخوان المسلمين ساعد إيران وجماعة الحوثي في السيطرة على اليمن".
واتهم الشلفي جماعة الحوثي بأنها "تتجاهل واقع الجغرافيا المذهبية والديموغرافية لليمن"، ودعا أتباعها إلى أن "يفهموا أنهم مهما سيطروا بقوة السلاح في اليمن فإن إيران لا تستطيع نجدتهم بشكل عملي عندما تستشعر الدول العربية الخطر وتنزلق الأمور إلى حرب أهلية لا سمح الله".
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها