القهوة العربية.. مشروب صوفي أبهر العالم
روايات تقول إن اليمنيين هم أول من زرعوا حبوب القهوة وسموها باسمها المتعارف عليه إلى يومنا هذا.
يُقال إن راعياً يعيش في أثيوبيا كان أول من احتسى مشروبا مصنوعا من حبوب القهوة البرية، لكن هناك رواية تقول إن اليمنيين هم أول من زرعوا حبوب القهوة وسموها باسمها المعروف الآن "قهوة".
وكلمة قهوة تعني "خمر"، وتناولها المتصوفة في اليمن لتساعدهم على التركيز والوصول إلى حالة من النشوة الروحية في حلقات الذكر. وبحلول عام 1414، انتقلت إلى مكة، ثم إلى مصر في بدايات القرن السادس عشر عبر ميناء "المخا" اليمني، وكانت لا تزال مرتبطة في الأذهان بالمتصوفة.
وظهرت القهوة في بعض المقاهي بالقاهرة في محيط الجامع الأزهر، وفي سوريا، واسطنبول حاضرة الخلافة العثمانية في عام 1554.
وعندما انتقل مشروب القهوة إلى أوروبا كان يظر إليه بعين الريبة؛ لأنه مشروب إسلامي بالأساس، لكن في 1600 استمتع البابا كليمنت الثامن بشرب فنجان من القهوة، وطالب بتعميدها حتى لا تُحتكر من قبل المسلمين.
ويقال إن شرب القهوة اكتسب شعبية كبيرة في فينيسيا عندما كُسر الحصار التركي لفيينا عام 1683، واستولت الجيوش الأوروبية المنتصرة على كميات كبيرة من القهوة التي كان يمتلكها الجيش المهزوم. وربما يكون هذا هو سبب تقديم القهوة في فيينا إلى يومنا هذا مع كوب من الماء، مثلما تقدم أكواب القهوة التركية الصغيرة ذات النكهة القوية في اسطنبول أو دمشق أو القاهرة.. فهل هذه مصادفة أم جزء من التأثير الحضاري الذي طواه النسيان؟
وهناك عادات لشرب القهوة في العالم العربي، فالقهوة الخاصة بدول الخليج طعمها مر وأحياناً تضاف لها نكهة الهيل أو البهارات الأخرى، وغالباً ما تقدم بعد فترة مناسبة من وصول الضيف، حيث إن تقديمها بعد فترة وجيزة قد يرسل إشارة غير مهذبة على الاستعجال، ثم تقدم مرة أخرى قبل مغادرة الضيف.
وتراجع مستوى القهوة في اليمن حيث خضعت للاستيراد الرخيص الثمن والمحاصيل المنافسة مثل محصول القات، وفي عام 2011 لم يصدر اليمن سوى 2500 طن فقط، وللأسف لا يوجد دولة عربية ضمن قائمة أفضل منتجي القهوة في العالم.
إرم
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها