اليمن يدشن مرحلة جديدة في قواعد الاشتباك مع القاعدة
عدن بوست - الخليج الخميس 20 سبتمبر 2012 03:41 مساءً
للمرة الأولى سيواجه اليمن خطر تنظيم القاعدة وفق استراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب أقرتها الحكومة الثلاثاء، استناداً إلى خطة وضعتها اللجنة الأمنية العليا لمكافحة الإرهاب، تستهدف تدشين مرحلة جديدة بقواعد قانونية محددة لمواجهة خطر القاعدة عن طريق حشد جهد وطني شامل لمواجهة خطر التنظيم الذي تجاوز الإطار المحلي إلى الإقليمي والدولي .
وبدت التوجهات اليمنية التي تحظى بدعم دولي واسع، مواكبة للتحولات في استراتيجية التنظيم الأصولي الذي انتقل من مربع المواجهة المباشرة وإعلان الإمارات الإسلامية إلى مربع الحرب السرية، بنشر قوته البشرية التي كانت اتخذت في وقت سابق محافظتي شبوة وأبين الجنوبيتين معقلاً رئيساً لها، قبل أن ينتشر هؤلاء في أكثر المحافظات لشن هجمات انتقامية واغتيالات في إطار حرب استنزاف، وخصوصاً بعد دحر قوات الجيش أكثر معاقل التنظيم المسلح في هاتين المحافظتين .
وبإقرارها استراتيجية مكافحة الإرهاب ظهرت الحكومة مستوعبة إلى حد كبير المخاوف من تداعيات مفتوحة على كل الاحتمال، ولا سيما في تقليص التدخلات الخارجية في الحرب التي تقودها على الإرهاب التي أثارت موجة قلق واسعة، وخصوصاً بعد سماح صنعاء لواشنطن بإنشاء وحدة عمليات أمريكية ثابتة في قاعدة العند العسكرية اليمنية لإدارة الحرب على التنظيم، ناهيك عن التداعيات التي خلفها وصول قوات مارينز أمريكية إلى صنعاء لحماية سفارتها في صنعاء .
ثمة اتفاق لدى مراكز صنع القرار أن التدخلات الخارجية في هذا الملف أسهمت إلى حد كبير في منح التنظيم المسلح فرصة لكسب التأييد والتعاطف، خاصة بعد سقوط ضحايا من المدنيين في الغارات التي تشنها الطائرات الأمريكية من دون طيار، والتي أثارت سخطاً عاماً في مناطق القبائل التي أعلن وهدد بعض زعمائها بمواجهتها لما تشكله من تهديد على حياة المدنيين .
وحظيت خطوة الحكومة بإقرار الاستراتيجية بتأييد واسع من القوى السياسية، وكذلك الوسطاء الدوليين الذين يتولون الإشراف على سير تنفيذ المبادرة الخليجية، خصوصاً وهي حددت أسساً لقواعد الاشتباك في معادلة الحرب على الإرهاب وأكثر من ذلك اعتنائها بتجفيف منابع التطرف ومصادر تمويل الإرهاب اعتماداً على وسائل عسكرية وسياسية واقتصادية وفكرية .
وثمة من يرى أن خروج هذه الاستراتيجية إلى النور جاء استجابة لحال القلق والمخاوف التي عبرت عنها مؤسسات حكومية ومنظمات المجتمع المدني وكذلك شبان الثورة وسائر القوى السياسية التي أعلنت صراحة رفضها استمرار تحليق الطائرات الأمريكية من دون طيار في الأجواء اليمنية والتي يعتقد أنها لم تثمر عن نتائج في القضاء على خطر الإرهاب قدر ما تحولت وسيلة بيد التنظيم الأصولي لاستقطاب المزيد من المؤيدين والمقاتلين .
وتقف نتائج الحرب التي قادها الجيش اليمني بالتعاون مع واشنطن على معاقل جماعة أنصار الشريعة، الذراع اليمنية لتنظيم القاعدة التي أفضت إلى تحرير مدن محافظة أبين الجنوبية من سيطرة مسلحي التنظيم في مقدمة الأسباب التي دعت الحكومة إلى إقرار هذه الاستراتيجية، خصوصاً وأن الحل العسكري لم يقض كلياً على خطر التنظيم الذي اعتمد استراتيجية جديدة لنشر مسلحيه في خلايا سرية بالمحافظات أفلحت في توجيه ضربات موجعة إلى الحكومة اليمنية .
وتقترح الاستراتيجية وفقا لبيان الحكومة الذي خلا من التفاصيل، جهداً شعبياً عاماً تشارك فيه الوزارات والجهات والقطاعات والمؤسسات ذات العلاقة بالتنسيق مع الأحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني للقيام بدورها في التصدي للأنشطة الإرهابية لعناصر القاعدة، وتشكيل اصطفاف وطني واسع لمواجهة ظاهرة الإرهاب وتجفيف منابع التطرف ومصادر تمويله في جميع محافظات الجمهورية .
كما تقترح حشد الدعم والمساعدة للجنة الشؤون العسكرية المؤلفة بموجب المبادرة الخليجية لتنفيذ مهماتها في إعادة وتثبيت الأمن والاستقرار وتوعية المواطنين بمخاطر الإرهاب والتطرف على البلاد وإيجاد رأي عام مسؤول ومناصر لجهود الدولة في محاربة الإرهاب وحماية المجتمع من توسع وانتشار ظاهرة التطرف .