غارات للتحالف تستهدف مصافي النفط بسوريا ومواقع بالعراق
واصل طيران التحالف الدولي اليوم الجمعة غاراته على تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا مستهدفا منشآت نفطية شرقي البلاد، كما استهدف التحالف -الذي انضمت إليه الدانمارك عسكريا- مواقع للتنظيم في العراق.
وقال ناشطون إن طائرات التحالف أغارت فجر اليوم والليلة الماضية على مواقع تشمل مقار عسكرية في محيط مدينتي الميادين والقورية بمحافظة دير الزور التي يسيطر تنظيم الدولة على معظم أنحائها.
واستهدفت الضربات الجوية الأخيرة حقل "التنك النفطي" في دير الزور, وكانت غارات سابقة استهدفت أيضا آبارا نفطية في دير الزور وفي محافظة الحسكة المتاخمة لها.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الناشط ليث الديري أن ضخ النفط من الحقول التي يسيطر عليها تنظيم الدولة بدير الزور توقف تحسبا للغارات الجوية.
وقال الديري إن الضخ في كل الحقول بالمحافظة توقف باستثناء حقل "كونيكو" للغاز الذي ظل يعمل حيث إنه يوفر الكهرباء.
وتسعى الدول المشاركة في هذا التحالف إلى حرمان التنظيم من العائدات التي يوفرها بيع كميات من النفط من حقول شرقي سوريا عبر وسطاء. ويجمع التنظيم يوميا ما بين مليون وثلاثة ملايين دولار من بيع النفط من المواقع التي يسيطر عليها بسوريا والعراق وفقا لبعض التقديرات.
وكان التحالف الدولي -الذي تقوده الولايات المتحدة وتشارك فيه دول عربية على رأسها الإمارات والسعودية- قد بدأ الثلاثاء الماضي غارات جوية تستهدف إضعاف تنظيم الدولة في مرحلة أولى وتدميره في مرحلة ثانية حسب الإستراتيجية التي يتبناها الرئيس الأميركي باراك أوباما.
ضربات مستمرة
ولم تقتصر الغارات الأخيرة للتحالف على دير الزور، حيث استهدفت أيضا مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة في محافظة الحسكة.
وفي ريف إدلب الشمالي (شمالي سوريا) قال مراسل الجزيرة أدهم أبو الحسام إن طائرات استطلاع تابعة للتحالف الدولي حلقت فوق مناطق بالمحافظة.
وأشار إلى مقتل شخص وجرح آخرين في غارات جوية بالمحافظة, ولم يتضح ما إذا كانت الطائرات التي نفذتها تتبع للتحالف الدولي أم لا.
وكانت غارات سابقة استهدفت مقار لجبهة النصرة وفصائل أخرى في ريف إدلب وأسفرت عن مقتل عدد من المدنيين، واضطرت تلك الفصائل لإخلاء جل مقارها, كما أخلى مدنيون منازلهم الواقعة بالقرب من مقار للفصائل في بعض المحافظات.
وأثار استهداف فصائل مقاتلة -عدا تنظيم الدولة- احتجاجات في إدلب وحلب, وخرجت اليوم بعد صلاة الجمعة مظاهرات بريف إدلب تندد بضرب المدنيين، وردد المتظاهرون هتافات ضد الإدارة الأميركية وإيران ونظام الرئيس السوري بشار الأسد.
ورغم الحملة التي يشنها التحالف الدولي فقد انضم 235 مقاتلا إلى تنظيم الدولة بحلب منذ أعلن الرئيس الأميركي قبل أسبوعين عن خطة لضربه وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان الذي قال إن معظم المجندين الجدد من جبهة النصرة.
ويقول المرصد إن ما يصل إلى مائتي عنصر من تنظيم الدولة قتلوا منذ بدء التحالف الدولي غاراته على سوريا.
الضربات الجوية ضد تنظيم الدولة بالعراق بدأت في أغسطس الماضي (رويترز)
الضربات بالعراق
وفي العراق أفاد مراسل الجزيرة أحمد الزاويتي نقلا عن مصادر كردية بأن عددا من عناصر تنظيم الدولة قتلوا في غارات جوية نفذتها طائرات التحالف الدولي. ولم تحدد المصادر الكردية المناطق التي قتل فيها عناصر التنظيم.
وكان مراسل الجزيرة قد أفاد بأن طائرات فرنسية قصفت مساء أمس الخميس مواقع لتنظيم الدولة في بلدة داقوق قرب كركوك شمال العاصمة بغداد.
وهذه ثاني مرة تشارك فيها مقاتلات القوات الفرنسية في استهداف التنظيم بالعراق منذ شنها غارات يوم 19 سبتمبر/أيلول الجاري في إطار التحالف الدولي.
يشار إلى أن الولايات المتحدة وفرنسا هما الدولتان الوحيدتان اللتان تقصفان مواقع بالعراق, ولا تزال بريطانيا تنتظر ضوءا أخضر محتملا من مجلس العموم للانضمام إليهما.
وقد أعلنت رئيسة وزراء الدانمارك هيله تورنينغ شميت اليوم أن بلادها ستشارك بسبع مقاتلات من طراز "إف16" في العمليات الجوية بالعراق, كما سترسل بلادها جنودا إلى العراق لإرشاد وتدريب القوات العراقية والكردية. وكانت بلجيكا أبدت استعدادها للمشاركة في الضربات الجوية بالعراق.
وحتى الآن لم تساعد الضربات الجوية الأميركية -التي بدأت مطلع الشهر الماضي- ثم الضربات الفرنسية في تقدم حقيقي لقوات البشمركة الكردية والقوات العراقية في مواجهة تنظيم الدولة.
المصدر : وكالات,الجزيرة
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها