وجهان لمشكلة واحدة !!
سألني احدهم مازحا او قولوا هازئا : مع الاصطفاف أم مع الثوار ؟ فأجبته ودون تردد : لا مع هؤلاء ولا مع اولئك ؛ فكلاهما يا صاحب وجهان لمشكلة مزمنة واحدة .
كيف ولماذا ؟ فلأن الطرفان يؤخران ولا يقدمان ، يؤجلان ويعيقان استحقاق الدولة اليمنية الحديثة ولا يسرعان ويمهدان لهذه الدولة المنشودة ، يخوضان معركة ماضوية ثأرية انتقامية عصبوية عمرها يمتد الى القرن السابع الميلادي ؛ لا معركة وطنية ثورية عصرية نابعة من حاجة اليمنيين للتغيير الحقيقي المتسق مع الحاضر المعاش المؤصل لدولة المستقبل العادلة .
نعم .. فواقع الحال اننا في خضم مأساة كبيرة تشبه تلكم الحالة التراجيدية التي سبق للكاتبة الجزائرية احلام مستغانمي التعبير عنها في روايتها البديعة " ذاكرة الجسد " فالكاتبة ربما لم تكن تعلم باننا نماثلها تماما حين يتعلق الامر بالانتماء لأوطاننا التي تسكننا ولا نسكنها . مما قالته : انني انتمي الى وطن يجبرك ما بين الموت بالطاعون او الكوليرا فإيهما اخترت فلن تجد غير حتفك .
حالنا يبدو كذلك فمهما اختلفت الاوجه والشعارات والادوات تبقى الغاية واحدة متمثلة بفكرتين متضادتين متناحرتين لا تستقيم مطلقا مع تطلعات وآمال غالبية اليمنيين التائهين الحائرين المستنزفين المنهكين الآن روحا ودما وذهنا ووطنا وحياة .
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها