الخلافات الشيعية تهدد الحكومة العراقية الجديدة
تصاعدت الخلافات بين القوى الشيعية في العراق، ما يهدد على ما يبدو بانسحاب وزراء من الحكومة الوليدة التي شكلها رئيس الوزراء الجديد حيدر العبادي على أمل أن تتوحد البلاد خلفها في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية.
وشكلت الحكومة أصلا وسط خلافات حادة فقد هدد ساسة أكراد بالانسحاب من المشهد السياسي في بغداد ما لم يحصلوا على حصة أكبر من إيرادات الحكومة لكنهم شاركوا في النصف الثاني من جلسة البرلمان ووافقوا في نهاية الأمر على منح العبادي فترة اختبار مدتها ثلاثة أشهر.
كما عبر ساسة سنة عن تحفظات شديدة لكن الكثيرين صوتوا في نهاية الأمر لدعم حكومة العبادي.
كما اضطر العبادي إلى تشكيل حكومة بلا حقائب أمنية لتفادي انقضاء المهلة الدستورية، متهعدا بتعيين وزيرين للدفاع والداخلية خلال أسبوع من تشكيل الحكومة.
ويقول مراقبون إن الخلافات الشيعية - الشيعة قد تؤدي الى انهيار التحالف الشيعي المهيمن على الحكومة.
ويبدو أن توجهات رئيس الحكومة الجديد لحصر السلاح بيد الدولة لن تروق لزعماء المليشيات الذين تسلموا مناصب رفيعة وحصلوا على دعم حكومي طيلة فترة تولي رئيس الوزراء السابق نوري المالكي.
عقدة العامري
ولوح الأمين العام لميليشيات بدر المرتبطة بايران ووزير النقل السابق هادي العامري اليوم الأحد بالانسحاب من التحالف الوطني في مسعى جديد للضغط باتجاه تسليمه وزارة الداخلية.
كما انتقد العامري بشدة الطريقة التي تم اعتمادها في توزيع الحقائب الوزارية داخل التحالف الوطني مشيرا الى أن بدر تدرس بشكل جدي بقاءها في مثل هذا التحالف من عدمه.
وقال مصدر عن كتلة بدر النيابية أن الكتلة ستنسحب من الحكومة في حال عدم اسناد وزارة الداخلية الى العامري .
وقالت مصادر عراقية إن العبادي اختار وزيرين للداخلية والدفاع تمهيدا لتقديمهما الى البرلمان من اجل منحهما الثقة وهما قاسم الاعرجي للداخلية وجابر الجابري للدفاع
ويقول عبد الملك القيسي المحلل السياسي في حديث لشبكة إرم الإخبارية إن مشكلة العامري تتمثل في مخاوف السنة من عودة المليشيات إلى الشارع فضلا عن الاعتراضات الكردية على توليه وأخيرا الرفض الأمريكي المطلق لأي دور ايراني في ملف الأمن الداخلي للعراق في حال تولي العامري حقيبة الداخلية لاسيما وان الرجل لايخفي ارتباطاته بالحرس الثوري الايراني وعلاقاته الوطيدة بقاسم سليماني رجل ايران القوي في العراق .
ويقول المراقبون إن اصرار العامري المعوم من إيران على تولي وزارة امنية قد يؤدي إلى انفراط عقد التحالفات الشيعية سياسيا ما يهدد هيمنتهم على السلطة التي امتدت منذ الغزو الأمريكي للعراق في 2003.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها