أردوغان يُنصب رئيساً لتركيا ويرسم ملامح سياسته
تسلم رجب طيب أردوغان منصب رئاسة جمهورية تركيا رسميا من الرئيس السابق عبد الله غل في مراسم شهدها قادة ومسؤولون من أكثر من تسعين دولة، وذلك بعد ساعات فقط من أداء أردوغان اليمين الدستورية أمام البرلمان.
وعقدت مراسم التسليم في القصر الجمهوري بحضور قادة ومسؤولين كبار من أكثر من تسعين دولة من آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا، وكان من بين الحاضرين أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، فضلا عن الرئيس الصومالي حسن الشيخ محمود ورؤساء دول وحكومات في الجمهوريات السوفياتية السابقة.
وكان لافتا عدم حضور أي زعيم من زعماء كبريات الدول الغربية، وكان من المتوقع حضور الرئيس الأوكراني بيترو بروشينكو، غير أن تصاعد التوتر الأمني على حدود بلاده مع روسيا جعله يلغي زيارته لتركيا.
وكان أردوغان أدى قبل ساعات اليمين الدستورية أمام البرلمان ليصبح أول رئيس منتخب لتركيا، وقال أردوغان -الذي انتخب في العاشر من الشهر الجاري لولاية تستمر خمسة أعوام- وهو يتلو القسم، إنه سيبقى متمسكا بالدستور وسيادة القانون والديمقراطية ومبادئ وإصلاحات مؤسس الجمهورية مصطفى كمال أتاتورك ومبادئ الجمهورية العلمانية.
وينتظر أن يكلف الرئيس الجديد لتركيا اليوم وزير الخارجية السابق أحمد داود أوغلو برئاسة حكومة جديدة، عقب فوز الأخير أمس برئاسة حزب العدالة والتنمية الحاكم خلفاً لأردوغان، وأوردت وكالة رويترز للأنباء أنه من المتوقع الإعلان عن تشكيل الحكومة الجديدة غدا الجمعة.
وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن نواب أبرز أحزاب المعارضة التركية قاطعوا حفل أداء أردوغان لليمين في المؤسسة التشريعية، وقال زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال قليتش أوغلو لوكالة رويترز "نحن قلقون اليوم أكثر من أي وقت مضى من حكم ديكتاتوري يقام في تركيا".
وأفاد مراسل الجزيرة في تركيا أن حزب الشعب الجمهوري هو الوحيد بين أحزاب المعارضة الذي قاطع حفل أداء أردوغان لليمين الدستوري، إذ حضر كل من حزب الحركة القومية وحزب ديمقراطية الشعوب.
ملامح سياسة أردوغان
وحدد أردوغان خلال كلمته في حفل تنصيبه رئيساً جديداً في القصر الجمهوري بأنقرة الملامح الكبرى لسياسته الداخلية والخارجية، موضحا أنه سيعمل على تنفيذ الأهداف الإستراتيجية لتركيا، ومنها استكمال الإصلاحات الدستورية وعملية السلام الداخلي، والعمل على الالتحاق بالاتحاد الأوروبي.
وفي السياسة الخارجية، قال الرئيس التركي الجديد إن مبادئ هذه السياسة ترتكز على السلام و"الوقوف إلى جانب الشعوب المظلومة في وجه الظالمين"، ومن هذه الشعوب الشعبان الفلسطيني والسوري، مشددا على أن وقفة تركيا مع هذه الشعوب "وقفة إنسانية وليست تدخلاً في شؤون الدول أو سعيا وراء مصادر الطاقة".
في المقابل قال الرئيس التركي السابق عبد الله غل في حفل التنصيب إنه سعيد بتسليمه المنصب لأردوغان، مشيرا إلى علاقات الصداقة المتينة التي تربط بينهما، ووصف غل أردوغان بالرجل الوطني الذي يحب بلده.
واعتبر غل الفترة التي تولى فيها حزب العدالة والتنمية مقاليد السلطة بتركيا بأنها كانت فترة مشرفة على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية، مشيرا إلى أنه تم تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها