"ليلى".. ضحية أخرى "للزواج المبكر" في اليمن

حين عادت ليلى إلى منزلها من المدرسة في تلك المنطقة الريفية باليمن، لم تكن تتخيل ما حضّره لها أبوها ناصر: زوج أكبر عمرا بكثير.
ولم تفلح الدموع ولا الصراخ ولا البكاء. وتم تهديد الفتاة التي تبلغ من العمر 13 عاما بالضرب، بل حتى بالقتل إن هي قاومت. ولذلك فقد تخلت عن البكاء وأذعنت للزواج القسري، كما ذكرت مؤخرا لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف).
تقول ليلى "كنت عاجزة، وكان الأمر كالكابوس المزعج. رأيت عالمي يتحطم من حولي. أردت لهذا الكابوس أن ينتهي حتى أستطيع العودة مرة أخرى إلى المدرسة مع أصدقائي".
ليلى هي مجرد مثال لفتيات يواجهن ويتحملن أزمات عديدة في مناطق مختلفة من العالم وبخاصة في البلدان النامية. وتعالج المنظمات الدولية هذه الأزمات بلا كلل وتعمل بكد للتوصل إلى حلول يمكن أن تتيح فرصا أفضل للضحايا بل وتجنب الأزمة قبل وقوعها.
وأصدر البنك الدولي مؤخرا مواجز تلقي الضوء مجددا على الإجراءات التدخلية التي يمكن أن تنجح في مجال التنمية باستهداف الفتيات والشابات اللاتي يمثلن نسبة من فقراء العالم لا تتناسب مع أعدادهن.
ويشرح أحد هذه المواجز أن البرامج تنجح في تأجيل الزواج عن طريق مساعدة الفتيات على التعليم، وزيادة قيمتهن، والتوسع فيما هو متاح أمامهن من فرص. ويظهر آخر أن الإجراءات التدخلية الهيكلية إلى جانب الحوافز المالية الفردية والأسرية تحقق أكبر أثر في تحسين نواتج التعليم وتهيئة فرص متكافئة للفتيات.
ويخلص موجز ثالث إلى أن تنفيذ إجراءات تدخلية شاملة وتفاعلية في المدارس والمجتمعات المحلية، وزيادة إمكانية الحصول على التعليم، وتمكين الفتيات، كل ذلك يبشر بتحسين نواتج الصحة الجنسية والإنجابية وخاصة بين المراهقات. ويأتي إصدار هذه المواجز في وقت يقترب فيه العالم من الأجل النهائي لبلوغ الأهداف الإنمائية للألفية في عام 2015؛ ومن هذه الأهداف تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة.
ويعد التعليم والتمكين وتوظيف أكبر جيل في التاريخ من الشباب من الأمور الحيوية لإنهاء الفقر وتعزيز الرخاء المشترك، وهما الهدفان المزدوجان لمجموعة البنك الدولي.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها