مكتب برنامج الأغذية العالمي: خمسة ملايين يمني يعانون من انعدام الأمن الغذائي
أعلن مكتب برنامج الأغذية العالمي بصنعاء الثلاثاء عن نتائج المسح الشامل للأمن الغذائي في اليمن الذي نفذه البرنامج في جميع محافظات الجمهورية بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) والجهاز المركزي للإحصاء.
وبحسب وكالة الانباء اليمنية (سبأ) التي ارودت الخبر فقد أوضحت نتائج المسح التي تم استعراضها في حفل أقيم الثلاثاء بصنعاء، ان المسح شمل 22 محافظة، وتضمن مقابلات مع ما يزيد عن 10 آلاف و500 أسرة، في حين أخذت القياسات من نحو 14 ألف امرأة و13 ألف و500 طفل.
وأفادت نتائج المسح أنه على الرغم من تحسن معدلات الأمن الغذائي في بعض المناطق اليمنية، إلا أنه يوجد أكثر من 10 ملايين يمنى – أي ما يزيد عن 40 في المائة من السكان - لا يعرفون كيف يدبرون وجبتهم التالية.
وأظهرت النتائج أن ما يقرب من خمسة ملايين شخص يعانون بشدة من انعدام الأمن الغذائي، ويعانون من الجوع بدرجة تستلزم إمدادهم بمساعدات غذائية خارجية بوجه عام.
وكشفت نتائج المسح الشامل للأمن الغذائي، والذي يتبنى البرنامج إجراؤه كل عامين، أن معدلات سوء التغذية الحاد في اليمن بلغت حد الخطر في معظم أنحاء البلاد، وارتفعت نسبتها في بعض المناطق لتصل إلى حد ضرورة التدخل العاجل.
وأبرزت النتائج انخفاض مستويات انعدام الأمن الغذائي في جميع أنحاء البلاد بنسبة طفيفة، أي من 45 في المائة في آخر مسح مماثل أجرى عام 2011 لتصل إلى 41 في المائة.. مشيرة في هذا الصدد أنه لوحظ وجود اختلافات كبيرة بين مختلف المحافظات، ففي حين يعاني ما يقرب من 70 في المائة من سكان صعدة ، من انعدام الأمن الغذائي، تنخفض النسبة لأقل من 10 في المائة من سكان المهرة.
وبحسب نتائج المسح فإن المناطق الريفية في اليمن تعتبر أكثر المناطق تضررا في البلاد. . موضحة أن فوارق مماثلة تتضح في معدلات سوء التغذية بين مختلف أجزاء البلاد، حيث تتفاقم معدلات سوء التغذية الحاد لتصل إلى الوضع الحرج، مما يستدعى إطلاق عملية طارئة، في محافظات تعز والحديدة وحجة، وتتراوح النسبة ما بين الخطيرة إلى البسيطة في بقية المحافظات.
وبينت النتائج أن معدلات التقزم بلغت مستويات حرجة في اثنتي عشر محافظة نتيجة سوء التغذية المزمن، حيث يعجز الأطفال عن النمو بشكل صحيح مع مرور الوقت مما لا يمكنهم من تطور إمكاناتهم البدنية والذهنية.
وأفادت نتائج المسح أن محافظة المحويت تعد أشد المحافظات تضررا حيث يعانى ما يزيد عن 60 في المائة من الأطفال من التقزم أو قصر القامة في حال المقارنة بمعدلات النمو الطبيعية لمن هم في مثل أعمارهم.. مبينة أن معدلات التقزم بلغت مستويات خطيرة في ثمان محافظات (حيت تتراوح ما بين 30 و39.9 في المائة)، بينما تنخفض النسبة بمحافظتين اثنتين (تتراوح ما بين 20 و29.9 في المائة).
كما أظهرت النتائج تحسن معدلات الأمن الغذائي وانخفاض مستويات الجوع في إب، وصنعاء، ومأرب وريمة؛ بينما تدهورت بشدة في وسط محافظة شبوة، حيث ارتفعت معدلات انعدام الأمن الغذائي مما يقرب من 38 في المائة خلال عام 2011 لتصل إلى أكثر من 57 في المائة خلال عام 2014.
وفي الحفل الذي أقيم بالمناسبة أكد وكيل وزارة التخطيط والتعاون الدولي لقطاع التعاون الدولي عمر عبد العزيز عبد الغني بأن الأمن الغذائي وسوء التغذية يعتبر من بين القضايا الأساسية التي تعكف الحكومة على دراستها وبلورة المعالجات لها في الوقت الراهن ،مشيرا إلى أن الحكومة اليمنية وشركائها تعمل على تنفذ الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي، في حين أن صندوق الرعاية الاجتماعية والصندوق الاجتماعي للتنمية يعتبران الأدوات الرئيسية التي تستخدم لمعالجة انعدام الأمن الغذائي.
وبين وكيل وزارة التخطيط والتعاون الدولي أن الحكومة أجرت بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي وشركاء آخرين دراسات ومسوحات عن الأمن الغذائي والحالة التغذوية منها مسح ميزانية الأسرة وكذا المسح الشامل للأمن الغذائي عامي 2009م و2011م وقد التزمت الحكومة بشكل كبير واستفادت من نتائج تلك المسوحات.
وأكد وكيل وزارة التخطيط والتعاون الدولي في هذا السياق بأن الحكومة ستضع الخطط المناسبة للاستجابة لنتائج مسح الأمن الغذائي الحالي لأغراض مختلفة منها تسريع تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي، وكذا إعادة صياغة السياسات المتعلقة بالأمن الغذائي والتغذية، فضلاً عن تصميم وتنفيذ مشاريع محددة وخاصة للفئات الضعيفة.
بدوره أكد المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي باليمن بيشوى باراجولى إلى أن هناك تحسنا في مستوى الأمن الغذائي مقارنة بالمسوحات السابقة التي أجريت بهذا الخصوص، لافتاً إلى أن نتائج المسح الحالي تشير إلى أن 10 ملايين يمني يعانون من انعدام الأمن الغذائي.
وفي حين أشاد باراجولى بالجهود التي بذلت لتنفيذ هذا المسح بالشراكة مع الحكومة اليمنية واليونيسيف والحكومة الأمريكية .. أكد أن البيانات والأرقام التي يتضمنها المسح ستساعد البرنامج على تنفيذ خططه.
ولفت إلى أن البرنامج يركز الآن بشكل كبير على توفير سبل مستدامة للعيش وسهولة التكيف، حتى يتمكن الأشخاص من مساعدة أنفسهم.
من جانبه قال القائم بأعمال ممثل اليونيسيف في اليمن جيريمى هوبكنز :"إن الأطفال ما يزالوا أشد فئات السكان تضررا نتيجة انعدام الأمن الغذائي وانتشار سوء التغذية في اليمن".
وأضاف :" من بين نحو 4.5 مليون طفل دون سن الخامسة يعانى أكثر من طفلين من كل 5 أطفال من التقزم في حين أن 13 بالمائة تقريباً يعانون نقص التغذية الشديد."
وأكد هوبكنز أن منظمة اليونيسف ستواصل شراكتها مع برنامج الأغذية العالمي بشأن ضمان التنسيق خلال الاستجابة لمواجهة سوء التغذية الحاد والمتوسط، لاسيما بالمناطق التي تتزايد فيها الحاجة إلى ضرورة التدخل الإنساني.
مدير الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في اليمن هاربي سميث أشاد بالجهود التي بذلت لتنفيذ هذا المسح الهام، مشيرا الى أن الوكالة الأمريكية تركز على الاسهام في معالجة الكثير من الجوانب المتعلقة بالأمن الغذائي في اليمن، مبيناً بأن الولايات المتحدة دعمت اليمن خلال العام الماضي بما يقارب 176مليون دولار للأنشطة الإنسانية في اليمن.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها