أمن اليمن يشغل أميركا
تزايد الحديث عن التدخل الأميركي في اليمن مؤخرا، خصوصا مع الاهتمام الذي توليه واشنطن للملف اليمني، وترافق مع زيادة هجمات الطائرات الأميركية دون طيار ضد مواقع القاعدة في عدد من المحافظات اليمنية، إلى جانب أنباء عن إرسال عشرين خبيرا عسكريا تمركزوا في قاعدة العند الجوية جنوبي اليمن.
ويرى يمنيون أن الدور الأميركي في الحرب الأخيرة التي شنها الجيش اليمني على تنظيم القاعدة بمحافظة أبين الجنوبية، كان كبيرا، وعكس حجم الاهتمام الأميركي باليمن وبترتيب شؤونه الداخلية، حتى بات ما يجري فيه يمس الأمن القومي للولايات المتحدة الأميركية.
إرادة
وقال نائب رئيس تحرير صحيفة 26 سبتمبر، الناطقة باسم الجيش اليمني، العقيد ركن عبيد الحاج أن الانتصارات التي حققها الجيش على جماعة "أنصار الشريعة" المرتبطة بتنظيم القاعدة في أبين، جاءت بفضل توفر الإرادة السياسية والعسكرية العليا، ممثلة في الرئيس عبد ربه هادي، وعكست الجدية والعزيمة في اجتثاث شأفة الإرهاب وضرب أوكاره.
وأضاف -للجزيرة نت- أن "انتصار الجيش في أبين يعود إلى انكماش ساحة التواطؤ التي كانت تحصل عليها الجماعات الإرهابية على الأصعدة العسكرية والاستخباراتية والإعلامية، وحتى على صعيد الإمداد بالسلاح بما فيها الأسلحة الثقيلة"، في إشارة إلى اتهامات توجه لنظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح، بتسهيل سيطرة القاعدة على محافظة أبين عام 2011.
وبشأن الدور الأميركي المساند للجيش اليمني في حرب تنظيم القاعدة، قال "إن الدعم الأميركي كان يوظف سابقا لتصفية الحسابات مع الخصوم السياسيين، ولا يوجه في مواجهة الجماعات الإرهابية، إلى جانب أن الدعم المادي المالي من السعودية ودول الخليج والاتحاد الأوروبي كان يذهب إلى جيوب نافذين فاسدين بالسلطة، بينما الآن وفي ظل القيادة الجديدة لليمن، يتحرك الدعم العسكري والمادي في المسالك المطلوبة ويصيب هدفه".
وأشار العقيد اليمني إلى أن القاعدة "جمعت الأوباش من أصقاع الأرض وكادت تحوّل اليمن إلى مأوى للإرهاب، وبالفعل توفرت لذلك ظروف تداخلت فيها السياسة والمصالح الضيقة لاستثمار الإرهاب من قبل النظام السابق، وهو ما يكشف لنا السر في غياب الإرادة السياسية والعسكرية طوال الفترة الماضية، والمفارقة أن عدم الجدية في مواجهة الإرهاب، كان مصحوبا بتهويل الخطر منه".
اهتمام
إلى ذلك قال رئيس مركز دراسات المستقبل فارس السقاف، إن الدور الأميركي في اليمن لا يمكن نفيه، وأكد أن اليمن أصبحت جزءا من الأمن القومي للولايات المتحدة، واستشهد في ذلك بإصدار الرئيس الأميركي باراك أوباما قانون الطوارئ الذي احتوى على 11 مادة.
وقال السقاف إن قانون الطوارئ الأميركي قد اعتبر ما يحدث في اليمن من عرقلة للتسوية السياسية وفقا للمبادرة الخليجية، يمس الأمن القومي الأميركي، وقد لوّح بفرض عقوبات على الأشخاص والجماعات وحتى المواطنين الأميركيين الذين قد يعرقلون مسار انتقال السلطة باليمن، كما أدخل تحت طائلة العقوبات الأميركية، كل من يمس البنية التحتية باليمن كتفجير أنابيب النفط أو تخريب خطوط نقل الطاقة الكهربائية.
وبشأن حقيقة الدور الأميركي في الحرب على تنظيم القاعدة باليمن، أوضح السقاف أنه كان على الدوام يأتي في سياق التدريب والمعلومات الاستخباراتية لقوات الجيش اليمني، إلى جانب هجمات الطائرات دون طيار، وأكد أن الإدارة الأميركية تدرك حساسية التدخل العسكري المباشر.
وكان رئيس أركان الجيش اليمني، اللواء علي الأشول قد نفى وجود قوات أميركية تقاتل إلى جانب القوات اليمنية ضد تنظيم القاعدة، مؤكدا أن الجيش اليمني هو من قام بطرد القاعدة من محافظة أبين، إلا أنه أقر بوجود نحو عشرين خبيرا في مجال التدريب والتأهيل فقط.
وكان لافتا استقبال الرئيس اليمني لوفد عسكري أميركي بارز، وصل صنعاء يوم 18 يونيو/حزيران الجاري، ترأسه قائد القيادة العسكرية الأميركية الوسطى الفريق جيمس ماتيس، الذي نقل تعازيه بمقتل اللواء سالم قطن، قائد المنطقة العسكرية الجنوبية باليمن، وأكد استمرار الدعم الأميركي والمساندة الاقتصادية والسياسية من أجل تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وقراري مجلس الأمن الدولي.
المصدر:الجزيرة نت