الحراك الجنوبي بين " الكياسة " السياسية و"الهرولة" العفوية !
في ظل ما يحدث من تطورات دراماتيكية في الجنوب وبأروقة غرف القيادات المغلقة في الداخل والخارج ومحاولة دخول قوى دولية في توجيه خط مسار الحراك الجنوبي والذي كان لوهج الشارع الجنوبي وانتفاضته التي جذبت أنظار منظمات رسمية ومستقلة رغم عدم استغلال ذلك من قبل ممثلي الجنوب في الخارج امام المحافل الدولية.
من جانبه الرئيس هادي يحاول جاهدا إشراك الحراك الجنوبي في العملية السياسية ويؤكد في أكثر من مناسبة : أن مخرجات مؤتمر الحوار تخدم الجنوب وشعبه بشكل كبير ويفوق ما تضمنته وثيقة العهد والاتفاق التي وقعها الجنوبيون وطالبوا بتنفيذها ولم ترق للقوى الشمالية بزعامة صالح حينها وبسببها انفجرت الحرب لضم الجنوب وطرد ممثليه في حرب 94 إلى خارج الوطن حينها.
إحجام مكون الحراك الرئيسي..
ولسبب أو لآخر يحجم أكبر مكونات الحراك الجنوبي بزعامة "علي سالم البيض "الولوج في أي عملية حوارية أو سياسية مع صنعاء ويراها محاولات جرجرة وتفتيت للأهداف المعلنة والتي ضحى من اجلها الجنوبيون .
وبعكس ذلك تماما ترى مكونات جنوبية أخرى مدعومة من قيادات ثانوية في دول الشتات أن مخرجات الحوار وعلى الرغم من أنها لم تتضمن التقسيم الذي كانت تقترحه كحل للقضية الجنوبية الى إقليمين "شمال وجنوب " لكنها او بعضها باتت ترى أن الانخراط في العملية السياسية بات الآن متاحا وممكننا ,وهو ما اعتبره ناشطون جنوبيون محاولات للارتهان والبحث عن أنصاف الحلول بحسب قولهم .
وتجري عملية تفريخ واستقطاب حثيثة لناشطين حراكيين يصنفونها بمحاولة اختزال نضالاتهم وحرف أهدافهم المتمثلة باستعادة الدولة إلى جمعيات ومنظمات خدمية باطنها الرحمة وفي ظاهرها العذاب وبدعم سخي من قوى رسمية أو سياسية ترى في الوحدة نموذج مشرف وهام وربما لارتباط مصالحهم بالوحدة التي قامت على البسط والاستثمار المنظم .
وعلى الرغم من استمرار الزخم الثوري في الشارع الجنوبي إلا أن المحاولات المستميتة لتدجينه مرات أو تفخيخه من الداخل من خلال تغذية الخلافات الناشئة مرات أخرى وتسيير ذلك بخط متوازي مع إدارة الوطن وبالتحديد الجنوبي منه بالأزمات متمثلا ذلك في صور متعددة منها انقطاع متواصل للكهرباء والنفط والمشتقات الأخرى والانفلات الأمني المتعمد وجعل محافظات جنوبية ساحة صراع عسكري توجهه قوى متنفذة بصنعاء فقدت مصالحها بعد ثورة التغيير في محاولة منها لوصم الحراك وقوى الثورة الجنوبية بالإرهاب كسلاح آني في وجه تنامي دعواته المطالبة باستعادة الدولة أمام المجتمع الدولي والمحيط الإقليمي وفي موازاة ذلك عرقلة العملية السياسية وخلق أزمات جديدة دأبت تلك القوى التقليدية على تصديرها كلما حان استحقاق سياسي جديد .
انعكاسات الماضي على الحاضر..
أرجع مراقبون سياسيون بعضا مما يحصل اليوم في الجنوب كنتاج عقود من الشمولية وعدم القبول بالأخر بالإضافة لحب الظهور والبحث عن الصدارة التي جبلت عليها بعض الشخصيات الجنوبية وبالحديث عن ذهاب بعض القيادات لمقابلة الرئيس هادي اعتبرها محللون حالة من التوهان وعدم التخطيط والانقياد العفوي الغير مدروس وبغض النظر عن مقابلة هادي سلبا أم إيجابا وتأثيراته على القضية الجنوبية مستقبلا فالدوائر الحمراء والتهميش ومحاولات سحب البساط من تحت قيادات لها شرف السبق في الخروج للميدان وتعرضت للملاحقات جعلها تبحث عن مخرج لما ألمّ بها من تهميش وتنكر لما قامت به في الماضي ولمجرد ان جاء وسيط هادي وافق النوبة والمفلحي وقبله شطارة ومكاوي وكان لقناة عدن لايف الدور الأكبر في تهميش بعض القيادات- بحسب بعض الأصوات -وأدى ذلك لعزوفها وربما رضوخها لحلول تجعلها في دائرة الضوء على الأقل فهي من خلال تلميعها ومقابلاتها تركز على أطراف معينة دون غيرها وهو ماعزز الغيرة والشعور بالضيم والغبن عند آخرين كانوا يرون في أنفسهم قيادات يشار إليها بالبنان , وربما يقول متحمس جنوبي أن ثورة الجنوب لا تنجر للمصالح والظهور وانما تحتاج للتضحية وعدم النظر للتلميع الإعلامي .
القيادي يحتاج لدفع معنوي وحالة من التطبيل وهو أمر متعارف في غالب ثورات العالم الناشئة والمحاصرة والمضطهدة فما بالنا اليوم بمن يحاول تدجين قيادات وباسم الجنوب وخدمة الجنوب ومصالح شعب الجنوب.
أين ذهب هؤلاء؟؟
خفت صوت أمين صالح والمعطري والعقلة والشنفرى وعيدروس حقيس وعبدالعزيز باحشوان وضاع قاسم الداعري وعبدالجكيم الدرويش وناصر الطويل وفي الطريق ناصرالنوبة وعبدالعزيز المفلحي وتشتت أراء حسين زيد وطارق الفضلي وعلي السعدي وفتاح جماجم وصارت تصريحاتهم مثيرة للجدل ليكون مبدأ التخوين يافطة في مواجهة التطرف والخروج عن الإجماع كاعتقاد أبتلي به الجنوبيون منذ زمن لكن السؤال لما لا يقف شباب الحراك من خلال إدارة جلسة دراسة حالات كهذه والوقوف عند الأسباب والمسببات بدلا عن تصريحات غير متزنة تحاول الحديث باسم الجميع في محاولة للهروب من وضع الحلول ووقف حالات التشرذم والتيه !
وعلى غير المتوقع أصبحت قيادات مكونات تفكر ليال ونهارا كيف تواجه بعضها وهو ما نجحت فيه السلطات اليمنية في توجيه سهام الجنوبين الى نحورهم الأمر الذي جعل هذه المكونات تتوقف عند المظاهرة والحشد المناسباتي دون أي استثمار لمثل هذه الرسائل الميدانية أو التفكير الجدي والملموس لخطط مستقبلية و الانتقال إلى مراحل نضالية سلمية متقدمة.
مصادفة أم توقيت ؟
ومؤخرا ظهرت دعوات جنوبية لشخصيات وناشطين للوقوف بجانب الرئيس هادي والانخراط في العملية السياسية عبر تأييد مخرجات الحوار باعتبار هادي محاصر من قوى النفوذ الشمالية والقبلية والأمامية وحتى أطراف في نفس حزب الرئيس هادي كاصطفاف شمالي ضد الرئيس الجنوبي هادي تحت مظلة الحركة الحوثية التي يتخذونها شماعة فقط للإجهاز على أي مشاركة جنوبية في الحكم او التفكير بتقاسم الثروة والمناصب السيادية في البلد الواحد.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها