استنكر الاعتداء على فعالية الهاشمي بعدن..الشيخ الحسني:لانريد وحدة علي صالح ولا انفصال البيض
أدى جموع الثوار في محافظة عدن صلاة جمعة "المحاكمة قادمة" في ساحة الحرية بكريتر.
وفي الخطبة حذر الخطيب الأستاذ حسام محمد حسين الحسني من الظلم وأنَّ الظلم عاقبته خسارة و أن الظالم مآله إلى خسران، والواجب على المؤمنين أن نأخذ بالظالم ومنعه من الظلم وإعادة الحق لأصحابه، فعن أبي ذَرٍّ عن النبي صلى الله عليه وسلم فِيمَا رَوَى عن اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَّهُ قال: ( يا عِبَادِي إني حَرَّمْتُ الظُّلْمَ على نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فلا تَظَالَمُوا ) حرَّم الله الظلم على نفسه فكيف يكون الظلم من إنسان لأخيه الإنسان، من مسلم لمسلم،هذا والله ظلم عظيم.
و أضاف الحسني :جاءنا في محكم الذكر الخطاب لبني إسرائيل ( ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون ) هذا المعنى العظيم الذي تكلم به رب العامين ووعد به المؤمنين الصادقين أنه لا يمكن لظلم أن يسقط إلا إذا تحرك الصالحون والعقلاء ولا يمكن لمنكر أن يتغير إلا إذا وجد من هو آمر بالمعروف وناهي عن المنكر، ولا يُتخيل أن يقول الظلم عن نفسه أنا ظالم إلا إذا وجدت الفئة الصالحة المنكرة المغيرة، لهذا قالوا لابد الدخول على الظالمين كما قال الله تعالى: (فإذا دخلتموه فإنكم غالبون ) أربعون عامًا ونحن نتخبط بعد الثورة الأولى لأننا لم ندخل على الظالم ونقول للظالم أنت ظالم ولذلك غابت التنمية وعشنا في ضياع وتخبط، بدون إقتصاد أو إعداد لدولة، لأننا لم ندخل على الظالمين ( ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون )
حتى جاء عام 2011 م ودخلنا عليهم الباب، فسقط صاحب تونس وبعده فرعون مصر ثم القذافي والآن أسقطنا علي صالح وإن شاء الله من بعدهم ظالم سوريا
ومضى في حديثه: لا يمكن لعدل أن يستقيم والظالم يتحرك كيفما يشاء، لا يمكن أن نقول للظالم أنت صاحب حصانة لأنه مخالف لشرع الله ولأنّ القاتل لابد أن يُقتص منه (وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) فالمحاكمة هي سبيلنا وهي ما نتنشقه، والمحاكمة هي أساس العدل للدولة القادمة، المحاكمة لقطع دابر الظالمين، المحاكمة أول خطوة صحيحة في إتجاه دولة اليمن الجديد، المحاكمة لا سبيل لنا غيرها، فلا يمكن أن نقيم دولة اليمن الجديد الذي ننشده وعلي صالح في قصره يفعلُ ما يشاء ويكيد ما يشاء ويدبر ما يشاء ساق إلينا الفتن من كل مكان، يدعم في صنعاء وفي عدن البلاطجة، اختلفوا هو وصاحبه علي سالم البيض سابقا أمام التلفاز، واتفقوا في الغرف المغلقة؛ كلا له نفس الغاية: تدمير اليمن هذا الذي يسعون لأجله.
و أوضح خطيب ساحة الحرية:نحن كثوار لا نريد وحدة علي صالح ولا نريد إنفصال البيض، نريد الوحدة التي قام بها الشعب وأكدها و حققها في ثورة فبراير وحدة قامت على إختلاط الدماء والأنساب وعلى توحد الأرواح وإتصال الأبدان وعلى توحد البلاد وعلى كل شيء خيّر، هذه الوحدة التي نريدها أما وحدة علي صالح التي تفضل قوم على قوم، أو إنفصال علي سالم الذي يريده بالبلطجة وبتدمير البلاد وبالقتل وضرب الرصاص وإفزاع الآمنين وإسقاط الفعاليات السلمية كما حدث قبل يومين في ساحة الهاشمي، فعالية سلمية قامت بها بعض المنظمات والأحزاب والشخصيات الإجتماعية، ثم ما لبثوا أن جاء حراك علي سالم البيض التابع لإيران بباصين من بلاطجة و ضربوا الناس وضربوا المثقفون والعلماء والسياسيين وهذا هو المنهج الذي تنتهجه إيران في سوريا وفي البحرين وتريد أن تنتهجه عبر علي سالم البيض في عدن،
و تساءل الحسني:عن ماذا يريد منا علي سالم البيض؟! ماذا يريد منا نحن الجنوبيين ؟! ما الذي يريده ؟! ضاقت نفسه من ديننا في السبعينات والثمانينات فجاء بالشيوعية، وضاقت نفسه اليوم بمذهبنا السني فجاء بالشيعية، فما الذي يريده من شعب الجنوب الشعب الذي رفض أن يكون شيوعيًا وهذا الرجل حاكم هو نفس الشعب المتمسك بمذهبه السني وسيرفض أن يكون شيعيًا.
فليعلمها علي سالم البيض وليعلمها علي صالح الذي يتفق مع الحوثيين في الخفاء ويسبهم في العلن هذا الرجل و هذه الأفكار وهذه الإتفاقيات كلها تصب في مصبٍ واحد هو تغيير مذهب أهل اليمن، تغيير مذهبنا السني.
أيها الثوار: إنَّ إستهداف الفعاليات السلمية لابد له من إصطفاف جماهيري، وإصطفاف من العقلاء، ومنكم أيها الثوار ضد حراك علي سالم البيض وأتباعه وأزلامه لأنه إذا أنتهت الفعاليات السلمية إنتشرت البلطجة والقتل والفجور.
أيها الثوار: إننا في عدن التي كانت وستظل مركزًا للتنوع الثقافي والسياسي ملاذًا للهاربين من الطغاة والظالمين، فلا يمكن أن نقبل أن يأتي إلينا آمن ثم يُضرب في عدن، عدن التي قبلت الزبيري وقبلت الثوار من صنعاء في ثورتهم العظيمة 26 سبتمبر، واليوم نحن نقبل كل من يأتينا وليس عندنا صوت يقول: لا صوت يعلوا فوق صوت فلان، وليس عندنا مذهبٌ سياسي أو فكري يقوم على البلطجة وإرغام و إلزام الناس بقوله ورأيه، فلا ينبغي إلزام الناس برأي سياسي واحد ولا نضرب الناس ولن نسمح بأن تقوم بلطجة لإلزام الناس برأي سياسي واحد أو تيار واحد.
أيها الثوار نحن شعب حر أرتضينا ثورة حرة وسنرتضي حكومة حرة وسنقيم دولة حرة تقوم على العدل يقول فينا من يشاء وقتما يشاء في ظل المصلحة العليا للدولة.