قطر الخيرية تساعد في إنقاذ حياة الآلاف من أطفال اليمن
بدأت قطر الخيرية من خلال مكتبها في اليمن بتنفيذ مشروع حيوي مهم، بشراكة مع صندوق الاستجابة الطارئة التابع لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، وهو مشروع معالجة سوء التغذية الحاد عند الأطفال اليمنيين..
ويهدف المشروع إلى التدخل المباشر لإنقاذ حياة الآلاف من الأطفال اليمنيين الذين يعانون من سوء التغذية الحاد في ثلاث محافظات يمنية. وقال السيد محمد واحي مدير مكتب قطر الخيرية في العاصمة اليمنية صنعاء لموفد بوابة الشرق: إن المشروع يكلف حوالي 4 ملايين ريال قطري تدفع منها قطر الخيرية نحو 2.1 مليون ريال منها فيما يدفع بقية المبلغ مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة.
وقال واحي: إن مشروع معالجة سوء التغذية سيتم تنفيذه في ثلاث محافظات يمنية يعاني أطفالها من سوء التغذية الحاد؛ وهي محافظة تعز وتضم مديريتي مقبنه والتعزية، ومحافظة الحديدة وتضم مديرتي الزهرة والضحي، إضافة إلى محافظة المحويت وتتبع لها مديريتان هما الخبت وبني سعد.
المشروع قيد التنفيذ
ولفت مدير مكتب قطر الخيرية في اليمن إلى أن مشروع معالجة سوء التغذية وسط الأطفال اليمنيين بدأ قبل نحو الشهرين، حيث تم عمل المسوحات المطلوبة وتم تحديد المناطق، وتجري الآن عمليات تدريب الشباب والشابات الذين سيقومون بعمليات تنفيذ المشروع على أرض الواقع.. وبحسب برنامج المشروع فإنه سينتهي في مارس 2015. وأكد مدير مكتب قطر الخيرية أن المشروع جاء في وقته لأن سوء التغذية عند الأطفال اليمنيين في المحافظات التي تمت الإشارة إليها، وصل حداًَ لا يطاق.. الأمر الذي يعرض الأطفال للموت بسبب الفقر المنتشر في هذه المناطق.
تدخل لإنقاذ الأطفال
ووصف المسؤول في مكتب قطر الخيرية في اليمن مشروع معالجة سوء التغذية الحاد، بأنه تدخل مباشر لإنقاذ حياة الأطفال دون سن الخامسة من العمر، ويعانون من سوء التغذية الشديد والحاد، وذلك بهدف تحسين الوضع الغذائي للأمهات الحوامل والمرضعات وللأطفال الذين يعانون من سوء التغذية متوسط.
وقال واحي: إن المشروع يتضمن تقديم الرعاية الغذائية والعناية الطبية الكاملة للفئات المستهدفة، حيث يتم تزويدهم بالأغذية العلاجية والأغذية التكميلية والأدوية اللازمة عبر عيادات التغذية الخارجية؛ الثابتة أو المتنقلة، وبرامج التغذية التكميلية. كما يتضمن البرنامج نظام الإحالة للحالات الحرجة جداً، بالإضافة إلى تنفيذ حملات توعوية في المحافظات الثلاث التي يستهدفها المشروع.
جهود قطر الخيرية
وقال: إن المشروع النوعيَّ المعنيَّ ثمرةٌ للجهود التي تبذلها قطر الخيرية من خلال الشراكة مع الأمم المتحدة والمنظمات المحلية في اليمن، الأمر الذي ضَمِن للمشروع تمويلا مشتركا.. ولفت إلى أن جمعية الإصلاح الاجتماعي الخيرية اليمنية تقوم بتنفيذ المشروع تحت إشراف ومتابعة الجهتين؛ قطر الخيرية وصندوق الاستجابة الطارئة الأممي، المانحتين، ويتم تدريب المتطوعين من المجتمع المحلي من الذكور والإناث على الفحص والقياس وإحالة الذين يعانون من سوء التغذية، بالإضافة إلى تقديم خدمات التوعية وفقاً للموجهات الوطنية للمتطوعين.
دعم المرافق الصحية
وقال إن مشروع معالجة سوء التغذية وسط الأطفال اليمنيين يسهم في تقوية ودعم قدرات المرافق الصحية الحكومية في المناطق المستهدفة، من خلال تدريب موظفيها على إدارة ورعاية حالات سوء التغذية الحاد بين الأطفال دون سن خمس سنوات، باستخدام المناهج التي تعتمدها وزارة الصحة والسكان ومنظمة الأمم المتحدة للأمومة والطفولة “اليونيسيف”.
وذكر مدير مكتب قطر الخيرية أن هذه الأخيرة حريصة على تنفيذ المشروع وفق الخطة التي رسمت له بالتعاون مع الجهات الشريكة.. وأكد أن المشروع سيعمل على إنقاذ حياة الأطفال دون سن الخامسة من الذين يعانون من سوء التغذية الحاد، كما سيعمل على تحسين الحالة الغذائية للنساء الحوامل والمرضعات باستخدام نهج المشاركة المجتمعية في معالجة سوء التغذية الحاد، حيث سيتم فحص الأطفال وتصنيف حالاتهم في المنازل من قبل متطوعين من المجتمع المحلي نفسه، وتتم إحالة حالات سوء التغذية إلى عيادات متنقلة لعلاجهم.
2496 طفلاً وطفلة
وذكر أن مشروع معالجة سوء التغذية سيعمل على إيصال وتقديم خدمات التغذية العلاجية المنقذة لحياة الأطفال تحت سن الخامسة، المصابين بحالات سوء التغذية الحاد في المناطق المستهدفة، ويقدر عدد الأطفال في المحافظات اليمنية الثلاث نحو 2496 طفلاً وطفلة.
وأضاف: “إن المشروع سيعمل على إيصال وتقديم خدمات التغذية العلاجية المنقذة لحياة الأطفال تحت سن الخامسة المصابين بحالات سوء التغذية المتوسط في المناطق المستهدفة لـ 7000 طفل وطفلة.. كذلك من بين أهداف المشروع إيصال وتقديم خدمات التغذية الوقائية في المناطق المستهدفة لـ 5000 طفل وطفلة تحت سن الخامسة من 6 إلى 24 شهراً كحد أدنى.
خدمات التغذية الوقائية
وذكر مدير مكتب قطر الخيرية أن المشروع من جهة أخرى سيعمل على إيصال وتقديم خدمات التغذية العلاجية والوقائية، المحسنة لصحة الأمهات الحوامل والمرضعات المصابات بسوء التغذية متوسط الحدة، في المناطق والتجمعات المستهدفة، حيث سيستفيد من هذه الخدمات نحو 11800 أم حامل ومرضع كحد أدنى. وأشار محمد واحي إلى أن المشروع الحيوي المذكور سيعمل على زيادة نسبة مستوى وعي معرفة المجتمعات اليمنية المستهدفة، وذلك فيما يتعلق بالممارسات المثلى في التغذية والعناية بالأطفال الصغار والنظافة الشخصية والمجتمعية بشكل خاص، وتصحيح الممارسات والسلوكيات غير الصحية المتبعة داخل الأسر اليمنية بشكل عام.
جولة في المناطق المتأثرة
وقامت “بوابة الشرق” بجولة في محافظة الحديدة التي يتركز فيها سوء التغذية الحاد، وسوء التغذية المتوسط عند الأطفال وعند الأمهات الحوامل، وشملت الجولة عدداً من القرى الفقيرة في منطقة الكدن التي تبعد عن مدينة الحديدة نحو 90 كيلومتراً..
وقال بوكير يحيى القديمي أحد أعيان المنطقة، مندوب جمعية الإصلاح الشريكة مع قطر الخيرية: إن سوء التغذية منتشر بدرجة واسعة وسط الأسر نظراً لفقر المنطقة المدقع، الأمر الذي جعل الأسر عاجزة عن توفير الطعام ذي القيمة الغذائية للأطفال، مبيناً أن أصحاب الأموال من اليمنيين ومن المستثمرين جاؤوا إلى المنطقة وحولوا أهلها إلى أجراء، بأجور زهيدة، لا تكفيهم لشراء الغذاء لأطفالهم.
واضاف: إن أهل المناطق المتأثرة يعوِّلون كثيرا على هذا المشروع الذي تقوم به قطر الخيرية، خاصة أن حالة الأطفال والأمهات الحوامل والرضع تتطلب سرعة التحرك.
الموز سبب الأمراض
ويقول بوكير: بسبب زراعة الموز في المنطقة أصيب الكثير من السكان بفشل كلوي؛ نظراً لأن الموز يستخدم المواد والمبيدات التي تنتقل إلى عمال مزارع الموز، وهم من أهل المنطقة، علاوة على أن جميع العاملين في زراعة الموز يعانون من فقر الدم وسوء التغذية وليس الأطفال وحدهم، إضافة إلى ذلك فإن سكان المنطقة يعانون من انتشار مرض الملاريا، ومن حمى الضنك، كما أن نسبة كبيرة من السكان تعاني من أمراض نفسية تتطلب علاجاً شهرياً في حدود 15 ألف ريال شهرياً، وهي مبالغ ليس في استطاعة المرضى دفعها.
وتبين من الجولة أن القرى الأكثر تأثراً بسوء التغذية تقع في مناطق جبلية، وحتى في مناطق زراعية حارة لا تتوافر فيها الكهرباء ولا الماء، أما مسألة الخدمات الصحية فهي نوع من الترف، وإن توافرت الخدمة الصحية فهي بسيطة جداً..
هذا وقد كانت جولة “بوابة الشرق” فرصة للوقوف على العيادة الصحية، إذ إن مجرد النظر إليها من الخارج قبل الوصول إليها يغني عن أي سؤال؛ فهي عبارة عن غرفة متهالكة بلا كهرباء ولا ماء ولا يوجد فيها سوى طاولة يجلس عليها الممرض “الطبيب!!”، وكنبة يجلس عليها المريض، وتضم الغرفة ميزاناً قديماً يوزن عليه أي مريض يصل العيادة الصحية.
وفي العيادة الصحية قالت الممرضة المختصة: إن العيادة لا يوجد فيها شيء يعالج المرضى، ونركز على علاج حالات سوء التغذية عند الأطفال، حيث نمنحهم محلولاً للأرواء وفيتامينات.
مرض الكساح منتشر
وتبين من الجولة في مناطق سوء التغذية أن العديد من الأطفال مصابون بمرض الكساح الذي أقعدهم عن المشي، لذلك يوجد مجموعة كبيرة من الأطفال على الأسِرَّة لا يتحركون، وبسبب سوء التغذية يبدون في أعمار أقل كثيراً من أعمارهم الحقيقية.. وفي ذات المنطقة زارت “الشرق” أسرة لديها اثنان من الأطفال.. الأول بنت عمرها 10 سنوات لا تتحدث، وطريحة الفراش، ويبدو أن عمرها سنتان.. وللبنت أخ شقيق عمره 14 عاماً وهو أيضا مقعد بسبب مرض الكساح، ويظهر وكأن عمره 6 سنوات، وهكذا تجد الكثير من الحالات المشابهة.. وقد تعوَّد الناس هناك على هذه الحالات لأنهم لا حول لهم ولا قوة سوى الصبر، وألسنتهم تلهج بالحمد دائماً.
“بوابة الشرق” مع المتطوعين
إن مركز الرياحين بمدينة الحديدة الذي أنشأته قطر الخيرية، يقوم بتنظيم العديد من الدورات التدريبية، تابعت “بوابة الشرق” الدورة التدريبية التي تنظمها قطر الخيرية لعدد من المتطوعين، الذين سيشاركون في تنفيذ مشروع معالجة سوء التغذية عند الأطفال اليمنيين.. المتطوعون الذين يزيد عددهم على الـ 30 شاباً وشابة.. قالوا: إنهم جاهزون لتنفيذ المشروع الذي وصفوه بأنه حيوي ويقدم خدمة متميزة للأطفال، بإنقاذ حياتهم بسبب الفقر الذي يعم المنطقة.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها