خلافات وتلاسن بين القيادات وانقسامات تعصف باجتماعات قيادات المجلس الأعلى للحراك
أخفقت قيادات المجلس الأعلى للحراك الجنوبي أحد فصائل الحراك الجنوبي المنادي بانفصال جنوب اليمن عن شماله في التوصل إلى اتفاق لتحديد موعد انعقاد المؤتمر الوطني الأول للمجلس والذي كان من المقرر انعقاده في الفاتح من سبتمبر الجاري.
ويأتي هذا الإخفاق في تحديد موعد انعقاد المؤتمر الوطني للمجلس الأعلى للحراك في ظل خلافات وانشقاقات واتهامات لبعض قيادات المجلس المحسوبة على جناح علي سالم البيض وبعض القيادات الأخرى المقربة من رئيس المجلس حسن باعوم بمحاولة إقصاء وتهميش الآخرين والاستحواذ على النصيب الأكبر في نُسب التمثيل للمشاركين في المؤتمر والتي أقرتها اللجنة التحضيرية خلال اجتماعاتها السابقة وتم رفضها في الاجتماع الأخير الذي انعقد السبت الماضي بعدن برئاسة رئيس المجلس حسن باعوم وبحضور رؤساء مجالس الحراك بالمحافظات ونوابهم ووفقا لمصادر فقد شهد الاجتماع حالة من الفوضى والتلاسن بين بعض القيادات التي أعلنت خلال الاجتماع رفضها للتقرير المقدم من قبل اللجنة التحضيرية للإعداد للمؤتمر لعدم التزامها بمخارج اللقاء التحضيري الذي انعقد بمدينة المكلا أواخر يوليو من العام الجاري, وعدم إشراك القوى والتكتلات الجنوبية الفاعلة على الساحة وحصر نُسب التمثيل على فئات معينة يرى البعض من نشطاء الحراك أنها تابعة لفصيل وجناح واحد بُغية ضمان الحصول على أكبر قدر من المؤيدين لأي قرارات قد تخضع للتصويت خلال المؤتمر. وأكدت ذات المصادر بأن المحاولات التي بذلها القيادي البارز في الحراك حسن باعوم لرأب الصدع وتقريب وجهات النظر بين الجميع قد باءت جميعها بالفشل وذلك إثر رفض عدد من قيادات المجلس المحسوبة على فصيل علي سالم البيض بالمقترحات التي تم تقديمها خلال الاجتماع والتي قالوا بأنها مقترحات ارتجالية وتفتقر للعمل المؤسسي المنظم, وطالبت تلك القيادات خلال الاجتماع المصادقة على تأجيل موعد انعقاد المؤتمر لضمان نجاحه واستيعاب وجهات نظر القوى والمكونات الأخرى غير أن ذلك الطلب وبحسب المصادر قد قوبل بالرفض والامتعاض وتبادل الاتهامات وانتهاء الاجتماع دون التوصل لأي اتفاق جماعي حول تحديد موعد انعقاد المؤتمر. وأشارت المصادر إلى أن لقاءات غير معلنة قد جرت خلال الثلاثة الأيام الماضية تغيب عنها عدد كبير من قيادات المجلس لم يتم الإفصاح عما تم التوصل إليه من نتائج من شأنها بأن تسهم في رأب الصدع والتقريب بين وجهات النظر, غير أنه ووفقا لتصريح صحفي للناطق الرسمي للمجلس الأعلى للحراك الدكتور عبده المعطري فقد تم خلال الاجتماع الذي عقدته اللجنة التحضيرية يوم السبت الماضي بحضور رئيس المجلس حسن باعوم اتخاذ قرار بتأجيل موعد انعقاد المؤتمر الوطني الأول للمجلس الأعلى وذلك من أجل الإعداد الجيد والتهيئة الممتازة بما يضمن نجاح المؤتمر ويساعد على تعزيز وحدة الصف الجنوبي, ولم يحدد المعطري في سياق تصريحه موعدا محددا لتاريخ انعقاد المؤتمر أو مدة التأجيل التي تم الاتفاق عليها. وعلى نفس الصعيد فقد سخر القيادي البارز في الحراك ونائب رئيس المجلس الأعلى للحراك العميد محمد صالح طماح من الدعوات التي تُطلق هُنا وهناك لعقد المؤتمر الوطني الأول للمجلس الأعلى في ظل ما قال بأنها العشوائية والتخبط والعمل الغير المنظم, متهما بعض قيادات المجلس بالتعنت وعدم الجدية في العمل. وقال طماح في تصريح صحفي نُشر له أمس الأربعاء (هذه ليست المرة الأولى التي تتم فيها الدعوة لعقد مؤتمر وتم إقرار الدعوة لعقد مؤتمر في 1/9/2009م عند دمج المكونات على أن يعقد في أكتوبر من نفس العام ولكن مع الأسف إن المجلس الذي تشكل حينها لم ينفذ الاتفاق ولم يقوم بأي إجراءات من شأنها تنفيذ القرارات الخاصة بتشكيل الجمعية الوطنية والهيئة التنفيذية واللجان العاملة وظل العمل مشلولاً في إطار المجلس ولم توجد أي وثائق تحدد مهام هذا المجلس وبالتالي لا تستطيع أن تحاسب أي شخص مقصراً في مهامه وقمنا بعدة محاولات لإصلاح هذا الوضع والدعوة إلى عقد مؤتمر واصطدمت تلك الجهود بتعنت وعدم جدية أعضاء المجلس الأعلى للحراك وفي الأخير تمت إضافات للمجلس الأعلى رؤساء المحافظات ونوابهم وتغيير الأمين العام ولكن لم يوجد أي نقلة نوعية في عمل المجلس مع أن النشاط في الميادين قائم بجهود مجالس الحراك في المديريات والمحافظات والشباب والآن جددت الدعوة لعقد المؤتمر مع الأسف بنفس الآلية والعقلية مع أن المؤتمر المطلوب يجب أن يشمل كل القوى). وحذر طماح مما وصفه بـ(العمل الانفرادي) الذي قال بأنه يؤدي إلى إضعاف العمل المشترك, مخاطبا تلك القيادات بالقول (أقول لزملائي المناضلين أن يترفعوا إلى مستوى التحدي والمخاطر التي تحيك بثورة شعبنا الجنوبي المجيد, وعلينا جميعاً أن نقدم التنازلات لبعضنا وان نبتعد عن الذاتية وان نختار من الكفاءات التي تدفع بالعملية النضالية إلى الإمام). وفي ذات السياق أعلن قطاع المرأة بالمجلس الأعلى للحراك واتحاد نساء الجنوب بمحافظة عدن بأن لا علاقة لهما بأي اجتماعات تعقد وبأي لجان يتم تشكيلها لتمثيل المرأة في المؤتمر. وقال بيان صادر عن قطاع المرأة بالمجلس الأعلى للحراك برئاسة الدكتورة نوال بن ثابت واتحاد نساء الجنوب برئاسة نهلة طرموم- حصلت (أخبار اليوم) على نسخة منه -أن تشكيل أي لجان ووضع أي أسماء ما هو إلا عمل فردي لا يمثل قطاع المرأة ولا يمثل اتحاد نساء الجنوب في عدن, مؤكدات بأن عدم مشاركتهن في تلك الاجتماعات إنما سببه غياب المعايير التنظيمية للعمل المؤسسي الهادف.
المصدر:أخبار اليوم