مخاوف من اتساع المواجهات باليمن
تسارعت تطورات المشهد السياسي والأمني في اليمن منذ إعلان وزارة الدفاع قبل يومين استعادة السيطرة بالكامل على مدينة عزان بمحافظة شبوة جنوب البلاد، أحد أهم معاقل تنظيم القاعدة في جزيرة العرب.
وشهدت العاصمة صنعاء ومحافظات لحج ومأرب والبيضاء خلال اليومين الماضيين سلسلة هجمات متفرقة على رجال الأمن، أسفرت عن مقتل وجرح العشرات منهم، وسط مخاوف من اتساع غمار الحرب التي يشنها الجيش اليمني منذ أكثر من عشرة أيام ضد معاقل تنظيم القاعدة في محافظتي شبوة وأبين.
جبهات جديدة
وذكر شهود عيان في محافظة لحج أن عشرات من المسلحين الملثمين -يعتقد بانتمائهم إلى القاعدة- شوهدوا أمس الجمعة على متن دراجات نارية يجوبون شوارع مدينة الحوطة -عاصمة المحافظة- حاملين قذائف "آر بي جي".
وقال الكاتب والمحلل السياسي في لحج غالب السميعي للجزيرة نت إن طائرات أميركية بدون طيار شوهدت أيضاً وهي تحلق في سماء بلدة صغيرة تدعى "الحمراء" شرق المدينة.
وأشار إلى أن هناك مخاوف من قيام عناصر القاعدة بشن هجوم ضد الجيش اليمني والاستيلاء على مناطق جديدة ليتمركزوا فيها لاحقاً، بينما بدت تجمعات لعناصر مسلحة منهم بادية للعيان في المزارع المحيطة بالمدينة مستغلين حالة الضعف والغياب الأمني الواضح في المحافظة.
وأضاف السميعي قائلاً "يبدو أن عناصر القاعدة تحاول فتح جبهات قتال جديدة في لحج والبيضاء بعد أن تلقت ضربات موجعة من الجيش اليمني في كل من أبين وشبوة بهدف تشتيت قدرات الجيش في أكثر من جبهة لجرّه إلى حرب استنزاف في مناطق واسعة".
طرف ثالث
وبينما يضع محللون هذه التطورات في سياق توسع المواجهات الأمنية والعسكرية خلال المرحلة القادمة بين الجيش اليمني والقاعدة، يربط سياسيون بينها وبين انتصارات الجيش المتلاحقة في محافظتي شبوة وأبين، ولا يستبعد هؤلاء محاولة أطراف أخرى استغلال هذا الصراع.
ويرى المستشار السياسي لرئيس الوزراء اليمني علي الصراري أن عمليات القاعدة تتداخل في كثير من الأماكن مع بعض القوى، ولهذا "يمكن القول إن هناك بعض القوى تتخذ من القاعدة -التي هي الآن في حالة مواجهة مع الجيش اليمني- غطاء لنشاط مسلح تهدف من خلاله إلى تحقيق أهدافها".
وقال في حديث للجزيرة نت إن تنظيم القاعدة بعد تعرضه خلال المواجهة مع القوات المسلحة في أبين وشبوة لضربات قوية، "يحاول الآن أن يقوم بأعمال عشوائية في مناطق عديدة -خاصة في العاصمة صنعاء- والهدف منها إثبات أنه ما يزال موجوداً وقادراً على أن ينشط من جديد".
ولكن الحقيقة -كما يصفها الصراري- هي أن التنظيم لم يعد قادراً على التخطيط لعمليات كبيرة، وإنما يقوم بأعمال انتحارية لم تعد تحقق له أي نتائج، خصوصاً في ظل توجه الدولة اليمنية "الحازم" لاستمرار الحملة العسكرية في "ملاحقة الفلول الإرهابية حتى النهاية".
انتقال المواجهة
من جانبه، توقع الخبير العسكري والباحث في شؤون النزاعات المسلحة في اليمن علي محمد الذهب أن تشهد الأيام القادمة انتقالاً في المواجهة مع القاعدة إلى المدن التي لم تصلها الحملة العسكرية، وخاصة تلك التي لا يزال يسيطر فيها التنظيم على بعض مناطقها كالبيضاء ومأرب ولحج وحضرموت.
وقال في حديث للجزيرة نت إن المعركة مع القاعدة لم تنته بعد، كونها اقتصرت على معقلين مهمين للقاعدة في شبوة وأبين ولم تركز بعد على بقية المناطق التي وصفها بأنها حاضن رئيسي للتنظيم، وذات أهمية وعمق إستراتيجي كبيرين.
وأكد أنه لا يجوز القطع بأن المعركة الحالية مع القاعدة قد حسمها الجيش اليمني في غضون عشرة أيام بتحرير منطقتي عزان والمحفد في شبوة وأبين، وإنما قد تتطور المواجهة الأمنية والعسكرية لتشمل مدناً يمنية أخرى يكون للقاعدة وجود قوي بها.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها