غرام المجندات اليهوديات بشبان عرب ” يقلق إسرائيل
“الحديث يدور عن ظاهرة حقيقية، نتحدث عن مجندات إسرائيليات في الجيش تربطهن علاقات رومانسية مع عرب” ، جملة حملتها رسالة عاجلة إلى رئيس هيئة الأركان في جيش الاحتلال الإسرائيلي “بيني غانتس” من منظمة “لهفا” الإسرائيلية المختصة بتقليص ما تسمى الفجوات الرقمية في المجتمع الإسرائيلي.
لم تكن هذه الرسالة هي الأولى التي تكشف عن مخاوف دولة الاحتلال من العلاقات الرومانسية لليهوديات مع العرب، فقد سبق وأن وقعت عريضة من قبل 30 من زوجات الحاخامات اليهود تتضمن دعوة الفتيات اليهوديات إلى عدم مواعدة أو الدخول في علاقة عاطفية مع شبان عرب ، ونالت المحاكم الإسرائيلية في السابق من اليهودية طالي فحيمة التي ربطتها علاقة عاطفية مع قائد كتائب الأقصى زكريا الزبيدي .
ولا تتواني وسائل الإعلام الإسرائيلية عن نقل قصص عشق اليهوديات للعرب، فقبل فترة وقعت مجندة إسرائيلية في حب أحد العمال الفلسطينيين، وعلى الفور قامت شرطة الاحتلال العسكرية بمداهمة منزل المجندة المغرومة واستدعتها للتحقيق، كما اشتهرت قبل نحو عام قصة مجندة يهودية من عسقلان وقعت في حب شاب فلسطيني من بيت ساحور وهربت لتعيش معه إلا أن الجيش الإسرائيلي طلب من السلطة الفلسطينية إعادة تسليمها فورا وسُلِمت.
وتقول مصادر إسرائيلية أنه هناك العديد من الحالات من قبل عشرات الفتيات والنساء اللواتي تربطهن علاقات عاطفية مع عرب.
العلاقات انتهاك خطير
المدير التنفيذي لهفا بنتسي جوفشتين
وبالعودة إلى رسالة منظمة “لهفا”، اعتبرت تلك العلاقات انتهاكًا خطيرًا للأوامر التي تتعلق بأمن “إسرائيل” ، ووفقاً للقناة الإسرائيلية فإنه جاء في فحوى الرسالة التي نقلها مدير المنظمة “نبتسي جوفشتين”: “نحن في المنظمة نحذر وبشدة من مخاطر الاندماج في أوساط الفتيات والنساء اليهوديات مع ممن ليسوا يهوداً، وذلك من خلال الانخراط في التعليم والإعلام”.
وأشار المدير التنفيذي للمنظمة ”بنتسي جوفشتين” أن جزءًا كبيرًا من الفتيات اللاتي تربطهن علاقات رومانسية هن مجندات يخدمن في الخدمة النظامية في الجيش، وأن تلك العلاقات قائمة مع شباب من عرب 48، ومناطق الضفة الغربية، ومن أصحاب الهويات الإسرائيلية، إضافة إلى عرب من جميع أنحاء البلاد، وهو ما يشكل الخطر المحدق على الجيش الإسرائيلي.
وتابع “جوفشتين” :”إن الخطر لا يكمن في الحديث عما يجري في القواعد العسكرية السرية فقط، وإنما يصل الأمر إلى أبعد من ذلك، وذلك عندما تكون المجندة في جلسة جماعية مع شريكها العربي برفقة أصدقائه ويجري الحديث عما يجري في مناطق التدريب وغيرها التابعة للجيش، والتي يمكن أن تؤدي لوقوع حوادث أمنية صعبة”.
ريضة مقاطعة
وقعت سابقًا “عريضة مقاطعة” من قبل 30 من زوجات الحاخامات اليهود ، تتضمن دعوة الفتيات اليهوديات إلى عدم مواعدة أو الدخول في علاقة عاطفية مع شبان عرب.
وجاء في رسالة زوجات الحاخامات، التي نشرتها عدة مواقع إلكترونية، أن الشبان العرب يحاولون استمالة الفتيات اليهوديات من خلال الظهور كشخص “مهذب”، ويتصرفون كأنهم “في الحقيقة يهتمون لأمرك”، وقالت الرسالة إن ذلك “ليس إلا مجرد خدعة كاذبة.”
كما أشارت العريضة، في معرض تحذيراتها للفتيات اليهوديات، إلى “حيلة” أخرى قد يلجأ إليها الشبان العرب لخداعهنَّ، منها أن بعضهم قد يقومون بإطلاق أسماء عبرية على أنفسهم، مثل يوسي وآمي، بهدف التقرب من الفتيات اليهوديات.
وتابعت عريضة “مقاطعة العرب”، خطابها: “كل هذه التصرفات مؤقتة، فبمجرد أن تسقطنَ في قبضتهم، أو في قريتهم تحت تصرفهم، كل شيء يصبح مختلفاً، بإمكانكنَّ أن تسألنَ العشرات من الفتيات اللاتي كنَّ هناك، سوف يخبرنكنَّ بأن كل ذلك كان مجرد تمثيل.”
ومن بين زوجات الحاخامات اللاتي وقعنَّ على الرسالة، نيتزيا يوسف، زوجة ابن الحاخام عوفاديا يوسف، الزعيم الروحي لحزب “شاس” المتطرف، وإيستر ليور، زوجة الحاخام اليميني المتشدد دوف ليور.
يستهدفون العشاق
مستوطنون في باحة الأقصى
تحت عنوان “يهود يستهدفون العشاق من العرب واليهوديات” ، كشفت صحيفة “التايمز” البريطانية قبل فترة عن استهداف بعض المتعصبين اليهود للعرب الذين يصادقون اليهوديات بمستوطنات القدس الشرقية لمنع أي علاقة بينهم.
وذكرت “التايمز” قيام مجموعة من المتعصبين اليهود بالتجول بعد العاشرة ليلًا في سيارات صغيرة في شوارع مستوطنة “بيزكات زائيف” في ضواحي القدس الشرقية للبحث عن العرب الذين يصادقون يهوديات، و منعهم من ذلك.
وقال أحد اليهود المشاركين في الحملة للصحيفة :”عندما تختلط بعض البنات بالعرب نحن نوقفهن ونشرح لهن لمَ يجب أن يبقى العرب عربًا واليهود يهودًا”، ويضيف ديفيد :”المشكلة هي دائما بين يهوديات وعرب، العربي يأتي ويتودد لهن بشراء الهدايا وتدليلهن بالسلوك الناعم اللطيف، وهن يستجبن بدون وعى لما يفعلن”.
وذكرت الصحيفة أن من تقوم بهذا مجموعة لها عدة أسماء مثل “النار من أجل اليهودية”، مكونة من 45 رجلا، ومدعومة ماليا من تبرعات خاصة، تحت شعار “محاربة الوباء المتزايد” المتمثل باختلاط اليهوديات بالرجال العرب ومصادقتهم على حد وصفهم.
التخوف الأمني
مجندات في الأقصى
تعتبر دولة الاحتلال الإسرائيلي هذه العلاقات خطيرة بشكل خاص، ليس فقط من الناحية الأخلاقية والعرقية بل إن هذا الاندماج يمكن يشكل خطرًا من خلال تسريب المعلومات الأمنية والسرية والحساسة من قبل تلك المجندات، الأمر الذي سيؤدي في نهاية المطاف إلى خروقات أمنية صعبة.
يقول الخبير في الشأن الإسرائيلي صالح النعامي لـ”ساسة بوست” أن التخوف الأمني من تسريب الأسرار الأمنية سبب أول عند دولة الاحتلال لرفض هذه العلاقات، حيث يعتقدون أن دافع العلاقة لدى العرب هو من أجل الحصول على معلومات أمنية من المجندات، ويقول النعامي أنه لم تسجل سابقة واقعية لمثل هذا التخوف، عكس ما تقوم به الأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية من الحصول على معلومات جراء علاقات رومانسية لليهوديات مع عرب.
ويشير النعامي أيضًا إلى النظرة الدينية لهذه العلاقة من ناحية المتدينين اليهود كون العربي أجنبي بالنسبة لليهودية، ويرى النعامي أن التخوف الإسرائيلي جاء من باب توقع الأسوأ والأخطر حسب اعتبارهم وافتراضاتهم، وليس شرطًا أن يكون حقيقة واقعة
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها