الحراك الجنوبي يجدد رفضه مخرجات الحوار اليمني
جدد الحراك الجنوبي رفضه مخرجات الحوار الوطني في اليمن، وأكد تمسكه بمطالب الانفصال، الأمر الذي قد يزيد من التحديات أمام السلطة اليمنية ومساعيها الرامية إلى تنفيذ مخرجات الحوار بهدف احتواء دعوات الانفصال في الجنوب.
ونظم الحراك مساء أمس فعالية حاشدة في محافظة حضرموت (شرقي اليمن) بمناسبة “ذكرى إعلان الحرب على الجنوب”، وقال رئيس الدائرة الإعلامية بالمجلس الأعلى للحراك خالد الكثيري إن الهدف منها هو التعبير عن رفض تقسيم الجنوب إلى أقاليم بحسب ما جاء في مخرجات الحوار الذي قد حددنا موقفنا منه قبل انطلاقه، وعبرنا عن رفضنا ما تمخض عنه كونه لا يعني الجنوب في شيء”.
اتفاق على الأهداف
كما اعتبر أن المبادرات الدولية والإقليمية لحل الأزمة باليمن “لم تراعِ حق شعب الجنوب في الحرية والاستقلال، وإنما جاءت لتسوية الأزمة والصراع المحتدم بين أجنحة نظام صنعاء”.
وأكد الكثيري أن جميع فصائل الحراك “متفقة على تلك الأهداف العامة، وإن اختلفت في الوسائل والأساليب, كما إنها متفقة على إقامة الفعالية المركزية في حضرموت، وأن الفعالية التي أقيمت بعدن تعد تكميلية لفعالية حضرموت، والهدف منها مساعدة من لا يستطيعون الانتقال لحضرموت للاحتفاء والتعبير عن رأيهم”.
وكانت السلطات المحلية بمحافظة عدن منعت الحراك من إقامة فعالية كان ينوي تنظيمها في ساحة العروض بخورمكسر مساء أمس، الأمر الذي جعل الحراك يقيمها في مدينة المعلا، إلا أنها لم تكن بحجم الفعالية المركزية التي أقيمت بحضرموت.
وقال محافظ عدن وحيد علي رشيد إنه لم يكن هناك منع لأية فعالية للحراك، فقد سُمح له بإقامة فعاليته في المعلا وقبلها في القلعوة، وإنما كان الهدف من منع إقامة أية فعالية بساحة العروض هو تجنب استغلال المكان من عناصر “إرهابية” وفوضوية قد ترتكب جرائم أو تنفذ هجمات تودي بحياة المواطنين وتهدد أمن الوطن واستقراره, خاصة أن الساحة تقع بالقرب من مقار عدد من الوحدات الأمنية وكذا قنصليات دول شقيقة وصديقة ومكاتب منظمات أجنبية.
وأوضح رشيد للجزيرة نت أن اللجنة الأمنية بالمحافظة كانت طلبت من جميع القوى السياسية التنسيق معها قبل إقامة أية فعالية حتى لا يتم استغلالها بشكل سيئ من قبل عناصر خارجة عن القانون.
وأكد أنه لم تتخذ أية إجراءات قمعية أو منع بالقوة لإقامة أية فعالية، وحتى من حاولوا الوصول لساحة العروض وإثارة الفوضى تم التعامل معهم بحكمة ولم تسجل أية حوادث أمنية بهذا الشأن مطلقاً. أما موضوع العصيان أو ما يسمونه بالإضراب فهذا الأمر قد تجاوزته عدن منذ أشهر، فلم يعد أبناؤها يستجيبون لمثل تلك الدعوات.
عراقيل
ويرى محللون أن استمرار تمسك الحراك بمطالب الانفصال وتصعيده فعالياته يضع عراقيل جديدة أمام جهود الحكومة اليمنية الرامية إلى تنفيذ مخرجات الحوار.
وقال الكاتب والمحلل السياسي محمد علي محسن “إن استمرار الحراك في نفس خطابه السابق منذ سنوات يدل على وجود جمود فكري وعقم في الأدوات والوسائل، وأنه كان الأولى بالحراك أن يغير خطابه ونشاطاته بعد ما حدث من تغيير وثورة، فهناك أمور تغيرت، فعلي صالح الذي يحيي الحراك ذكرى إعلانه الحرب على الجنوب قد ترك السلطة، وهناك معطى جديد لا بد من التعامل معه”.
وأشار إلى أن احتفاء الحراك بمثل تلك الأحداث كان يجدي سابقاً وكان له رسالته، أما الآن فالسلطة التي أعلنت الحرب قد تغيرت، ومن المعيب أن الحراك اليوم يندد بذكرى إعلان الحرب، بينما صالح يقف حالياً في صف الحراك ويؤيد مطالبه.
…
عن الجزيرة نت
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها