من نحن | اتصل بنا | الأحد 28 أبريل 2024 10:32 مساءً
منذ 6 ساعات و 9 دقائق
التقى معالي وزير الشؤون الإجتماعية والعمل الدكتور محمد سعيد الزعوري بمكتبه صباح اليوم في العاصمة عدن بفريق من مؤسسة نهد التنموية ومعهد العمران للدراسات وبناء القدرات بمحافظة حضرموت. وجرى خلال اللقاء استعراض الدراسة التنموية لمحافظة أرخبيل سقطرى التي تم إعدادها بتمويل من
منذ 8 ساعات و 4 دقائق
قالت مصادر محلية ان العناصر التابعة لما يسمى بـ المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من لإمارات اقتحمت السبت، أحد المخابز الخيرية واختطفت أحد العاملين فيه، في العاصمة المؤقتة عدن جنوب البلاد. وذكرت
منذ يوم و 7 ساعات و دقيقتان
تفقد مديرعام الشؤون المالية والتجهيزات بمصلحة الأحوال المدنية في وزارة الداخلية الدكتور العميد فضل العبادي فرع مصلحة الأحوال المدنية والسجل المدني  فرع المهرة .واستمع العبادي من مدير فرع الأحوال المدنية بالمهرة المقدم  سالم كلشات عن طبيعة العمل في الفرع والعوائق
عدن 2022.. أزمات معيشية واغتيالات وانتهاكات وسلطة أمنية غير موحدة
محمية الحسوة في عدن.. من حديقة خلابة إلى مكب للنفايات ووكر للجريمة
2021 الحصاد المُر في عدن.. عام بلون الدّم وطعم الحنظل
20 حالة طلاق يوميا في عدن
مقالات
 
 
الجمعة 31 أغسطس 2012 11:48 مساءً

القاعدة وصالح والحوثي.. تحالف مثلث الشر

عباس الضالعي

بقاء الرئيس صالح في اليمن يعني أزمات متلاحقة وسببٌ مباشرٌ للفوضى وعامل طرد للاستقرار، وبقاء التدهور على كل الأصعدة..!!

يقف اليمن على منزلقات خطيرة خلال هذه المرحلة بسبب عدم الوصول إلى التغيير الشامل والخروج باليمن من ارث المرحلة السابقة والعهد السابق، والمشكلة الأمنية وعدم الاستقرار تأتي على رأس هذه المنزلقات، وثورة التغيير التي اندلعت في فبراير 2011م كانت تهدف إلى إقامة دولة حديثة يحكمها القانون، والثورة اندلعت بسبب فشل السلطة في حل المشكلات التي تراكمت لأكثر من ثلاثة عقود ماجعل تلك السلطة تختلق مشاكل أكثر خطورة، ورأس النظام عمل على استحضار واستحداث الإرهاب كمخرج للهروب من مشكلاته الحقيقية ومواجهة معارضة الداخل، إضافة إلى توفير مبرر منطقي يبقيه على رأس السلطة وتوريثها من بعده..!

وكان للثورة الشبابية أن تنجح في القضاء على النظام السابق الذي سبّب لليمن البلاء لأكثر من ثلاثة عقود، وحال بينها وبين أن تنتصر الثورة؛ ظهور المبادرة الخليجية التي جاءت كمنقذ للنظام السابق ورئيسه وحاجز أمام التغيير الذي قامت لأجله الثورة، صحيح أنها عملت على الحد من المزيد من إراقة الدماء نسبيا لكنها لم تحقق لليمنيين التغيير الذي من اجله سالت دمائهم، ورغم أن المبادرة أخرجت صالح من الحكم لكنها أبقت عليه شريكا فاعلا وقويا في السلطة بصورة غير التي نصت عليه بنودها، ما أدى إلى خلق وضع جديد سياسي وامني من خلال استغلال الرئيس السابق نظرا "للبراءة وحسن الظن" التي وردت في نصوص المبادرة، الوضع الجديد يتمثل في توسع البؤر "الصالحية" التي تنتهج العنف وكان بعضها موجود وبعضها الآخر استحدث..

هاجس التوريث وضياع الحكم

الرئيس السابق صالح سعى جاهدا لتوريث ابنه احمد خلفا له في الحكم وخاصة منذ بداية الألفية الجديدة وهو يُسخِّر كل شيء في الدولة لأجل احمد، لكن أتت الرياح بما لا يشتهيه الأب والابن معا، اندلعت الثورة الشعبية في وجه الأب لاقتلاعة من السلطة ووقف قصة التوريث، مع هذا انتهت أحلام العائلة الوردية في توريث الجمهورية اليمنية لأحمد الصالح.

حكاية التوريث هي التي اختزلت اليمن في شخص احمد وهي السبب الذي دفع إلى تفاعل القوى السياسية للقيام بالثورة، إضافة إلى الأسباب الأخرى المتعلقة بفشل الحاكم في تسيير أمور البلاد وحل مشاكلها..

أكثر من هذا كان هاجس التوريث هو الذي سيطر على فكر وسلوك الرئيس السابق حين حصر قضايا اليمن وربطها بشخص ابنه احمد ووضع مستقبل اليمن بمستقبل احمد، وكأن احمد هذا هو الحل السحري، ومع وصول الرئيس السابق إلى مرحلة الفشل وتأكده بأن الفرصة تلاشت وضاعت، عمل جاهدا على إيجاد بدائل شيطانية لمقاومة التغيير وإهلاك اليمن من بعده، فهو الذي أنشأ الحوثي وعمل على تقويته بعد أن تم القضاء عليه حين كان يتمركز في جبل في احدى عزل مران بصعده، وهو الذي اوجد القاعدة بتنظيماتها المختلفة..!!

كل هذا من اجل الضغط على قوى الداخل المعارضة لحكمه والقوى الخارجية التي يضغط عليها بحجة مواجهة وتفكيك هذه المجموعات المسلحة، ولضبط عملية التنسيق مع هذه المجموعات وتحقيق الفائدة من وراء وجودها تم إنشاء جهاز الأمن القومي بدواعي مكافحتها.

هكذا يقول للخارج ويضحك على الداخل، لكن الحقيقة هو ان الامن القومي جهاز يعمل على السيطرة على حركة هذه الجماعات والتسريب لها بالعمليات التي يريد الرئيس صالح أن ترتكبها وتصورها وسائل الإعلام على أنها عمليات إرهابية، وقد تحقق له جزء كبير مما أراد له من دعم مالي وتجهيز وتدريب، واستطاع في لحظة خداع محلية وإقليمية ودولية أن يقنع العالم بأهمية هذا الجهاز بينما الجهاز لم يستطيع أن يحقق للأمن القومي اليمني أي شيء يذكر وهو الجهاز الأسوأ بين كل الأجهزة التي تخدم اليمن "مجازا" وتخدم العائلة "عمليا"، وكل اليمنيين ينظرون لهذا الجهاز بشماتة وتشاؤم.

تزامن مع إنشاء هذا الجهاز السيئ إنشاء قوات خاصة لمكافحة الإرهاب وقوات النخبة؛ وتتبعان الحرس الجمهوري "عائليا" والأمن المركزي، وتم تسخير إمكانيات مالية ومادية لهذه القوات وحصلت على دعم وتدريب خارجي أمريكي وغربي وتمويل خليجي، كل هذا تحت الضغط الذي كان صالح بارعا فيه من خلال العمليات الإرهابية التي كانت تحدث وتنفذ ضد مصالح أجنبية وسفارات غربية واختطاف ومحاولة اغتيال متكررة لأكثر من أجنبي دبلوماسي أو خبير نفطي وغيره.

استطاع صالح بدهائه وخداعه أن يقنع العالم بأنه مجند نفسه وعائلته لمكافحة الإرهاب، بينما هناك معلومات تشير إلى انه الذي "أوعز" لتنظيم القاعدة في السعودية بنقل مقر قيادته إلى اليمن وتم هذا بالفعل من اجل أن يتحكم ويضمن استمرارية التمويل المالي والعتاد العسكري من السعودية وأمريكا وبعض الدول الغربية، وقد رأينا كيف استفحل التنظيم واستطاع الوصول أكثر من مرة إلى شخص نائب وزير الداخلية السعودي الأمير محمد بن نايف بن عيد العزيز لمحاولة اغتياله وكذلك إرسال عمر الفاروق النيجيري الذي تم تجهيزه باليمن ليفجر الطائرة الأمريكية نورث اير لاين ليلة عيد الميلاد في 25 ديسمبر عام 2009م، ومن بعدها عملية الطرود المفخخة التي كانت معدة للتفجير في أمريكا وبريطانيا، كل هذا حدث دون أن يفعل جهاز الخوف العائلي أي شيء يذكر بسبب ضلوعه في الأمر دون علم القاعدة الذي يغرر بهم هذا الجهاز ويكون سببا في تجنيدهم والالتحاق بتنظيم القاعدة..

التوريث الذي سعى له صالح وعائلته بسببه ضاع منه الحكم والسلطة كرئيس لليمن، وضاع معه مستقبل الشبل احمد!! وفتح بارقة أمل لليمن الجديد الذي كاد أن يتحقق لكنه تعرقل!!.

صالح: الزعيم الثائر للانتقام!!

بعد ماصار صالح خارج الرئاسة "كرئيس" بفعل الثورة الشبابية الشعبية ودعم المبادرة الخليجية التي يرى صالح أنها السبب في تمكين معارضيه من إزاحته عن الكرسي لأنه كان يعمل على تجهيز القوات المسلحة والأمن لخوض جولة من القتل والفتك أسوةً بالقذافي وبشار مع إدراكه بالنتائج السلبية لكن أتت الرياح بما لا يشتهي، وقطع دابر المؤامرة وهي في مهدها حين أعلن اللواء علي محسن الأحمر قائد المنطقة الشمالية الغربية قائد الفرقة الأولى مدرع ومعه عدد من الألوية من مختلف السلاح اليمني انضمامهم وحمايتهم للثورة، إضافة إلى اصطفاف اغلب القبائل ومشائخها مع الثورة وتأييدا لموقف اللواء الأحمر، وتساقط رجالات صالح من عدد من الوزارات و المؤسسات الحكومية.

موقف اللواء الأحمر جعل صالح وفريقه يعيش في حالة من التخبط والتفكك وعدم القدرة على السيطرة على ماتبقى من الجيش..

موقف اللواء الأحمر منح الثورة القوة وخلق نوعا من التوازن المادي، بعدها شعر الرئيس السابق صالح أن "مملكته الجمهورية " إلى الزوال وهو ما حدث عمليا على ارض الواقع..

خروج صالح من السلطة شكل نهاية لدولة الفشل والفساد ونهاية للتفرد وحكم العائلة، هذا مايراه الثوار ضد حكمه، وبنظر صالح أنها كانت مؤامرة ضده وضد عائلته وعرشه دبرها الخليجيين والأمريكان وبعض الدول الأوربية الذين استغلوا الثورة ضده لأن صالح كان يستعد لحرق اليمن كما هو الحال في سوريا ومثل الذي جرى في ليبيا، وكل تحركاته الآن تؤكد انه يُجهز للرد على هذه المؤامرة وبالأدوات التي يمتلكها كحصص موزعة على كل الأطراف، الأطراف الداخلية ممثلة بالشعب واللواء علي محسن وآل الأحمر (الشيخ صادق وإخوانه) وقيادة المعارضة السياسية (أحزاب اللقاء المشترك) وشباب الثورة، والشخصيات التي ساهمت ودعمت الثورة وأنصارها، والأطراف الخارجية ممثلة بدول مجلس التعاون الخليجي وفي مقدمتها المملكة السعودية وقطر والولايات المتحدة وبعض الدول الأوربية مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا.

والرد على الأطراف الداخلية أو بعبارة مباشرة الانتقام سيكون موزعا على مستويات عديدة تتراوح بين الاغتيالات للشخصيات الحساسة والمؤثرة كاللواء الأحمر والشيخ صادق الأحمر وبعض إخوانه وشخصيات قيادية في اللقاء المشترك، والانتقام من شباب الثورة يأخذ أنواعا من الانتقام بعضه تصفية جسدية مباشرة وغير مباشرة والآخر يتمثل في الخطف والإخفاء والتعذيب وبحسب ما يُعرف عنه يمكن أن يقوم بإستحضار المشاكل العائلية والقرابية والثارات القبلية وكلها حين تتصادم تؤدي إلى نتيجة واحدة هي إما القتل أو الهروب أو الاختفاء، أما الانتقام من الشعب فقد بدأ بتنفيذه مبكرا وهو خلق الفوضى والانفلات الأمني والتقطعات على الطرقات فيما بين القبائل بعضها مع بعض وكذلك الإضرابات في أجهزة الدولة والتمرد على القرارات تحت ذرائع حقوق مالية وغيره، إضافة إلى قطع الخدمات مثل الكهرباء والمشتقات النفطية والغاز والنظافة والمياه والصحة وخلق فوضى أمنية في قطاع التعليم مثل ما حدث أثناء الاختبارات الوزارية هذا العام، إضافة إلى نشر الإشاعات ضد الحكومة ومهاجمتها ومحاصرة بعض مقراتها بواسطة بلاطجته الذي يحركهم بأمواله..

الوضع الذي نحن عليه في اليمن يؤكد عدم الاستقرار في كل المجالات، وهذه سياسة يتخذها ليظهر على الرأي العام وكأن الاستقرار والأمن مرهون بوجوده وانه خاصية ومنحه منه دون غيره، لأنه سبق وقال أن رحيله يعني الفوضى والحرب من طاقة إلى طاقة والانفصال واحتلال القاعدة لخمس محافظات، وبعض هذه نفذت كوعود عقابية كان يستعد لها وبعضها جاري العمل لتنفيذها حسب ما تتطلبه المرحلة التي يقررها هو وعائلته..!!

أما الانتقام من الأطراف الخارجية والتي ذكرناها سابقا فالأدوات جاهزة وعلى اهبة الاستعداد، وبعض من هذه قد خرج للعلن كرسائل وإشارات يرسلها لتلك الأطراف، ودول الخليج العربي وأمريكا والغرب تلتقي عند قواسم وهموم مشتركة مثل خطر الإرهاب وتنظيم القاعدة والخطر الإيراني وضرورة تأمين ممرات الملاحة لمرور النفط من الخليج إلى أوربا، هذه القضايا يعتبرها صالح وفريقه نقاط ضعف للأطراف الخارجية وسبق وتعامل معهم خلال العشر السنوات الأخيرة من العزف على هذا الوتر وعمل على تنميتها وحولها إلى هواجس قلق عند هذه الدول..

إيران في قبضة صالح

الرئيس صالح يمتلك ويتقن اللعب بتنظيم القاعدة وخاصة قاعدة جزيرة العرب التي يعود الفضل له في لملمة شتاتها من خلال التسهيلات التي قدمها لها بطريقة غير مباشرة، وهذا التنظيم هو الذي يعمل ضد المملكة السعودية وأمريكا والغربن وصالح له تجربة وخبرة في التعامل مع هذا التنظيم عن طريق سياسة المد والجزر، وهو الذي سينتقم من هذه الدول وخاصة السعودية وأمريكا بدرجة رئيسية وهو قادر على إرسال فرق من الانتحاريين والأحزمة الناسفة لتنفيذ عمليات في اليمن وفي البحر وعلى أراضي تلك الدول، وسيعمل على خطف واغتيال الدبلوماسيين والعاملين في اليمن من مواطني تلك الدول وقد بدأها باختطاف القنصل السعودي في عدن عبد الله الخالدي وهو الذي عرقل عملية الإفراج عنه وهي العملية التي تولى أمرها الرئيس هادي شخصيا، وستخضع هذه العمليات لطبيعة المرحة ومتطلبات الحاجة زمانا ومكانا مع اختلاف طبيعتها ودرجة دقتها.

من الأدوات التي يمتلكها صالح أيضا حركة الحوثيين في شمال الشمال والحراك المسلح في الجنوب "فصيل علي سالم البيض" والممول من إيران وحزب الله وبعض المؤسسات الخليجية التي تدين بالولاء لإيران، وكل المؤشرات والمعطيات التي بين أيدينا تؤكد أن صالح يعمل على تزعم هذه المجموعات وتمويلها بالمال والسلاح والتدريب والدعم اللوجستي في الاتصال والمعلومات، والطرفين هنا "الحوثي وحراك البيض" هم أعداء سابقين له وقد خاضا حروبا عسكرية ضد بعض، ولدعم هذه الحركات العنيفة اصدر الرئيس صالح توجيهات لأعضاء المؤتمر الشعبي العام بالعمل مع الحوثيين ودعم مواقفهم تحت ذريعة مقاومة حزب الإصلاح.

وكان للمؤتمر الشعبي وأعضاءه بصمة في الحفل السنوي بمناسبة يوم الغدير الذي يقيمه الحوثي في صعده وكان معظم المشاركين من المؤتمر الذين توافدوا من كل المحافظات، إضافة إلى مؤتمر العلماء الذي عقده الحوثي في 10-11 رمضان غالبية العلماء هم من الموالين لصالح، كما أن صالح يجري اتصالات وتنسيقات شخصية بينه وبين الحوثي، وبين جماعة الحوثي والمؤتمر الشعبي توجت بمنح الحوثيين حصص قيادية ضمن قوام الحرس الجمهوري والقوات والخاصة ومراكز قيادية في بعض المؤسسات ضمن حصة المؤتمر، وسيكون وجود العناصر الحوثية في المستقبل أكثر، فالحوثيين هم اليد التي سيضرب بها صالح الداخل ودول الجوار..

في الداخل سيعمل على إقلاق الأمن ونشر الفوضى وهذا ماحدث حين تم احتلال وزارة الداخلية ونهبها ومحاولة احتلال وزارة الدفاع كانت بعناصر حوثية وغطاء من أنصار صالح.

وبالنسبة للخارج سيرد الرئيس صالح على السعودية ودول الخليج بالانتقام منهم عن طريق الحوثي والعمل جاري على هذا المستوى من خلال مدهم بالأسلحة والمدربين من الحرس الجمهوري وفتح بعض المواقع لهم ومنحهم مواقع أخرى كان آخرها جزيرة حدودية بالقرب من السعودية وتقع تحت سيطرة الحرس الجمهوري وقد تم منحهم هذه الجزيرة التي تستقبل بعض الزوارق الإيرانية التي يرسلها الحرس الثوري الإيراني..

كل المعطيات تؤكد أن صالح يُعتبر اللاعب الأوفر حظا في التغلغل الإيراني في اليمن والخليج وسيسبق كثير من الحركات الشيعية لان خبرته العملية في بناء العلاقات كبيرة ولا نستطيع إنكارها أو تجاهلها مثل ما يفعل الإخوة في الخليج وخاصة المملكة السعودية فهم لا زالوا يقدمون له الدعم ويعتبرونه واحدا من حلفائهم.

وكما تجري الترتيبات لإقامة علاقة إستراتيجية مع الحوثي في الشمال اليمني يجري العمل بنفس الوتيرة وللأهداف ذاتها مع فصيل من الحراك الذي يتزعمه الرئيس علي سالم البيض الذي هو الآخر سلم مقاليد أموره لإيران وتحت رعاية حزب الله، وبالمناسبة حزب الله هو الذي يقوم بالترتيب والتنسيق مع المؤتمر الشعبي العام، وصالح هو من يعمل على تشجيع قادة الحراك المسلح للعودة إلى الداخل بعد أن حرمهم منها لأكثر من سبعة عشر عاما مضت، والخطر الذي يمثله الحراك المسلح على الأمن اليمني الداخلي من خلال تقاربه مع تنظيم جزيرة العرب والتنظيمات الإسلامية التي تتخذ من بعض المحافظات الجنوبية منطلقا لها، وبهذا تزداد فاعلية التهديد الإقليمي وتهديد دول الجوار الخليجي ويتلاقى أنصار الشر كلهم تحت راية صالح لتحقيق هدفه بالانتقام من الأطراف الداخلية والخارجية التي عملت على خلعه من السلطة، وستتجمع قواهم بدعم إيراني ورعاية واشراف خاص من الرئيس صالح..

وهذا العمل يسخر له سفارات اليمن في الخارج التي لازالت خارج سيطرة الرئيس هادي وتعمل على تنفيذ توجيهات الرئيس السابق وتقدم له المعلومات والخدمات القنصلية، وآخر المعلومات تشير إلى أن التغلغل الحوثي في الحرس الجمهوري وصل إلى ما نسبته 60% وهنا يبرز عامل الاختراق الإيراني للجيش اليمني، وقد ظهر الحوثي المدعوم من الصالح وإيران في آخر جمعة من رمضان لما يسمى بيوم القدس، اليوم الذي اختارته إيران، ظهر الحوثي كقوة لايستهان بها من خلال حشد أنصاره في كل المحافظات بينما في السابق كانت محصورة على صعده فقط..

صالح ضالة إيران في الخاصرة السعودية

إيران تعتبر صالح ضالتها في خاصرة الخليج وسفيرها الانتقامي الذي سيكون ربما أكثر فاعلية من حزب الله في جنوب لبنان، وصالح الذي يسعى لإقامة علاقة قوية مع حراك البيض المسلح لهدف تطويق الحكومة المركزية وإفشال الرئيس هادي وتشويه صورته ومكانته في المحافظات الجنوبية والشمالية على السواء، ويحظى الحراك بالدعم الإيراني ماليا وتجهيزا وتدريبا وقريبا سيتم فتح بوابات الحرس الجمهوري أمام الحراك المسلح تحت أي ذريعة من الذرائع.

وإيران التي سيتقلص نفوذها في المنطقة بعد نجاح الثورة السورية تسعى إلى إيجاد البدائل، واليمن أكثر المناطق تأهيلا لوجود الحوثي وصالح ومعه المؤتمر الشعبي العام والحراك المسلح، وخلال الفترة الماضية امتد نفوذ الحوثي إلى محافظات ومدن لاتربطها أي روابط مذهبية بحركة الحوثي ومذهبه الإيراني مثل محافظات تعز وعدن وحضرموت وإب، لكن بفضل التنسيق الذي قدمه المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه صالح وينفذ توجهاته الشخصية وليس برنامجه السياسي المعلن.

يجب ان تستعد السعودية وقبلها اليمن لمرحلة صراع جديدة بوادرها ماثلة أمامنا، ورغم كل هذا فالسعودية تتعامل مع صالح وبقاياه ونشاطه الجديد بنوع من اللا مبالاة وعدم حسم الأمور، والسعودية بسياستها الحالية تخذل الجهات التي تقف بجانبها سواءً مؤسسات رسمية أو أهلية أو شخصيات، ولاتعمل على خلق تكافؤ للفعل ورد الفعل مع ماتفعله إيران التي تدعم كل المؤسسات التي تنشط ضمن الأهداف الإيرانية وتوفر لها كل وسائل الدعم المطلوبة، وعلى النقيض مايحدث مع تلك المؤسسات التي تنشط لمقاومة المشروع الإيراني التوسعي، وسنرى في القريب العاجل مدى العلاقة بين الحرس الجمهوري اليمني والحرس الثوري الإيراني إن لم تكن هذه العلاقة موجودة فعلا اليوم، فصالح يعمل لتحقيق هدف واحد وهو الانتقام ومن اجله سيتعاون مع الشيطان ذاته.

صالح : "آمين" للسعودية و"حي على خير العمل لإيران"

الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي يغرد في السعودية ويعلن "آمين" لدغدغة مشاعر القيادة السياسية هناك ويقدم نفسه كصديق "ضميره مستتر" وتعامله قيادة المملكة كحليف وعنصر آمن، رغم أن بعض المراكز السعودية بدأت تستشعر خطره لكن يظل الأمر بعيدا حتى يصل هذا الاستشعار الى قناعة عند القيادة السعودية وباقي دول الخليج العربي..!!

صالح الذي يجيد اللعب مع الثعابين استطاع أن يدخل أو يتجاوب مع اللعب الإيراني ويقدم نفسه بمنهج آخر ليس كما يقول للسعودية آمين وتعني سمعا وطاعة أو حاضر، الأمر مختلف مع إيران التي يعلن لها "حي على خير العمل" وتعني العمل دون الشعارات والبروتوكولات، فالعلاقة المنظورة بين الطرفين لا تتطلب مزيد من ضياع الوقت للطرفين، فإيران التي تسعى للسيطرة على خط سير الملاحة البحرية وخاصة السيطرة على مضيق باب المندب التي تتواجد على ضفافه إيران ببوارجها وتوجد لها قواعد على الموانئ الاريترية وتمثل الشريان الحيوي لتقديم الدعم والعتاد للحوثي وصالح ومعهما الحراك المسلح، كما أن الإستراتيجية الإيرانية تسعى لتطويق اكبر قدر من المساحة والمنافذ الجغرافية لدول الخليج وخاصة السعودية للعمل على تقويضها من أكثر من موقع تحسبا لقيام الغرب بتنفيذ ضربة عسكرية على إيران.

صالح : غادر مخلوعا وعاد شريرا

الطريقة التي غادر بها الرئيس صالح للسلطة كانت عبارة عن طعنه غادرة وجهها له أصدقاؤه في الخليج، هكذا يعتبرها صالح، وعليها يتم تكييف سلوكه الجديد وحصره في دائرة رد الاعتبار لذاته الرئاسية وشخصيته كملك قبل ان يكون رئيس فهو كان يعتبر نفسه واحدا من ملوك وأمراء الخليج وقد تخلص من سنوات من كونه رئيس لدولة جمهورية، فقد غادر السلطة مخلوعا من الناحية الواقعية وهو يعرف هذا، لكن عودته وبقائه كشخص فاعل ومؤثر في الحياة السياسية اليمنية لم يكن على درجة متوافقة مع وضعه السابق كرئيس، فهو عاد للعمل من جديد لكن "كشرير" فالشر والحقد دافعان يُسيطران على مسار سلوكه اليومي ويسعى للانتقام بأي شكل وأي ثمن، وبقائه داخل اليمن هو من اجل الانتقام..

ويبقى صالح على رأس الأزمات المتلاحقة في اليمن وسبب مباشر للفوضى وعامل طرد للاستقرار، وبقاؤه يعني بقاء التدهور على كل الأصعدة..

الحل في المبادرة والمغادرة

مادام الحل الثوري في التغيير قد تعرقل وكان البديل هو المبادرة الخليجية كأفضل الخيارات المتاحة ولو بمرارة شديدة، يتوجب على رعاة المبادرة الإسراع في تنفيذ بنودها وفق جدول زمني دون أية مراهنات أخرى خارج نصوص المبادرة، المبادرة واحدة من الحلول المنظورة، ويتزامن مع تنفيذها قيام الرئيس هادي بإجراءات وتغييرات في القيادات العسكرية والأمنية والسلك الدبلوماسي والمدني مع ماتقتضيه المرحلة استنادا إلى صلاحياته الممنوحة له وفق الدستور والتأييد الشعبي والإقليمي والدولي، والإسراع بالبدء بهيكلة الجيش على أسس وطنية وإخراجه من الحالة الراهنة التي هو عليها الآن..

ومن الحلول للوضع القائم في اليمن حل المغادرة (مغادرة الرئيس السابق) للوطن وتغييبه عن المشهد ضرورة ملحة كواحدة من متطلبات الاستقرار، إضافة إلى البدء في الحوار الوطني المنتظر من اجل تحديد مسار المستقبل، وضرورة العمل على الحد من التوسع الإيراني في الداخل اليمني وهذا يتطلب تضافر الجهود اليمنية والخليجية والدولية لوقف هذا التوسع الذي سيصاب به الإخوة الجيران قبل غيرهم.

وعلى الحكومة ان تقدم حلولا للخدمات المعطلة والركيكة وتقدم حلولا عملية للبطالة ومستوى تدني الأجور للعاملين في القطاع الحكومي والمختلط وترفع من سقف خدماتها بتطوير الأدوات وتغيير الآليات العقيمة، مع ضرورة إخضاع أجهزة الاستخبارات (الأمن القومي والسياسي والاستخبارات العسكرية) لسلطة الرئيس هادي وتعمل بأجندة وطنية مع أهمية دخول الرئيس هادي لدار الرئاسة باعتباره رمز الحكم والسلطة لان بقاءه خارجه يبقيه ضعيفا ومهزوزا ولا داعي للزهد في القصور اذ يمكن توفير هذا الزهد للمال العام..!!

ويجب على الحكومة أن تخلق مصادر للدخل القومي لدعم الميزانية والا تراهن على الدعم الدولي الموعود كالسراب من خلال تفعيل الأجهزة الرقابية والعدلية للحد من الفساد الحكومي الذي يطال المال العام، وتعمل على تهيئة الأجواء وتحسين البنية التحتية لجلب الاستثمارات وإنعاش السياحة والصيد البحري..

كل هذه متطلبات سريعة ليمن مابعد صالح والخروج باليمن إلى بر الأمان على مختلف الجوانب..

 

الأكثر قراءة
مقالات الرأي
  قبل تسع سنوات، هبت عدن ثائرةً ضدّ الظلم، رافضةً قيود الطغيان، رافعةً راية الكرامة حيث كان 27 رمضان، يومٌ
  ليلة السابع والعشرين من رمضان من العام 2015 كانت مدينة عدن على موعد مع القدر المحتوم والتحرير الناجز حيث
في ظل الصراع على السلطة في اليمن، وتقاطع المصالح الدولية والإقليمية، يتم تغييب المصالح العليا للبلد،
بتعيين الدكتور شايع الزنداني وزيراً للخارجية، تكون جميع الوزارات السيادية كلها في أيدي أبناء الجنوب العزيز،
ارى ان الحلقه المفقوده لدى المكونات الحضرمية وفي المحافظات الشرقية. انها لم تتجرأ في رؤيتها السياسية
  ‏التقيت بهذا الرجل في زيارتي الأخيرة الى الرياض وكان لقاءنا الأول حيث لم يسبق لي ان التقيته من قبل ، وقد
يقدر روبرت ماكنمارا أن ما يقارب (160) مليون انسان قد قتلوا في الحروب خلال القرن العشرين السابق، وبهذه يكون
تعد الصناعة النفطية من اهم الصناعات في تعزيز اقتصادات الدول نظرا لضخامة العائد المادي لهذه الصناعة ولكثرة
إنَّ دعوة الإنتقالي لمليونية من أجل حماية النخبة الحضرمية تحمل في مضمونها متناقضاتٍ .. ؟! :- فإن كانوا يقصدون
ما نراه من حراك أجتماعي وسياسي وأحتجاجات جماهيرية ومبادرات لتأسيس كيانات مدنية وقبلية في أجزاء مختلفة من شرق
اتبعنا على فيسبوك