شاهد مجسم لمواقع المسلحين الحوثيين كيف تفرض حصارا خانقا حول مدينة عمران
أدى فشل الوساطات وجهود اللجنة الرئاسية في نزع فتيل التوتر وتطبيع الأوضاع في محافظة عمران الى نزوح عدد كبير من سكان المدينة الواقعة شمال العاصمة صنعاء .
وتعيش مدينة عمران حالةً من التوتر والترقب لأي حرب قد تندلع في أي لحظة مع جماعة الحوثيين، التي تحاول إحكام الحصار على المدينة منذ عدة أسابيع وأصبح التصعيد الذي تشهده مثار قلق لأبناء المحافظة.
وبحسب مصادر محلية، فقد عزز الحوثيون معسكرات يخيم فيها عشرات المسلحين في ضواحي مدينة عمران، استعدادا لاقتحامها، حيث يبنون المتاريس في منطقة «قهال»، ومنطقة «المأخذ»، فيما يتمركز رجال القبائل في عدد من الجبال المحيطة بالمدينة.
وقام الجيش بتعزيز قواته في جميع مداخل المدينة، استعداداً لأي هجوم قد يشنه الحوثيون على المدينة، التي يسعون للسيطرة عليها، بعد سيطرتهم على معظم مديريات المحافظة.
وأنشأ المسلحون الحوثيون عدداً من المعسكرات في مداخل المدينة وعلى رأسها مخيم مسلح في المدخل الشمالي للمدينة، في منطقة الضبر، ومعسكراً آخر في المدخل الشرقي للمدينة في منطقة قهال، بالإضافة إلى تمركزهم في المدخل الغربي للمدينة في منطقة قارن، التي شهدت مواجهات بين مئات المسلحين الحوثيين وقوات الجيش، الأسبوع الماضي، ما أدى إلى سقوط 9 قتلى، واختطاف طقمين عسكريين مع عددٍ من الجنود، سلمها الحوثيون للجنة الرئاسية في وقت لاحق.
كما يحتل المسلحون الحوثيون مقر جامعة عمران الجديدة في منطقة قهال، وفشلت عدة وساطات محلية منذ الأسبوع الماضي في إخراجهم من المنطقة، وقالت مصادر محلية أن الحوثيين قاموا باستحداث متارس في المنطقة، وأن رجال القبائل قاموا بالتمركز في جبال المنطقة استعدادا لأي مواجهة محتملة.
وبالإضافة إلى الحصار الذي يفرضه الحوثيون على مدينة عمران، يسيطرون على معظم مناطق المحافظة، حيث يتمركزون في مديرية حرف في ان، ويسيطرون على المناطق الشمالية من المحافظة، بالإضافة إلى سيطرتهم على المناطق الواقعة في وسط المحافظة، ومنها مناطق: خيوان، وحوث، وخمر، وبني صريم، كما يسيطرون على عددٍ من المناطق في غرب المحافظة، وشرقها، ويتمركزون في منطقة ثلا، الواقعة على الحدود الإدارية بين محافظة عمران ومديرية همدان، التي خاضوا معارك عنيفة مع أبناء القبائل فيها الشهر الماضي.
ويحاول الحوثيون فرض حصار محكم على عاصمة المحافظة، التي يتمركز فيها اللواء 310، بقيادة العميد حميد القشيبي، الذي يتخذون من مطالبتهم بتغييره وبتغيير محافظ المحافظة ذريعة للحصار الذي يفرضونه على المدينة، التي تعتبر المكان الوحيد الذي لم يخضع لسيطرة الحوثيين في المحافظة.
وأحكم الحوثيون سيطرتهم، مؤخراً، على طريق صعدة - حجة، في منطقة قارن، وعلى طريق صنعاء - عمران، في منطقة سحب، ومنطقة قهال.
ويتوافد المسلحون الحوثيون من مناطق حجور والمحابشة والشرفين في محافظة حجة، وينتشرون في عددٍ من المناطق في ضواحي مدينة عمران، ومنها منطقة الأشمور، ولديهم نقاط مسلحة في منطقة قارن وقاعة، على بعد عشرة كيلو مترات غرب المدينة، ولديهم مخيّم مسلح في منطقة المأخذ، بالإضافة إلى انتشارهم بالقرب من مصنع إسمنت عمران.
وفي ظل فشل الجهود التي تبذلها اللجنة الرئاسية المكلفة بإنهاء التوتر في عمران، بدأت موجات نزوح من عدد من المناطق في المحافظة، تحسباً لاندلاع مواجهات تبدو وشيكة بين الجيش والحوثيين.
وقالت مصادر محلية إن عشرات الأسر نزحت من مناطق في عيال سريح، ومن جوار مصنع إسمنت عمران في ظل حشد لمسلحي الحوثي في المنطقة، مشيرة إلى أن هناك تعزيزات حوثية وصلت خلال الأيام الماضية إلى عدد من المناطق، في المدخل الشمالي للمدينة، والمدخل الغربي، استعداداً لاقتحام المدينة.
وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إغلاق مكتبها في عمران، بسبب توتر الأوضاع في المحافظة، ونقلت شبكة «سي إن إن» عن المتحدثة باسم اللجنة الدولية في صنعاء، ماري كلير فغالي، قولها إن اللجنة الدولية للصليب الأحمر تواجه صعوبات أمنية كثيرة، وأن الوضع يحمل تحدياتٍ بينها تصاعد التوتر، الذي دفع المنظمة إلى إغلاق مكتبها في مدينة عمران لأسباب أمنية، حد قولها.
وتقع محافظة عمران شمال العاصمة صنعاء، على بُعد 50 كيلومتراً تقريبا، وتحدها من الشمال محافظة صعدة، ومن الجنوب محافظة صنعاء، ومحافظتا حجة والمحويت من الغرب، ومحافظة الجوف من الشرق.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها