صحيفة أوروبية : هادي تحت ضغط شديد والحوثي يلعب على وتر التناقضات السياسية
قالت صحيفة «القدس العربي» إن الحوار الوطني لم يستطع التخفيف من تفاقم الوضع الأمني في شمال اليمن ووسطها وجنوبها، على وقع خلافات سياسية.
وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها ،أمس الخميس، بعنوان «اليمن بين مطرقة القاعدة وسندان الحوثيين» : «ففي الجنوب تنشط عناصر تنظيم ‘القاعدة’ التي سيطرت قبل عامين على عدد من المدن والبلدات في محافظة أبين، قبل أن يتم دحرها منها على يد قوات الجيش منتصف 2012».
وقد بث التنظيم مؤخراً شريطاً دعائياً ظهر فيه مجموعة من أخطر المطلوبين أمنياً، والهاربين من السجن المركزي في صنعاء أثناء عملية نفذها عناصر ‘القاعدة’ في صنعاء في شهر شباط/فبراير الماضي.
ويرى محللون أن ظهور القاعدة بهذا الحجم وبحضور زعيم التنظيم ناصر الوحيشي الذي خطب في أنصاره، وطلب منهم استهداف مصالح الولايات المتحدة التي سماها (حاملة الصليب)، يظهر مدى تحدي التنظيم للولايات المتحدة وللحكومة اليمنية بحشد عدد كبير ومهم من أنصاره في منطقة جبلية مكشوفة، كان من الممكن استهدافها من قبل الطائرات الأمريكية بدون طيار.
وبحسب الصحيفة فإن التنظيم يريد أن يوجه رسائل داخلية للحكومة اليمنية، كما هي للقبائل بأنه لا يزال قوة لا يمكن تجاوزها أثناء ترتيب الملفات اليمنية بعد الإطاحة بنظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح، كما أن هناك رسائل خارجية غير خافية من وراء بث الشريط.
وأكدت أن الحوثيين يستغلون الخلل الأمني في شمال اليمن لقضم المزيد من الأرض، وإخضاع العديد من القبائل لسيطرتهم، على الرغم من أنهم وقعوا على الحلول المقترحة من قبل لجنة صعدة بخصوص الحروب السابقة التي اندلعت بينهم وبين الجيش إبان فترة الرئيس السابق علي عبدالله صالح.
وقالت الصحيفة : «ولم يستغل الحوثيون المدعومون من إيران ـ حسب الحكومة اليمنية ـ الفراغ الأمني وحسب، بل لعبوا على وتر التناقضات السياسية والقبلية للتوسع والانتشار».
وأردفت : «فالخلافات بين فريقي حكومة الوفاق المشكلة من تكتلي: المؤتمر الشعبي العام واللقاء المشترك، تصب في صالحهم، كما أن الثارات القبلية التي أذكاها الحوثيون بين القبائل اليمنية، وخاصة قبائل حاشد القوية مكنتهم من ضرب هذه القبائل ببعضها ومن ثم إخضاعها لنفوذهم، وهي السياسة ذاتها التي ساروا عليها لإخضاع قبائل محافظة صعدة لسيطرتهم من قبل».
وأوضحت أن الحوثيين يستغلون كذلك عدم إتمام عملية هيكلة القوات المسلحة للعب على وتر التناقضات، مشيرة إلى أن قيادات عسكرية تبدي حماساً لوقف تقدمهم وترهيبهم للمواطنين اليمنيين، في حين تريد قيادات عسكرية أخرى التريث في الزج بالجيش في الصراعات الداخلية، حتى ولو لم يسلم الجيش نفسه من اعتداءات الحوثيين المتكررة على أفراده ونقاطه العسكرية.
وتابعت الصحيفة : «وتقول الأخبار القادمة من صنعاء إن الرئيس عبدربه منصور هادي يقع تحت ضغط شديد، فهو من جهة لا يريد أن يدخل الجيش في حرب جديدة ضد الحوثيين، في ظل وجود أكثر من بؤرة أمنية في البلاد، وهو من جهة يرى في تقدم الحوثيين تحدياً لسلطته بإيعاز أو تعاون من خصمه الرئيس السابق صالح».
ويرى الكثير من المراقبين للشأن اليمني أن قيام الحوثيين بتفجير الصراعات المختلفة هنا وهناك في اليمن، يأتي ضمن توجيهات خارجية إيرانية لزعزعة استقرار البلد، والانطلاق منه لزعزعة استقرار المنطقة.
وتشير الصحيفة إلى أن الخاسر الأكبر من الاضطرابات الأمنية في الجنوب والشمال هو المواطن اليمني الذي ساءت حالته المعيشية بشكل جعل منظمات إنسانية دولية تدق ناقوس الخطر إزاء تدهور الوضع الإنساني في البلاد، وتلك قصة أخرى.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها