بوادر مخيفة تنذر بتصدع جبهة الحراك: الجنوب..بين أذرع إيران وإخطبوط السعودية !(تغطية خاصة)
في ظل مايعانيه الجنوب من أزمات متوالية وحملات دعائية موجهة بغية تقويض القضية الجنوبية , ناهيك عن تباين وخلافات الزعامة الجنوبية والتي تعتبر حجر عثرة أمام تقدم القضية , جعلت المجتمع الدولي يتعلل بهذه الخلافات لتكون شماعة أمام أي طرح لما يعانيه شعب الجنوب في المحافل الدولية , ومع كل ما ذكر يبقى الحق الجنوبي قائما والقضية عادلة ومتحدثة عن نفسها بغض النظر عن أخطاء هذا الفصيل أو ذاك..ولذلك يبدو أن التجاذبات الإقليمية والدولية والبعد الاستراتيجي جغرافيا للجنوب جعل الجنوب محل تجاذبات لاستراتيجيات غير معلنة .. وبحسب مصادر حراكية أن بوادر ونذر مخيفة تنذر يتصدع الصف الجنوبي خاصة وان الزعيم الجنوبي باعوم مصاب بكثير من الأمراض وهو ماجعله مصادر الرأي من قبل آخرين فضلا عن الهالة الإعلامية الأخيرة والتي جعلت كثير من قيادات الحراك المحسوبة على الصف الأول تترصد أي عثرة أو خطاء يقع فيه باعوم حتى يسهل الانقضاض عليه..ناهيك المشروع السعودي السني والمشروع الإيراني الشيعي ودور قيادات جنوبية في فلك هذا المشروع أو ذاك.. لكن هناك ماهو اخطر من هذا وهي الأنانية ومرض حب الزعامة وتنفيذ أجندة خاصة في إطار تجاذبات داخلية لا شأن لها بالبعد الدولي ولا التحالفات المحيطة بالمنطقة وهو ما ظهر جليا من خلال اجتماع مجلس الحراك الأخير بالمكلا حيث انتفض بعض القيادات التي رأت نفسها قد أزيحت لتصدر بيان شبيه ببيان (دقت ساعة الصفر) ليس لسبب مقنع ولكن لشيء في نفس هذه القيادات العفنة وبحسب مصدر حراكي (كان التمثيل مقنعا نوعا ما لولا تدخلات الابن (فادي) في كل شيء والذي برز كقائد فعلي ورث المنصب كابرا عن كابر, ليجد معها المناوئين فرصة الانقضاض على باعوم وعلى بيانه والمجلس الأعلى ويسطروا الرد(العرمرم) في بيان مجهول ومبهم التوقيع حينها..
مسعر حرب لو كان معه رجال !!
ولابد من الإنصاف هنا وهو أن المعترضين على بيان مجلس الحراك أرادوا كلمة حق أريد بها باطل , فيحيى سعيد أو ما يسمى بالدكتور ينظر لبقية قيادات الحراك بالدونية معتبرا مستواه الأكاديمي فوق الجميع ويريد الوصول لقيادة الحراك بأي وسيلة كانت ولو على حساب تشضي الحراك وضياع القضية الجنوبية..والكل يتذكر هيئة يحيى سعيد التي كان يمثلها قبل انضمامه الطوعي لمجلس الحراك حيث لم يتعدى أنصاره الخمسين عضوا فعليين بغض النظر عن الأوراق والملازم التي يستطيع أي شخص أن يملاءها أسماء وتوقيعات فهذه الهيئة كانت في حكم الغائب المغييب لكنه أصر على إشهارها إعلاميا من خلال مقابلات كان يذهب هو بعينه إليها , مترجيا الصحفي فلان والصحفي علان بان يحاوروه تارة باسم دكتور جامعي وأخرى كقيادي حراكي وثالثة باسم رئيس الهيئة الوهمية المذكورة...وهل ينسى الحراكيون خلافه الشهير مع صلاح الشنفرى حول أحقية من يقود اجتماع مجلس الحراك بعدن أثناء غياب باعوم والذي انبرى وقتها مخاطبا الجميع (أنا لها) وكأنه في ساحة حرب وليس في اجتماع لتداول بعض المقترحات ليحتكم عندها القادة الحركيين المختلفين -طبعا- لقرعة العشرة الريال (الشهيرة) والتي جاءت من نصيب الدكتور آنف الذكر هذه المرة عندها اعترض الشنفرى معتبرا أن العملة التي أجريت فيها القرعة عملة الجمهورية العربية اليمنية المغتصبة للجنوب – حسب قوله - ليكون الشنفرى هو المدلل الآخر بنضال (البخت والنصيب) وشراء ولاءات الأنصار نكاية بالخصم اللدود شلال..
قيادات النعي المجاني !!
وبالعودة إلى البيان (البعبع) الذي أريد به تحطيم آمال وتطلعات الشارع الجنوبي الذي يصارع الأمرين بسبب تشققات الثورة الجنوبية التي ضحى من اجلها المئات واستشهد أيضا في سبيلها العشرات ليتفاجئ الشارع الجنوبي بأنهم بالإضافة لما يحصل يتم دفعهم إلى الشارع من قبل قادة يتسابقون لاستلام الحولات ورحلات الألف ميل في منتجعات شرم الشيخ وبيروت ..ليواجه الشارع الجنوبي الموت بصدور عارية وفي معركة غير متكافئة مع قوات أمن تقتل بدون أي حجة أو دليل ومع ذلك تتوارى هذه القيادات المتباينة والتي تعتبر قيادات (هلامية) مقارنة بالقضية اللي يحملونها . حيث تتصارع على الزعامة وقراءة البيانات في غرف مغلقة , بعيدة عن ساحات الموت في المنصورة أو غيرها من الساحات والمخيمات , لكنها سرعات ما تحضر في لمحة النظر وتأتي مسرعة الخطى عند كل مسيرة تشييع لتسرق الأضواء محاولة سحب البساط من تحت أقدام المناضلين الحقيقيين , حاملة معها ميكرفونات النعي المجاني في كل مرة..
قد يقول البعض إن ما نكتبه تحاملا واضحا على أي خطأ أو خلاف رأي يقع فيه الجنوبيين بينما غيرهم من القوى الثورية لثورة التغيير مثلا يصل خلافاتها عنان السماء لكن الاستثمار الإعلامي في النهاية هو نتاج ناجح لكل عمل سياسي تحرري وطبيعي جدا بروز عدد من الآراء حتى في إطار المكون الواحد وبحسب احد قيادات الحراك الذي قال نحن الجنوبيون داء أنفسنا ونحاول نشر أي هفوة لوسائل الإعلام وتسريبها بشكل علني ومقصود وبالتالي نوسع الشرخ أكثر وأكثر..
إخطبوط المملكة وحبائل الشيطان!!
ولكي نكون أكثر وضوحا فباعوم بعد عودته الأخيرة ظهر بصورة غير التي كان عليها قبل الاعتقال والسفر للعلاج وهو ما يؤكد ما ذهبت إليه بعض التحليلات من أن هناك سيناريوهات محتملة للجارة السعودية في الجنوب ومع باعوم بالتحديد خاصة إذا ماعلمنا الدور الذي تقوم به المملكة من خلال الجفري ورابطته والأصنج والعطاس وناصر وأخيرا باعوم والذي يعتبر صيدا باهضا وغالي الثمن مقارنة بما يمتلك من شعبية في الشارع الجنوبي وحضرموت بالذات والتي ترى السعودية فيه عصاها المستقبلي في الجنوب ...ويبقى هذا الاحتمال قريب من الحقيقة وليس الأقرب ومن يذهب لهذا الطرح يرى ذهاب البيض لطهران جرس إنذار بالنسبة للمملكة وهو ماجعل دبلوماسيتها تمسك - على الأقل - بنصف خيوط اللعبة حتى الآن ...
ووفق مصادر قريبة من القيادات الحراكية أن تجاذبات إقليمية (سنية/شيعية) بالحراك في ظل طموح سعودي إيراني بالجنوب تسيران في توافق غير معلن حتى الآن , وهو ما برز مؤخرا كجناحين يتستران خلف القضية الجنوبية متعللان بمحاولة إيجاد مصادر داعمة لشعب الجنوب وقضيته , وإيصال الصوت الجنوبي عبر هذه التيارات والاستفادة من حالات الاستقطابات المحيطة ليصب في صالح الجنوب وقضيته في النهاية , إلا أن شيئا من ذلك لم يحدث وربما تتطور الأمور وتتجه للتصعيد خاصة مع بروز أولاد باعوم على رأس المشهد الجنوبي بالإضافة لطرد بامعلم من اجتماع مجلس الحراك الأخير بالمكلا وغياب الفضلي والنوبة , وبروز شلال كقوة مستقلة مستمدة من البيض متجاوزا قيادة مجلس الحراك في الداخل, وتهميش قيادات أخرى محسوبة على مجلس الحراك والتي ربما قد تلجأ لتشكيلات أخرى نكاية من استبعادها بالإضافة إلى تكتلات شيابية مناهضة لفادي باعوم مبعدة هي الأخرى من التشكيلات الأخيرة رغم حضورها وزد على ذلك حراك أبين الذي لم يمثل في بعض لجان المكلا المذكور.
وبحسب مراقبين جنوبيين فأن المرحلة حساسة إن لم يتنبه لها الجنوبيون في ظل تسابق بعض الكوادر الجنوبية نحو الحوار ومحاولات قوى سياسية جنوبية توسيع هوة الخلاف لتعطيه بعدا آخر حيث يصعب معه الالتقاء مرة أخرى, ولذلك كان لابد من دعوة جنوبية صادقة لعقد مؤتمر جنوبي جنوبي عام تنطوي تحت رايته كل المكونات الثورية الجنوبية دون انتقى...