سياسيون اعتبروها سرقة لأنتصارات الجيش: زيارة السفير الاميريكي لأبين تثير الجدل
استغرب القيادي الناصري/ محمد مسعد الرداعي زيارة السفير الأميركي لمدينة زنجبار بمحافظة أبين بعد أيام من العملية الإرهابية التي اغتيل على أثرها الشهيد اللواء الركن/ سالم علي قطن ـ قائد المنطقة العسكرية الجنوبية.
واعتبر الأمين العام المساعد للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري في تصريح لـ"أخبار اليوم" زيارة السفير الأميركي "جيرالد فايرستاين" لأبين تأتي في سياق التدخلات السافرة له في اليمن، مشيراً إلى أن الأميركيين بدءوا بتدخلات سافرة في البلاد، منذ أن أصبح السفير الأميركي بصنعاء يرى من نفسه الآمر الناهي باليمن.
وأضاف الرداعي أن تدخلات السفير الأميركي تثير استيائهم كقيادات حزبية، حيث بدأ فايرستاين يتدخل في رعاية الحوار بشكل سافر دون مراعاة لمتطلبات البلاد وسيادتها.
وحمل الرداعي جميع الأطراف السياسية اليمنية بدءاً من رئيس الجمهورية وصولاً إلى الأحزاب السياسية ورئيس الوزراء وحكومة الوفاق ـ حمل الجميع مسؤولية التدخلات السافرة للسفير الأميركي.
وأكد الرداعي أن هذه الزيارات التي قام بها السفير/ جيرالد فاير ستاين لأبين، تمثل إخلالاً بسيادة اليمن بشكل سافر، وأنه من المفترض على القيادة السياسية في البلاد والقوى السياسية أن يكون لها موقف حيال هذه الزيارة، كونه سفيراً لا يحق له زيارة منطقة مضطربة في البلاد دون استئذان وتوضيح وتحديد أغراض هذه الزيارة، خصوصاً في ظل اتهامات تشير إلى أن الطائرات الأميركية هي التي تقصف المدنيين، مستغرباً القبول بزيارة السفير الأميركي لأبين التي تؤكد هذه الاتهامات.
واعتبر الرداعي زيارة السفير الأميركي لزنجبار وجعار تقف ضد أداء حكومة الوفاق ونكراناً لدورالجيش وما تقوم به الوحدات العسكرية اليمنية في محاربة القاعد بأبين.
وحول مصدر الثقة التي جعلت السفير الأميركي يزور مناطق مضطربة بأبين دون الخشية على حياته، ولاسيما في ظل تزايد العمليات الإنتحارية التي طالت آخرها اللواء قطن.. أوضح الرداعي أن مصدر ثقة فايرستاين في الزيارة قد تكون الأوراق التي تلعب باليمن لها دور في ذلك.. متسائلاً: إذا كانت القاعدة استهدفت أفضل القيادات العسكرية كيف يقدم السفير الأميركي على هذه الزيارة لأبين بهذه البساطة؟.
ولفت القيادي الناصري إلى أن هذه التدخلات السافرة للسفير الأميركي سوف تستمر حتى تتحمل القوى السياسية في البلاد مسؤوليتها تجاه اليمن والحفاظ على سيادة الوطن ومعالجة خلافاتنا دون تدخلات الخارج بهذا الشكل.. حيث لا كرامة لشعب لا يحافظ على سيادة بلده ـ حسب تعبيره.
إلى ذلك أكد مراقبون سياسيون أن زيارة السفير الأميركي إلى أبين تمثل دعماً كبيراً لتنظيم القاعدة وتأكيداً لمزاعم القاعدة بأنها تحارب أميركا وأن من يحاربها هي أميركا.
وكان مدير الوكالة الأميركية للتنمية والسفير الأميركي في صنعاء جيرالد فايرستاين قاما صباح أمس الخميس بزيارة إلى مدينتي زنجبار وجعار التي تمكن الجيش اليمني في وقت سابق من استعادتهما من قبضة تنظيم القاعدة.
وأضافت المصادر أن المسؤولين الأميركيين وصلا إلى المدينتين الواقعتين في محافظة أبين تحت حراسة أمنية مشددة وقاما بتفقد الأوضاع هناك ولقاء ممثلين عن منظمات تعمل في المحافظة.
وكان مدير الوكالة الأميركية راجيف شاه الذي وصل الأربعاء إلى صنعاء والتقى بالرئيس عبدربه منصور هادي ـ أعلن رفع المساعدات المدنية لليمن بمقدار 52 مليون دولار.. وقال إن جزءاً من المساعدات سيخصص لجهود إعادة البناء في أبين.
وتعد هذه أول زيارة لمسؤولين أميركيين إلى مناطق ملتهبة سيطر عليها تنظيم القاعدة لأكثر من عام.