قطر أول من دان الحادث الإرهابي في حضرموت (الأسباب)!
جريمة "بشعة"، بكل المقاييس في حق أفراد الأمن اليمنيين، يرتكبها أعداء الوطن وتجار الحروب، بعد استهدفهم لنقطة أمنية في محافظة حضرموت اليوم ونتج عنه استشهاد 20 جنديا.
لم تكن هذه هي الجريمة الأولى التي ترتكب في حق أفراد الأمن والجيش، فقد أصبحوا منتسبي المؤسستين العسكرية والأمنية، في مرمى نيران، الخارجين عن النظام والقانون، وزبانية الارهاب.
موقف وزير الداخلية، المعين حديثاً، وايقافه لعدداً من القادة الأمنيين، بمحافظة حضرموت، أعاد الأمل الى اليمنيين، في قدرة هذا الوزير القادم من ميادين الحرية والتغيير، في الحفاظ على ما تبقى من هيبة وكرامة للجندي اليمني.
الجديد في هذه الجريمة، هو مسارعة دولة قطر لادانة العملية، بعد ساعات فقط من حدوثها، الأمر الذي جعل الكثيرين يتسائلوا عن سبب تلك الإدانة التي تحدث لأول مرة.
ونقلت وكالة "قنا" الرسمية عن الخارجية القطرية قولها :" إن دولة قطر تستنكر وتشجب جميع أشكال العنف وتقف إلى جانب الحكومة اليمنية في مكافحة مثل هذه الهجمات الآثمة التي تستهدف المساس بأمن وسلامة اليمن الشقيق"، معبرة عن التعازي والمواساة للحكومة اليمنية ولأسر الضحايا الذين سقطوا في هذا العمل الإجرامي، وتمنياتها بالشفاء العاجل للمصابين.
وجددت دولة قطر في البيان دعوتها لكافة الأطراف اليمنية إلى الاضطلاع بالمسؤولية الملقاة على عاتقها والعمل من أجل تذليل جميع العقبات أمام تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني بمايكفل تعزيز وحدة وسلامة اليمن.
محلل: السبب هو حرصها على نجاح المرحلة الانتقالية في اليمن
المحلل السياسي، والخبير في شؤون النزاعات المسلحة، علي الذهب، رأى أن الأمر – أي ادانة قطر - له مراميه البعيدة والقريبة؛ إذ قد يكون لديها معلومات عمن يقف وراء هذه الواقعة أو دعم منفذيها بأي شكل من أشكال الدعم، حيث وهي عملية إجرامية كبيرة تستدعي التنديد بها من اي دولة كانت، شقيقة او صديقة، خاصة أنها حدثت في وقت حساس – حسب قوله -.
وقال الذهب في حديث خاص لـ"مأرب برس": أعتقد أن القاعدة عبر تنظيم أنصار الشريعة التابع لها، هو من نفذ العملية.. لكن من يدعم هذه الجماعة؟ ومن سلم لهم أبين في 2011م؟
وأضاف ":في هذا الظرف تبدو إدانة قطر، فعلا، ملفتة، لكن علينا أن نضع بإزاء ذلك، قرار مجلس الأمن 2140 الذي وضع اليمن تحت البند السابع، وأهمية الموقف القطري بالنسبة لعملية التغيير ومن يحاول إفشال مخرجات الحوار الوطني بمثل هذه الأعمال المخلة بالأمن".
واختتم الذهب تصريحه بالقول: "في الوقت ذاته، علينا أن نضع موقف المؤتمر الشعبي العام-جناح صالح، في الصورة، خاصة مع إعلان أحد قياداته سحب السفير اليمني من قطر، والتصعيد ضد جماعة التغيير أو جانب منها.... هذه مسألة أخرى يجب أن توضع بعين الاعتبار".
اتهامها بدعم الإرهاب وراء الإدانة
من جانبه أكد رئيس مركز أبعاد للدراسات الاستراتيجية، عبد السلام محمد، أن قطر عادة ما تدين كثير من أعمال العنف المسلحة والعمليات الإرهابية في مختلف دول العالم ،مستدركاً بالقول:لكن سرعة إدانتها للعملية الإرهابية التي استهدفت الجنود في حضرموت هي تأتي في سلسلة إدانات عاجلة لحكومة قطر لعمليات وقعت في دول الربيع .
وأشار الى أن حضور التنديد القطري، يأتي بعد اتهامات دول خليجية لقطر أنها تدعم العنف والإرهاب، وتدعم حركة التمرد الحوثية المسلحة في اليمن، وإثر هذه الاتهامات كان هناك قرارات للسعودية ومصر والإمارات والبحرين بسحب سفرائها من قطر.
وأوضح محمد في حديث خاص لـ"مأرب برس": إن قطر تسارع الآن لإدانة أعمال العنف والإرهاب بالذات في البلدان التي تم اتهامها بدعم جماعات مسلحة بالذات مصر واليمن، معتقداً أن هذه رسالة أن قطر مع حرصها على دعم الثورات والانتقال الديمقراطي والخيارات السلمية للشعوب إلا أنها لا تقبل بدعم حركات العنف المسلحة وهذا ما تشير إليه بيانات التنديد بالأعمال الإرهابية.
وأضاف :"وبالعودة لأرشيف إدانات قطر نجد ان خارجيتها حاضرة في إدانة اي عمليات إرهابية في دول العالم المختلف وليس الربيع العربي فحسب لكن الحضور السريع في بيانات الإدانة في اليمن ومصر وبقية دول الربيع العربي هو ما ميز أداء الخارجية القطرية كرد للاتهامات الموجهة إليها.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها