الذيفاني: التوسع الحوثي انقلاب على الإجماع السياسي ويخدم مشروع الهيمنة الدولية على اليمن
اعتبر المحلل السياسي الدكتور/ عبد الله الذيفاني، التوسع المسلح لجماعة الحوثي والذي وصل إلى مشارف العاصمة صنعاء، أعتبره يكشف عن حالة الضعف والوهن في القرار والغياب الحقيقي لمؤسسات الدولة..
وأكد الذيفاني ـ خلال تصريح لـ"أخبار اليوم" ـ أن الوساطات التي تلجأ إليها الرئاسة لا يمكن لها أن تحل محل الدولة أو تقوم بمهام الأجهزة التي تمنع أية انحراف أو خروج جماعة ما عن سلطة الدولة، ولفت إلى أن التوسع الحوثي يعطي رؤية واضحة تعبر عن الواقع الذي نعيشه اليوم والمستقبل الذي يتشكل وفق هذه اللوحة.
وقال إنه ينبغي عدم التعويل على مجلس الأمن الدولي في صد جماعة الحوثي بقدر أن نتسائل عن دور الأمن والجيش اليمني في مواجهة التوسع الحوثي الذي بات يهدد العاصمة صنعاء، مشيراً إلى أن مجلس الأمن الدولي له حساباته الخاصة.
وأفاد الذيفاني بأن التوسع المسلح للحوثي، يعد انقلاباً على الإجماع السياسي وعلى مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الذي تعلقت آمال الناس عليه وعكف المتحاورون لأكثر من ستة شهور للخروج برؤية موحدة..
واستغرب الذيفاني من تصريح المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بن عمر ـ والذي أكد فيه أنه سيبلغ مجلس الأمن بما تقوم به جماعة الحوثي من خروقات وأعمال عنف.. وتساءل الذيفاني مستغرباً هل مجلس الأمن لا يدري بأعمال الحوثي؟!
ونوه إلى أن الدول الكبرى لا يهمها أن يحدث استقرار في أي بلد عربي، ولا سيما في البلدان الضعيفة التي أصبحت أسواقاً مفتوحة للاستهلاك وللسلاح، لكن الذيفاني يرى أيضاً أن القوى الدولية ممكن تكون أكثر حرصاً على اليمن من اليمنيين أنفسهم.
ويصف ما تقوم به جماعة الحوثي من تدمير للمساجد والمرافق العامة والمنازل، بالأمر المفزع وعده جريمة نكراء، مؤكداً أن هذا التوسع الحوثي يخدم أجندات القوى الدولية لكي تفرض هيمنتها على اليمن بذريعة حماية الأمن والاستقرار الدوليين وهي الذريعة التي استخدمت في عدد من الدول ومنها العراق..
واستغرب الذيفاني ـ وهو رئيس المجلس الأهلي بمحافظة تعزـ من صمت القوى السياسية والنخب اليمينة إزاء التوسع الحوثي وقيامه بأعمال العنف، وقال: لماذا تظل القوى اليمنية تنتظر الممثل الدولي أو مجلس الأمن ليقول كلمته في هذه القضية، بينما هذه القوى اليمنية تتعاطى مع المسألة على استحياء وكأن الأمر لا يعنيهما مع أنها ستكون أول ضحية لهذا التحول إن حدث، حيث لا يمكن أن تكون هذه القوى مقبولة لدى المشروع الحوثي وعليهم أن يدركوا أن الخيار الأمثل لكل القوى هو الخيار السلمي والحوار وليس بالدبابة والمدفع..
واتهم القوى السياسية والاجتماعية اليمنية بالتواطؤ إزاء التوسع الحوثي..
وأضاف إن رئيس الجمهورية يبدو أنه لا يشعر أن لديه قوات مسلحة ممكن أن تحقق هيمنة الدولة وبسط نفوذها بسهولة، محذراً أن ما حدث في صعدة وعمران سيتكرر في مناطق أخرى لم تسقط بعد بيد الحوثي.
وأعرب عن خوفه من تحول التوسع الحوثي إلى حروب أهلية، منوهاً إلى أن مواجهة التوسع الحوثي هو دور الدولة وليس القبائل، مضيفاً: القبائل أصبحت حريصة على الدولة المدنية بينما الدولة ليست حريصة على الدولة المدنية التي أشغلت الناس بها في مؤتمر الحوار..
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها