الإنترنت والسياسة .. تغييرات وتبعات
ارتبطت "الإنترنت" في أذهان عدد كبير من العرب ممن يزيد عمرهم عن الأربعين بانتفاضات التغيير الشعبية التي أطاحت بحكومات ورؤساء في السنوات الأخيرة في دول ما يطلق عليه "الربيع العربي".
فقد استخدم شباب الاحتجاجات مواقع التواصل الاجتماعي لنشر أفكارهم وترتيب مظاهراتهم والتعبئة السياسية بشكل عام.
تلك واحدة من تأثيرات تطور الشبكة العنكبوتية الدولية (WWW) قبل ربع قرن، لكن تطور مواقع التواصل الاجتماعي مثل "فيسبوك" و"تويتر" في العقد الأخير كان له الدور الأكبر.
ربما يعود تأثير الإنترنت على السياسة إلى ما قبل ذلك العقد، لكنه كان تأثيرا مثل تأثير تلك الأداة الإلكترونية على بقية نشاطات البشر من أعمال وتعليم وغيره.
لكن تبعات استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في السياسة غيّرت كثيرا من شكل "التعبئة الجماهيرية" و"تشكيل الرأي العام، ولنأخذ موقع تويتر مثالا.
تويتر
حين انطلق موقع تويتر للتواصل الاجتماعي عام 2006، تعامل الناس معه على أنه ساحة للمشاهير للتواصل مع متابعيهم من المعجبين والمهتمين برسائل قصيرة بشأن ما يفعلون وما يشعرون.
لكن سرعان ما تحول الموقع إلى وسيلة للتواصل عبر الرسائل القصيرة بين الملايين حول العالم، ليصل عدد مستخدميه المسجلين عام 2012 إلى نصف مليار شخص، يرسلون 340 مليون تغريدة يوميا.
أمام هذه القدرة "التواصلية" الهائلة أصبحت كل المنافذ الإعلامية والمؤسسات والشركات والهيئات لها حسابات على تويتر تبث عليها أخبارها، وتستشف ردود الفعل عليها من التعليقات وتقيس الاهتمام بها من عدد المتابعات و"إعادة التغريد".
هكذا توفرت للسياسيين، من فيلا السلطة ومن يسعون إليها في حملات انتخابات، أداة فعالة جدا للتواصل مع الجمهور ـ ليس فقط بتوجيه الرسائل إليه، بل أيضا من أجل "جس نبض" ذلك الجمهور من التعليقات والردود.
ولا يكاد رئيس دولة أو حكومة أو وزير إلا وله حساب على تويتر دون أن يعني ذلك تحول السياسة إلى عملية "افتراضية" تتم في فضاء الشبكة العنكبوتية الدولية بل فقط للاستعاضة بالانترنت عن الندوات والمؤتمرات وورش العمل.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها