باحث يمني: عودة سالم البيض لن تؤثّر على الثورة
قلل باحث سياسي يمني من تأثير عودة علي سالم البيض، الرئيس السابق لليمن الجنوبي، من الخارج، ودعوته للجنوبيين باستمرار الاحتجاجات السلمية المطالبة بالانفصال عن الشمال.
وقال نبيل البكيري، رئيس مجلس إدارة مجلة مقاربات اليمنية، لمراسل وكالة "الأناضول" للأنباء إن عودة البيض "لن تكون مؤثرة بشكل كبير على المسار العام للثورة اليمنية (التي أطاحت بالرئيس علي عبد الله صالح)، وخاصة أن الرجل لم يعد يمتلك تلك الشعبية الجماهيرية الكبيرة التي تمكنه من تحريك الشارع الجنوبي خلال هذه المرحلة"، على حد قوله.
وأضاف البكيري أن الحراك الجنوبي "متعدد القيادات، وهي في حالة صراع مع بعضها، وأقرب إلى أن تكون زعامات صورية مرهونة بأجندات إقليمية، ولا تستند لأي شرعية سياسية سوى تاريخها السياسي السابق والذي هو اليوم مثار جدل كبير" حسب قوله. واعتبر البكيري أن إعلان العودة، في هذا الظرف "لا يخرج عن سياق التطورات السياسية الراهنة على المشهد السياسي اليمني عامة والجنوبي على وجه الخصوص، حيث هناك ترتيبات كثيرة لإيجاد رؤية جنوبية موحدة ستطرح بين يدي الحوار الوطني الجاري الإعداد له".
وكان البيض (73 عامًا)، والذي كان يعيش في لبنان وعدد من الدول منذ سنوات بعد خلافات عميقة مع الرئيس السابق، أعلن هذا الأسبوع عبر قناة "عدن لايف" الجنوبية اعتزامه العودة إلى البلاد بعد رحيل صالح عن الحكم، داعيًا إلى تصعيد الحركة الاحتجاجية الجنوبية السلمية للمطالبة بالانفصال عن الشمال.
وترأس البيض جنوب اليمن بين عامي 1986-1990 قبل أن يوقّع على اتفاق الوحدة ويتقاسم السلطة مع صالح لتأسيس الجمهورية اليمنية الموحدة، إلا أن اندلاع حرب أهلية في عام 1994 أطاح بالتوافق بين الاثنين، وأدى في النهاية لخروج البيض من البلاد.
وبالنسبة لقدرة الرئيس اليمني الحالي، عبد ربه منصور هادي، على مواجهة تهديدات مثل مطالب بعض الجنوبيين بالانفصال وجماعات الحوثيين وتنظيم القاعدة الناشط في البلاد، قال البكيري إن الرئيس "بيده الكثير لإحداث تغييرات جوهرية وكبيرة، ستساعده على مواجهة كل هذه المخاطر"، دون أن يوضّح هذه التغييرات.
واستدرك قائلا: "يجب عليه أن يدرك أنه أفضل رئيس يمني يحصل على إجماع شعبي محلي وتأييد إقليمي ودولي، وأن الجيش هو المفتاح الحقيقي لتعزيز الإرادة السياسية للرئيس، وبدون إعادة تشكيل جيش وطني حقيقي خاضع لسلطة الدولة وقانونها أعتقد أنه ستبقى الأمور كما هي، إن لم تتطور عكسيًا وتخرج عن إطار السيطرة".
المصدر:الأناضول