أوكرانيا: «حصار روسي» للقرم وبوتين يحذّر الغرب من تصعيد العنف ( تقرير )
تأزم الوضع في إقليم شبه جزيرة القرم، واتهمت قوات حرس الحدود الأوكرانية الأسطول الروسي بـ «فرض حصار» لعزل الإقليم، في وقت وسّع مسلحون يعتقد بأنهم جنود من الأسطول الروسي المرابط في مرفأ مدينة سيفاستوبول بالقرم، سيطرتهم إلى مدرج مطار المدينة العسكري، وأوقفوا حركة إقلاع الطائرات وهبوطها، في وقت أقام مسلحون آخرون حواجز تفتيش أمام مطار عاصمة الإقليم سيمفاروبول.
وفيما اتهمت أوكرانيا القوات الروسية بتنفيذ «اجتياح مسلح واحتلال»، وناشد برلمانها مجلس الأمن عقد جلسة لمناقشة الأزمة، نفت روسيا دخول قوات أسطولها أراضي القرم، فيما حذر رئيسها فلاديمير بوتين، في اتصالات هاتفية مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون والمستشارة الألمانية أنغيلا مركل ورئيس المجلس الأوروبي فان رومبوي، من عدم تصعيد العنف في أوكرانيا. في المقابل، طالب كامرون الرئيس الروسي باحترام سلامة أراضي أوكرانيا.
ولفتت دعوة الرئيس الأوكراني المعزول فيكتور يانوكوفيتش في مؤتمر صحافي عقده في روستوف اون دون جنوب روسيا، موسكو إلى التحرك «ليس عسكرياً بالضرورة»، مستغرباً «صمت» الرئيس الروسي بوتين عما يجري في أوكرانيا.
واتجهت الأنظار أمس إلى الوضع الميداني في القرم، بعد محاولة للاستيلاء على مطاري سيفاستوبول وسيمفاروبل الحيويين، وذلك
غداة اقتحام مسلحين مقري البرلمان والحكومة في القرم، وإطاحتهم الحكومة الإقليمية التي أبدت استعدادها للتعاون مع السلطات الجديدة في كييف، ثم عيّن برلمان الإقليم رجل الأعمال الروسي سيرغي أكسيونوف الذي يرأس حزب «الوحدة الروسية» رئيساً لوزراء الإقليم.
كما هاجم مسلحون آخرون نقطة تابعة لحرس الحدود في سيفاستوبول وحاولوا السيطرة عليها. وأفادت قيادة حرس الحدود في بيان، بأن «المسلحين ينتمون إلى الكتيبة 810 في أسطول البحر الأسود الروسي»، مشيرة إلى أن مفاوضات مع مسؤولين عسكريين روس أدت إلى انسحاب المجموعة من المركز وانتشارها على مسافة 25 متراً منه.
وزاد البيان أن «السفينة إيفانوفيتس التابعة للبحرية الروسية اقتربت من الشريط الساحلي وسدت الطريق البحري أمام سفن حرس الحدود الأوكرانية».
ونشر حرس الحدود الأوكراني صوراً لعشر مروحيات قال إنها «انتهكت أجواء أوكرانيا»، وأعلن أنه قدم مذكرة في هذا الشأن إلى قيادة الأسطول الروسي.
ووصف وزير الداخلية الأوكراني آرسين أفاكوف تحركات القوات الروسية بأنها «غزو عسكري». لكن الأسطول الروسي نفى تحرك قواته خارج قاعدة سيفاستوبول البحرية، مؤكداً أنها لم تشارك في محاولتي اقتحام المطارين. وزاد أن «الأسطول كثف إجراءات وحدات مكافحة الإرهاب بسبب الوضع غير المستقر».
وفي أول ظهور له منذ اختفائه قبل أسبوع، حمّل يانوكوفيتش الولايات المتحدة والأوروبيين مسؤولية تدهور الوضع في أوكرانيا، واعتبر أن السلطات الجديدة تشكلت من «فاشيين ومتطرفين»، وأن البرلمان الأوكراني «غير الشرعي أقرّ قوانين وضعت خارج البلاد بطريقة الترويع».
وأعلن أن الحل الوحيد للخروج من المأزق الحالي يتمثل في العودة إلى اتفاق 21 شباط (فبراير) الذي وقعه مع المعارضة في حضور ممثلين عن ألمانيا وفرنسا وبولندا وروسيا، لكنه اتهم الموقعين على الاتفاق بأنهم «خدعوه، على غرار الشعب الأوكراني، الذي أعتذر منه وأؤكد له شعوري بالخجل لأنني لم أنجح في الحفاظ على الاستقرار».
وعن الوضع في القرم، قال الرئيس المعزول إنه «رد فعل طبيعي، لأن مواطني الإقليم لا يريدون أن يحكمهم فاشيون ومجرمون».
وتجنب الرد على سؤال حول تخلي حزب «الأقاليم» عنه باعتباره «قاتلاً وخائناً»، ثم استدرك: «لا ألوم النواب الذين أجبروا على توقيع قرارات تحت تهديدات السلاح وحرق منازلهم وترويع عائلاتهم».
وبعد إعلان سويسرا والنمسا وليشتنشتاين تجميد أرصدة باسمه وباسم ابنه ألكسندر و18 مقرباً منه، قال يانوكوفيتش: «لا أملك حسابات في الخارج، وقصري تملكه جهة أجنبية ستكشف نفسها قريباً».
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها