مشاركون في ندوة نظمتها(خليج عدن)حول منجزات ثورة فبراير: الثورة مستمرة و ماضية في تحقيق أهدافها
قال المهندس خالد اللبود أن انتخابات الرئاسة في العام 2006م كسرت حاجز الخوف لدى الشارع اليمني، و أسقطت هيبة رأس النظام، مشيراً إلى دورها الرئيسي في إعداد الشارع لعملية التغيير وهيئت لاندلاع ثورة عارمة تنادي الخروج من عباء التفرد السلطوي.
و استعرض اللبود في ورقته المقدمة في ندوة (منجزات ثورة فبراير)، والتي نظمتها مؤسسة خليج عدن للإعلام، عصر أمس الأربعاء، ممارسات النظام السابق و الفشل المتلاحق على جميع الأصعدة، و الفساد المالي والإداري الذي استشرى بشكل غير مسبوق في كل مفاصل الدولة، و انتهاء بمحاولات تخليد الرئيس السابق مدى الحياة، و إعداد العدة لتوريث الحكم، لتصل البلاد إلى انسداد سياسي و تفرد في اتخاذ القرار، لافتاً إلى أن كل تلك المبررات شكلت دافعاً رئيسياً للشباب للدعوة للتغيير.
اللبود: انتخابات الرئاسة كسرت حاجز الخوف وهيئت الشارع لثورة عارمة
و أوضح اللبود أن الربيع العربي الذي بدأ في تونس وبعدها مصر، ترافقت لدعوات الشباب بالتظاهر رفضاً للتمديد والتوريث، وتبع ذلك هبة شعبية ضخمة كانت الأكبر في العاصمة قبل قيام الثورة الشبابية وكانت في 3 فبراير 2011.
و شهدت مدينة عدن مظاهرات هي الأكبر في تاريخها، فاجأت كل الحسابات السياسية، في تحرك عفوي للشارع يتصدره الشباب.
وتناول اللبود أعمال القمع التي لجأ لها النظام في قمع الثورة، لتقدم مدينة عدن أول شهيد لثورة الشباب الشهيد محمد علي شاعن، وتحول دمه إلى هتاف تصدح به كل الحناجر في ساحات وميادين اليمن، لتهز عرش الطغاة، معلنة أن الثورة واحدة، حيث تداعت كل ساحات الوطن منتصرة لدم شاعن.
و استعرض اللبود وسائل الفعل الثوري التي استخدمها الثوار إبان ثورة الشباب، ابتداءً في المسيرات و الاعتصامات و صولاً إلى العصيان المدني الشامل،
مشيراً إلى صمود الثوار في الساحات وحفاظهم على تأجج الثورة بالرغم من خروج رأس النظام من البلد واستمرت الثورة حتى بعد عودته الى البلاد وبعد توقيع المبادرة الخليجية في 23 نوفمبر2011 وكذا بعد الانتخابات الرئاسية المبكرة والتي اعلن فيها الشعب والشباب سقوط علي عبدالله صالح نهائيا,
الهدياني: ثورة 11 فبراير انتزعت القرار من القصر الجمهوري إلى الشارع الجماهيري
مضيفاً إلى استمرار الزخم الثوري الى ان بداء الحوار الوطني في 18 مارس 2011 ليعلن تحقيق اول اهداف الثورة الشبابية الشعبية متمثلا في وضع مسودة بناء الدولة المدنية اليمنية الحديثة.
من جهته قال عبدالرقيب الهدياني نائب رئيس مجلس الإدارة لمؤسسة 14 أكتوبر الرسمية أن أهم منجزات ثورة 11 فبراير تمثل في نقلها القوة والقرار من القصر الجمهوري إلى الشارع الجماهيري..
مضيفا في ورقة قدمها بالندوة التي نظمتها (مؤسسة خليج عدن للإعلام) بمناسبة الذكرى الثالثة لاندلاع ثورة 11فبراير الشبابية السلمية، أن الوقت ليس دقيقا لتقييم منجزات الثورة الشبابية الشعبية لأنها لم تنته وما تزال مستمرة والجماهير في الميادين والساحات.
(ان عمر أية ثورة لا يزيد عن خمسة عشر عاما لتتزامن مع الفترة اللازمة لازدهار جيل واحد)خوزيه أورتيغا جازيت..
وقال الهدياني أن ثورة 11فبراير عميقة وأهدافها كبيرة فهي في مواجهة تسلط وفساد وعبث قرون من الزمن، لكنها ماضية في تحقيق الأهداف بثبات وتخطيط ورؤية واضحة المعالم.
وأورد في ورقته بالندوة جملة من المنجزات التي قال أنها تحققت خلال الثلاث السنوات من المسيرة القصيرة،
السلامي: مخرجات الحوار مثلت انتصاراً للجنوب وقضيته العادلة
وأوضح الهدياني أن ثورة فبراير نقلت السلطة من احتكار طائفة ومنطقة لأول مرة منذ مئات السنين، مضيفاً إلى أنها خلصت وحدة اليمن من التمزق ومنعت ارتداد الجمهورية إلى الملكية وحمت الوطن من الفوضى .
لافتاً إلى أن ثورة فبراير قد حجزت تاريخا جديدا في سفر البطولات لليمنيين وجعلت اليمن المنسي في واجهة العالم، مشيراً إلى أن أبرز منجزاتها تلخصت في أنها أسقطت رأس النظام الفردي المستبد وأنهت انقسام الجيش والأمن.
و قال الهدياني أن ثورة فبراير وسعت الهامش الديمقراطي وفتحت المجال واسعا للتعبير في القول والفعل وحرية الصحافة ووسائل الإعلام، وكسرت الحصار عن مكونات وتيارات شعبية محظورة وفتحت أمامها الساحات والميادين (الحراك الجنوبي وجماعة الحوثيين) نموذجا كما أنها جمعت شتات اليمنيين في مؤتمر حواري لأول مرة في تاريخهم، لكل الفرقاء السياسيين مسجلة بذلك براءتها من آفة الانتقام وتصفية الخصوم و رسخت الشراكة الوطنية.
كما أنها تمكنت من نسف ثقافة السلبية وترسيخ ثقافة شعبية لحماية السلطة والثورة.
وجزم الهدياني في أن الثورة الشبابية بالنسبة في مدينة عدن كانت العصر الذهبي طيلة نصف قرن لانتفاضة عدن سلميا بأبنائها الحقيقين، عكس المكونات الأخرى كالحراك الجنوبي الذي كانت الكتلة الأكبر فيه من خارجها، ولكم ان تقارنوا بالذات الفعالية النسائية للثورة ولغيرها.
عضو الحوار الوطني و الصحفي والناشط السياسي زيد السلامي كان قد تطرق في ورقته الى المسارات التي مرت بها التجربة الدمقراطية في اليمن منذ اعادة تحقيق الوحدة اليمنية واعتماد التعدية السياسية ولكنها بالممارسة في ما بعد اختفت تلك التجربة بفعل الحرب والانقلاب على الوحدة اليمنية , ومن ثم جات الانتخابات الرئاسية في عام 2006 م وظهور المهندس فيصل بن شملان وما هو الا عام من تلك الانتخابات وحتى اندلاع الحراك الجنوبي السلمي بسبب الظلم والتهميش الذي مورس بحق ابناء الجنوب من قبل الطرف المنتصر بحرب صيف 94 , واخيرا توج هذا المسار الذي شهدته المحافظات الجنوبية وامتدادا الثورة الشعبية لثورة التغير التي غيرة النظام وفتح المجال امام كل القوى السياسية للمشاركة ووصولا الى مؤتمر الحوار الوطني واعتماد الاقاليم السته .
وفيما يخص مخرجات الحوار قال السلامي أنها حققت للجنوب الشراكة بنسبة 50% في السلطة , وبوجود سلطة الاقاليم والبرلمانات التي سوف تقودها اعطت هذه البرلمانات حق التشريع باعتبارها الاقرب لناس وهو ما يعزز الشراكة في السلطة والقرار والثروة .
ودعا السلامي الشباب الى مواصلة الفعل الثوري للضغط على السلطة لتحقيق النقاط الـ 20 ـــ 11 المتمثلة بالحقوق في المحافظات الجنوبية وقضية صعدة والتي كانت قد شرعت في تنفيذها .
مشيرا مؤتمر الحوار الوطني كان امام مسارين الاول معالجة مشاكل الماضي والاخر هو التخطيط للمستقبل وهو الاهم ومن ذلك تلبية اهداف الثورة في بناء يمن جديد حديث من خلال تعزي بناء المؤسسات ومنظمات المجتمع المدني التي تعبر هي الرديفة في صناعة المستقبل الذي خرجنا من اجل جميعا.
حضر الندوة عدد من الناشطين السياسيين و الإعلاميين، والباحثين والمهتمين.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها