قتلى جدد بالبراميل في حلب . . وهدنة حمص هشة
سقط عشرات القتلى في قصف جديد شنه الطيران المروحي التابع للقوات النظامية السورية على مدينة حلب (شمال)، أمس، وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن "15 مواطناً بينهم طفل وسيدة قضوا جراء قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في أحياء الكلاسة ومساكن هنانو ودوار الحيدرية"، وأضاف أن قصفاً بالبراميل المتفجرة لدوار بعيدين وحي الفردوس أدى لمقتل 5 أشخاص بينهم طفل، كما قصف الطيران المروحي مناطق متفرقة في ريف حلب الشرقي، ما أدى إلى سقوط جرحى .
وقالت مصادر واسعة الاطلاع من المعارضة إن الطيران المروحي قصف ببراميل أنحاء متفرقة من حيي مساكن هنانو والحيدرية، ما أدى إلى مقتل أكثر من 40 شخصاً، بينهم أطفال ونساء، إضافة إلى عشرات الجرحى وأضرار مادية كبيرة .
في موازاة ذلك، تدور اشتباكات عنيفة في محيط سجن حلب المركزي بين القوات النظامية من جهة ومقاتلي "جبهة النصرة" وحركة "أحرار الشام" من جهة أخرى . وفي ريف دمشق، ألقت المروحيات براميل متفجرة على مدينة داريا الخاضعة للحصار منذ أكثر من عام وتعد معقلاً لمقاتلي المعارضة جنوب غربي العاصمة، حسب المرصد .
وشنت جبهة النصرة وكتائب معارضة بينها حركة أحرار الشام هجوماً جديداً في دير الزور (شرق)، على مقاتلي "دولة الإسلام في العراق والشام" (داعش)، واستعادت السيطرة على منطقة المطاحن وصوامع الحبوب والمعامل على طريق دير الزور البصيرة .
وأوضحت وسائل إعلام معارضة أن قصفاً من الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة طال بلدتي كفرزيتا والمصاصنة بريف حماة (وسط)، فيما استهدف مقاتلو المعارضة بقذائف هاون إدارة الدفاع الجوي في بلدة المليحة بريف دمشق .
إلى ذلك، أفادت مصادر معارضة أن قتيلاً وعدداً من الجرحى سقطوا جراء قصف قوات النظام لحيي الحميدية والقصور بحمص القديمة رغم الهدنة المتفق عليها .
وتبادل النظام وناشطون معارضون تهمة انتهاك الهدنة الإنسانية في حمص، حيث تسعى الأمم المتحدة إلى إيصال مساعدات عاجلة إلى مدنيين محاصرين في المدينة القديمة منذ أكثر من 600 يوم . وغداة إجلاء 83 شخصاً كانوا عالقين في ظروف مزرية في الأحياء المحاصرة منذ يونيو/حزيران ،2012 سمعت خمسة انفجارات الساعة الثامنة والنصف (30 .6 ت غ) صباحاً، في الأحياء المحاصرة، كما ذكر المرصد، وينص الاتفاق الذي أبرم بين النظام والمعارضين والأمم المتحدة بعد مفاوضات استغرقت أشهر، على وقف لإطلاق النار يستمر ثلاثة أيام على الأقل لإجلاء النساء والأطفال والمسنين، وإرسال مساعدات عاجلة ابتداء من صباح السبت .
ومع منتصف النهار، أعلن الهلال الأحمر السوري أن الشاحنات تنتظر فقط إشارة الانطلاق لنقل حمولتها إلى حمص القديمة، وقالت الأمم المتحدة إنها أعدت مساعدات عاجلة ل2500 شخص من مواد غذائية ومعدات طبية وصحية وفرش وأغطية ودعم لوجستي ومبالغ نقدية "لمواجهة الاحتياجات الفورية للذين اختاروا البقاء في المنطقة أو مغادرتها على حد سواء" .
وأعلن محافظ حمص طلال البرازي لوكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن مسلحين خرقوا الهدنة وأطلقوا قذائف هاون على مقر قوى الأمن، وقال "طلبنا من القادة العسكريين أقصى درجات ضبط النفس لإجلاء المدنيين الذين تحتجزهم المجموعات المسلحة في مدينتي القديمة حمص" .
لكن ناشطين اتهموا في بيان النظام بعرقلة العملية، وقالوا إن "القطاعات المحاصرة تقصف بمدافع الهاون منذ الصباح"، وأوضحوا أن "القصف يستهدف أيضاً الطريق الذي ستسلكه القافلة الإنسانية"، مؤكدين أن مصدر القصف مناطق موالية للنظام على تخوم الأحياء المحاصرة .
وقال مساعد المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق إن الأشخاص الذين تم إجلاؤهم الجمعة "نقلوا إلى أماكن اختاروها بمواكبة الأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري" .
وخرجت دفعة ثانية من المدنيين المحاصرين، قبل أن تتوقف العملية بسبب تعرض هذه الأحياء للقصف، فيما لم يتم بعد إدخال أية مساعدات للمدينة، وقالت مصادر معارضة إن 40 شخصاً بينهم نساء وأطفال والعديد من المسنين خرجوا في إطار تطبيق اتفاق الهدنة، بحماية سيارات الأمم المتحدة، قبل أن يتم إيقاف العملية بسبب استهداف قوات النظام هذه الأحياء المحاصرة بقذائف هاون، وأوضحت أن القوات النظامية استهدفت حي جورة الشياح بقذيفة هاون أثناء وجود اللجنة التابعة للأمم المتحدة فيه .
وقال الناشط المعارض يزن إن "الناس الذي يخرجون لديهم مشاعر متضاربة، طبعاً هم سعيدون لأن الكابوس انتهى بعد 600 يوم من الحصار"، إلا أنهم في الوقت نفسه "خائفون من المستقبل، خائفون من أن يتعرضوا للتوقيف على يد النظام"، وأضاف "لا أحد يثق بالنظام" .
وتحدث الناشط يزن الحمصي عن "استهداف المنطقة المحاصرة، وبالتحديد القريبة من مكان دخول قوافل المساعدات (السوق والحميدية) بعدد من قذائف الهاون مصدرها الأحياء الموالية، في خرق للهدنة القائمة من السادسة صباحاً إلى السادسة مساء" . وذكرت شبكة "شام" المعارضة أن إطلاق قذائف تزامن مع دخول سيارتين للأمم المتحدة إلى الأحياء في حراسة المعارضة .
وأعلن الهلال الأحمر أن طلقات نارية وقذائف هاون استهدفت الشاحنات التي تقل المساعدات الإنسانية وطاقمه خلال توجهها إلى مدينة حمص القديمة، وذكر "إن طلقات نارية استهدفت الشاحنات ما أسفر عن إصابة سائق شاحنة"، مشيراً إلى أن ذلك حدث بعيد "سقوط قذائف هاون على مقربة من الفريق وشاحنات المساعدات"، وقال التلفزيون الرسمي إن 4 من المتطوعين أصيبوا في إطلاق نار لدى إدخال قافلة مساعدات، ونقلت "سانا" عن محافظ حمص إنه "تم إدخال سيارتين محملتين بالمساعدات، وأعاقت المجموعات المسلّحة دخول سيارات إضافية بعد استهداف الطريق بقذائف" . (وكالات)
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها