الأمير العبدلي: إيران ستفشل في اليمن وستخلف وراءها فتنة طائفية
قال الأمير محسن بن فضل بن علي بن أحمد العبدلي نجل آخر سلطان للسلطنة العبدلية في اليمن :إن التدخل الإيراني في اليمن ستكون نهايته التهلكة والفشل، مثله مثل التدخلات الأخرى من قبل الدول الغربية والمصرية و»الأنجلو روسية»، لأنه لا يهدف إلى مصلحة اليمن، وبالنسبة لهم هي وسيلة للوصول لغايات أو سياسات تخص مصالح إيران أو توجهاتها في المنطقة، ورأى أن هذا التدخل السافر وغير المقبول سيكون مصيره الفشل، واعتبر أن له أعراضا جانبية غير مقبولة، وهي الفتنة الطائفية التي ستؤدي حتما إلى عدم الاستقرار الأمني والاجتماعي في اليمن، خاصة وأنهم يستخدمون الطائفية لأهداف وغايات أخرى خاصة بهم وهذا ما حذرنا منه على الدوام، وأن إشعال هذه النار ليس كإخمادها.
جماعات إيران في اليمن
وأوضح أن هناك يمنيين انحازوا إلى إيران، وقال أتفاجأ من عدم وجود منحازين، فالمشكلة ليست بالأعداد، ولكن المشكلة والخطورة هي في تفريخ وتزايد هذه الأعداد، والنتائج التي ستنجم عنها، وأضاف يوجد بين هؤلاء مأجورين، وهدف هذه الفئة الحصول على المال، ولا يهمها سياسة ولا أيدلوجية فكر ولا البلاد ولا العباد، واعتبر أن الفئة الأخرى هم السياسيون، وهدفهم الأساسي هو الوصول إلى غاياتهم السياسية بالحصول على الدعم، وتستخدم الدعم الممنوح لأهدافهم السياسية، وسمى الآخرين بالأيدلوجيين وهم الذين يتبنون الفكر كعقيدة، وهدفهم هو نشر هذا الفكر وأيدلوجيته بين المجتمع وهم أخطر الفئات الثلاث.
إيران تحضر رجالها في «قم»
وأضاف أن الجماعات الإيرانية في اليمن تقوم بما هو معروف «بالأسلوب المعتمد والمعتاد في العمل» لسياساتها التحضيرية والتمهيدية كوسيلة لتنفيذ غاياتها الاستراتيجية أو مناوراتها السياسية، ويعرف باللاتيني بـ (مودوس أوبوراندي) وهذا ما قامت به إيران قبل «الثورة» وأيضا ما قامت به في العراق وفي جنوب لبنان، ولا يستبعد أنهم يأخذون مجاميع من اليمنيين إلى معقلهم في «قم» لتأهيلهم أيدلوجيا وتدريبهم على التلقين وغير ذلك، ومن ثم أعادتهم للمجتمع ليكونوا نواة تفريخ للمنظرين والمسيرين والمروجين لأيدلوجية الفكر وغيرها، أي اليد الطويلة لتلك السياسة.
إيران تزرع الفتن
وبين العبدلي بأن التدخل الإيراني في اليمن يزرع الفتن ويشتت المجتمع بهدف الإخلال بالاستقرار الاجتماعي، وهذا التدخل يكون تأثيره أكبر على الدين والمجتمع وأقل على الدولة والسياسة، ويهدف هذا التدخل إلى زعزعة فكرة التعايش بين الأديان والمذاهب الموجودة منذ القدم في دول الجزيرة والخليج بصفه عامة، وهنا يشهد القاصي والداني في العالمين العربي والإسلامي للدور البارز والمهم الذي يقوم به خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود في دعم وتثبيت فكرة التعايش بين الأديان والمذاهب، وما يقوم به ولي العهد المفدى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وكافة أصحاب السمو الأمراء وأمراء المناطق وأصحاب الفضيلة العلماء وكافة شيوخ القبائل والمسؤولين في الدولة في الحرص على ترسيخ وتطبيق فكرة التعايش تلك، وباعتقادي أنه لولا تلك الحكمة والجهود والمكانة لخادم الحرمين الشريفين في العالمين العربي والإسلامي لكان التأثير مضاعفا عشرات المرات لتلك السياسات غير المنطقية وغير الأخلاقية.
دور المشايخ في التصدي
وتابع حديثة «أن المشايخ في اليمن سيكونون قادرين أكثر من الدولة على التصدي لهذا الأمر لأن لديهم القدرة والكفاءة والتحكم والسيطرة على أفراد قبيلتهم وحدود منطقتهم، فالقبائل كيانات قائمة من آلاف السنين، وقال يجب على المشايخ أن يعملوا جادين في التصدي لهذا التدخل. وذكر الأمير محسن أن الرئيس اليمني عبدربه قام بالتحذير من هذا التدخل وهذا جيد لكنه لا يكفي، لأن الوضع دخل مرحلة تتطلب أفعالا تكون بخطوات متزنة وحكيمة، وفي اعتقادي الشخصي أنه لن يستطيع الرئيس الحالي وإدارته أو غيرهم فعل شيء وحدهم في هذه المسألة، وأردف أرجو أن لا يفهم هذا أنه عيب في شخص الرئيس وإدارته، ولكنه للأسباب وواقع التحديات التي تواجهه ولا يحسد عليها نتيجة سياسات الستينيات، التي أدت إلى تفكيك القيادات التقليدية والهيكلة الاجتماعية، مما تسببت في التشتت وأوجدت فجوات استغلت من الغير نتيجة السياسات وأعمال الإدارات السابقة والمتتالية منذ الستينيات. وأشار العبدلي إلى أن هذا الموضوع متناول من إطار سياسي وليس من إطار ديني لأنني استبعد أن إيران غايتها ودافعها ديني فقط، ولكنها تستخدم الدين لغايات وأهداف سياسية وأشياء أخرى، وهذا الأمر في اعتقادي خطير جدا وغير أخلاقي والتاريخ مليء بالعبر والعظات.
المصدر:صحيفة الشرق السعودية