"حرب عمران" تهدد بنسف الحوار اليمني
ظلال كبيرة تلقيها المعارك المحتدمة بين الحوثيين ومسلحي قبائل حاشد في محافظة عمران شمالي اليمن على المشهد السياسي في البلاد، وتهدد بتقويض جهود التسوية السياسية في ظل تحديات لا تزال تواجه تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني والتي يمثل الجانب الأمني أبرزها.
ويخشى مراقبون من توسع نطاق المواجهات بين الحوثيين ومسلحي القبائل وامتدادها إلى العاصمة صنعاء، خصوصا بعد سيطرة الحوثيين على عدد من المناطق والمواقع الإستراتيجية في محافظة عمران التي تبعد 180 كلم شمال صنعاء.
السقاف: لم يعد مقبولا تقديم جماعة الحوثي نفسها بصورتين متناقضتين
تداعيات خطيرة
وقال فارس السقاف مستشار الرئيس اليمني في حديث للجزيرة نت إن ما يجري من صراع مسلح بين القبائل والحوثيين لا علاقة له بنتائج الحوار الوطني، لكنه ينذر بتداعيات خطيرة على أجواء ما بعد الحوار.
وأكد أن التصدي لهذه الحرب ليس مسؤولية الرئاسة والحكومة اليمنية وحدهما، وإنما يتطلب تحركا جادا من جميع القوى والأطراف السياسية في البلاد باعتبار أن الحرب خرق لنتائج مؤتمر الحوار وتهديد بعرقلة التسوية السياسية.
وقال السقاف إن جميع الأطراف المتصارعة حاليا شاركت في الحوار، ولا بد من أن يقوم المجتمع الدولي بمسؤولياته لدعوات تلك الأطراف إلى إيقاف الحرب العبثية، والمضي باتجاه تنفيذ مخرجات الحوار، واعتبار من يستمر فيها معرقلا لعملية التسوية.
وأضاف أنه لم يعد مقبولا تقديم جماعة الحوثي نفسها بصورتين متناقضتين، وهي مطالبة بتحديد موقف واضح من عملية التسوية السياسية، ومن هذا التوسع والتمدد واستخدام العنف والسلاح، كما أنه على القبائل والأطراف المسلحة الأخرى أن تضع السلاح جانبا وتنخرط في العملية السياسية.
وكانت جماعة الحوثي أعلنت أمس الأحد سيطرتها على بلدات في محافظة عمران شمال اليمن والتي تعد معاقل لشيوخ وزعماء قبائل حاشد بعد معارك عنيفة استمرت أسابيع وخلفت عشرات القتلى من الجانبين، وتسببت بموجة نزوح كبيرة للمواطنين من المناطق التي تدور فيها المعارك.
ناصر اتهم الحوثيين بالسعي للسيطرة على صنعاء وقلب نظام الحكم
وتتهم قبائل حاشد مسلحي الحوثي بنصب نقاط تفتيش وقطع الطرقات ومحاولة التسلل إلى مناطق قبلية بهدف توسيع نفوذهم وسيطرتهم، في حين يتهم الحوثيون قبائل حاشد بمساندة النظام السابق والقتال مع الجيش ضد جماعة الحوثي أثناء الحروب الست بمحافظة صعدة شمالي البلاد.
قلب النظام
وقال الناشط السياسي بمحافظة عمران أحمد صالح ناصر إن المعركة -التي يقودها الحوثيون منذ أربعة أشهر بمختلف أنواع الأسلحة في مناطق القبائل المحيطة بصنعاء- تأتي في إطار محاولة التوسع للسيطرة على العاصمة اليمنية ضمن مخطط للاستيلاء على السلطة وقلب نظام الحكم.
وأكد في حديث للجزيرة نت أن الهدف من هذه الحرب الانتقام من القبائل التي ساندت الثورة الشبابية لإضعاف قوتها بما يمكن جماعة الحوثي من سهولة العبور للسيطرة على صنعاء وإسقاطها عسكريا بشكل يهدد مستقبل الوطن.
وأضاف أن المعركة ليست صراعا مع أبناء قبيلة حاشد -كما يصورها أنصار الحوثي- ولو كانت كذلك لاكتفى الحوثيون بالسيطرة على معقل بيت آل الأحمر دون التوسع والزحف إلى بقية المناطق بعمران وأرحب المتاخمة للعاصمة صنعاء.
العماد: مليشيات "آل الأحمر" المسلحة تعودت على التحكم بالثروة والسلطة
قوى النفوذ
من جهته، نفي عضو مؤتمر الحوار عن جماعة الحوثي علي العماد تلك الاتهامات، واعتبر أن ما يجري من صراع هو محاولة من قبل بعض القوى والشخصيات النافذة التي انسحبت من مؤتمر الحوار للتأثير في المخرجات والنتائج.
وقال في تصريح للجزيرة نت إن هذا الصراع جاء منذ الأيام الأولى التي شاركت فيها جماعة الحوثي في العملية السياسية، وإن الاغتيالات -التي حدثت لأعضاء في الحوار محسوبين على الحوثي- أحد الشواهد الذي يؤكد أنه حينما تتجه جماعة الحوثي للعمل السياسي تتحرك باتجاههم مثل هذه الصراعات.
وأضاف أن "المليشيات المسلحة التابعة لآل الأحمر" تعودت على أن تتحكم في مسألة الثروة والسلطة، وأنها الآن حين فقدت أدوات الصراع -وعلى رأسها الجيش اليمني- اضطرت للتحرك بشكل فردي في مواجهة قوى التغيير الجديدة، وعلى رأسها جماعة الحوثي والحراك الجنوبي.
المصدر:الجزيرة
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها