(أطباء بلا حدود)تعلق نشاطها في اليمن بعد اقتحام مسلحين لمركزها بعدن
أعلنت منظمة أطباء بلا حدود تعليق أنشطتها في اليمن مؤقتاً بعد اقتحام مسلحين مجهولين لمركزها الجراحي الموجود في أحد المشافي بمدينة عدن جنوبي البلاد.
وقالت المنظمة في بيان صادر عنها اليوم الخميس إن الاقتحام العنيف والتهديدات التي واجهها الطاقم والمستشفى يرغم طاقم المنظمة على تعليق أنشطتها بصورة مؤقتة، في الوقت الذي سعت فيه إلى الحصول على توضيح رسمي وضمانات.
وأشارت إلى إن مسلحين اقتحموا الاثنين الماضي لمشفى يوجد في مركزها الجراحي وحاولوا أخذ مريض كان يخضع للعلاج في غرفة الطوارئ.
وأكدت إغلاقها لمركزها الجراحي بعدن لمدة ثلاثة أيام.
وبررت المنظمة تعليق نشاطها من أجل تقييم التداعيات الأمنية المترتبة عن هذا الحادث ولكسب ضمانات من قادة المجتمع المحلي والسلطات المحلية بألا يقع مثل هذه الحادث مجدداً.
وأضافت: «لن يتم قبول مرضى جدد من عدن، لكن المرضى الذين يتلقون حالياً الرعاية من المنظمة سيستمرون في الحصول على العلاج».
وأعربت عن قلقها الشديد بعد اقتحام المسلحين لمركزها الجراحي، مضيفة أن طاقم المنظمة حاول بكل ما في وسعه لضمان الرعاية الطبية للمريض وحمايته.
ونددت المنظمة التي تتخذ من العاصمة السويسرية جنيف مقراً لها بالحادثة واصفة إياه بالانتهاك الصارخ لضمان توفير العلاج الآمن لجميع المرضى ولاحترام مرفق المنظمة الصحي.
وأكدت منعها البات لدخول الأسلحة إلى جميع المرافق الصحية حيث تعمل، معتبرة الحادث الأخير بمثابة انتهاك للقوانين والاتفاقات التي تنص على احترام المستشفيات والمهمة الطبية.
ووفقاً للبيان الصادر عنها، تدير منظمة أطباء بلا حدود منذ أبريل/نيسان من هذا العام مركز إحالة جراحي لحالات الطوارئ يقع في مجمع مستشفى الوحدة في عدن.
وتحدثت المنظمة عن علاج أكثر من 200 مريض بشكل مجاني خلال فترة الشهرين الماضيين.
ولفتت إلى أن نسبة ثمانين في المئة من المرضى، بمن فيهم النساء والأطفال، الذين دخلوا المستشفى يعانون من إصابات بليغة معنية بأعمال العنف، ويرجع ذلك أساساً للإصابات بالرصاص والحروق الناجمة عن الانفجارات.
وقالت المنظمة إنها أجرت سبع عمليات منقذة للحياة في اليوم، حيث أن نصف المرضى يأتون من مدينة عدن، فيما ثلث المرضى عبر إحالات من مدينتي جعار ولودر في محافظة أبين، ويتم قبول المرضى بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية أو الدينية.
وأردفت نسعى للعمل بشكل بناء مع جميع الأطراف بهدف ضمان ألا تقع مثل هذه الأحداث مجدداً، وبصفتها منظمة طبية مستقلة وغير متحيزة، يكمن اهتمام المنظمة الأول في توفير أفضل رعاية طبية ممكنة لمرضاها.
ودعت جميع الأطراف في اليمن الالتزام بمبادئ القانون الدولي الإنساني والأخلاقيات العالمية لمهنة الطب التي تنص على احترام وحماية المرافق الصحية وطاقمها، حيث يتم علاج المرضى على قدم المساواة وبغض النظر عن العرق أو الدين أو الانتماء السياسي أو الإثني.
يذكر أن منظمة أطباء بلا حدود تعمل كمنظمة طبية إنسانية توفر المساعدات الطبية الطارئة في أكثر من 65 بلداً في جميع أنحاء العالم للسكان المتضررين جراء آثار النزاعات المسلحة أو الأوبئة أو سوء التغذية أو الحرمان من الرعاية الصحية أو الكوارث الطبيعية.
وتعمل المنظمة في اليمن منذ عام 1986 وبشكل متواصل منذ عام 2007. بالإضافة إلى محافظات عدن والضالع وأبين والبيضاء، تجري المنظمة أنشطة جراحية وطبية في محافظتي لحج وعمران في شمال البلاد. من أجل أنشطتها في اليمن، لا تقبل منظمة أطباء بلا حدود التمويل من أي حكومة كانت، وتختار الاعتماد حصراً على التبرعات الخاصة.