إرتفاع الطلب على فئات العملة الورقية الجديدة خلال الايام الماضية
فيما تكاد ورقة العملة اليمنية من فئة 200 ريال أن تختفي تماما عن التداول في الأسواق المحلية وهي من فئات الأوراق النقدية صغيرة القيمة في هرم أوراق العملات اليمنية والتي يحتاجها المتسوقون بشدة للتعاملات التجارية اليومية، برزت خلال شهر رمضان الحاجة المتزايدة للأوراق النقدية الجديدة بكافة فئاتها في إطار الاستعدادات من أرباب الأسر لإنفاقها في يوم عيد الفطر المبارك فيما يسمى العيدية والتعويد على الأرحام والأقارب من النساء والأطفال.
حاجة
اتسمت الأيام الماضية وخصوصا منذ منتصف شهر رمضان المبارك بالطلب على الأوراق النقدية الجديدة في اطار استعدادات أرباب الأسر اليمنية لمناسبة يوم العيد السعيد، وخلال تلك الفترة عول العيد من أرباب الأسر على الحصول عليها من خلال تسلم رواتبهم لشهر أغسطس وكذلك للفوارق المصاحبة لها من العلاوات السنوية ولكن معظم وغالبية تلك الرواتب سلمت بأوراق نقدية من فئة 1000 ريال، و500 ريال الأمر الذي اوجد حاجة لدى أرباب الأسر في اهمية الحصول على فئات ورقية صغيرة من جهة وجديدة من جهة اخرى وهكذا بدأ الطلب في السوق للأوراق النقدية فئة 50، و100، و250 ريال وهي التي يتم البحث عنها لدى مكاتب البنك المركزي والبنوك التجارية .
الطلب
أثناء زيارتنا لمكتب التبديل وتغيير النقود بالبنك المركزي اليمني وجدنا أزدحاما شديدا خلال فترة الدوام الرسمي والتي تبدأ في العاشرة صباحا وتنتهي الثالثة عصرا حيث يتواجد العديد من الزبائن يريدون الحصول على أوراق نقدية جديدة من عدة فئات لتلبي حاجتهم يوم العيد في العيدية للأطفال والأرحام والأقارب من النساء كما يقول حسن الصيرفي مدرس لغة عربية قدم للحصول على أوراق نقدية صغيرة من فئة 100 ريال بدلا من فئة 1000 ريال، ويشير حسن وغيره من الزبائن إلى أنهم جاءوا لنفس الغرض حيث يقفون في طوابير طويلة آملا في الحصول على تلك الأوراق الجديدة.
توفير
يستجيب البنك المركزي اليمني لطلبات الزبائن ولهذه المهمة هناك مكتبا تعمل فيه عدة موظفات بهمة ونشاط للوفاء بطلبات الناس من تغيير التالف من جهة واستبدال العملات الورقية من الفئات الكبيرة بفئات صغيرة أو فئات معدنية فئة 10، و20 ريالا، وبالحديث على عجل ومن شباك المكتب الخارجي افادتني موظفة البنك أن هناك حرص من البنك على توفير الطلبات للزبائن بكل الفئات الورقية التي يطلبونها يوميا خلال اوقات الدوام الرسمي، موضحة أن هناك طلبا متزايد يبرز خلال شهر رمضان وبالذات بعد منتصفه حيث يقبل الناس للحصول على الفئات الجديدة والصغيرة بالذات وهو ما يتسبب في الطوابير الكثيفة والازدحام.
وحسب كلام الأخت الموظفة يتم يوميا وخلال أيام الدوام الرسمي توفير أكثر من 37 مليون ريال من الفئات الجديدة واستبدالها للزبائن بالفئات القديمة أو التالفة ليصل مجموع ما يقوم البنك المركزي بتوفيره أكثر من 750 مليون ريال خلال شهر رمضان.
الفئات المطلوبة
زيادة الطلبات للعملات من الفئات الجديدة تأخذ شكلا موسميا في اليمن وتقترن بمناسبات الاعياد كالفطر والاضحى المباركين نظرا لاستخدام هذه الفئات في العيد وتسليمها كهدايا للنساء من الارحام والاقارب وكذلك للأطفال حيث يتم اختيار فئات جديدة من الأوراق النقدية تتركز في فئة 50، و100، و250 ريال وهي فئات صغيرة تلبي الحاجة للتعويد والافراد للأطفال في يوم العيد المبارك، وتشير موظفة البنك المركزي إلى أن الفئات الأكثر طلبا هي الفئات الصغيرة كفئة 50 و100 و250 ريالا حيث يقوم الزبائن باستبدالها بفئة 500 و1000 ريال، وتشير إلى أن البنك يوفر يوميا عدة فئات لكنها ليست بشكل دائم فقد تجد يوما فئة 100 ريال ويوما آخر يمكن أن تجد فئة 250 ريالا .
الفئات القديمة
لايحبذ من يذهب إلى البنك لتغيير الفئات الكبيرة بفئات صغيرة الحصول على فئات ورقية قديمة اذ يسبب ذلك تعاسة وإحراج للزبون وهذا ماحصل قبل يومين عندما لم يتمكن البنك المركزي من توفير فئات جديدة لورقة 50 ريال فقام بتوفير أوراق قديمة الأمر الذي اصاب الزبائن بالنكسة لكنهم مع ذلك قبلوا بها على مضض بعد أن تعبوا في انتظار دورهم في الطابور منددين بحظهم العاثر من جهة وبالبنك المركزي من جهة اخرى لعدم تفاعله مع طلباتهم والوفاء بخدمتهم في هذه المناسبة الهامة . كما لاحظت أن الازدحام على هذا المكتب خلال الدوام الرسمي قد تسبب في تقويض فرص الكثير من أرباب الأسر في الحصول على تلك العملات لجديدة مما دفع الكثير منهم للتذمر والتعبير عن سخطه من عدم الحصول على فئات جديدة يحتاجها بشدة يوم العيد.
عادة
تأتي الحاجة لفئات ورقية جديدة يوم العيد مثيرة للارتياح لدى أرباب الأسر حيث تفضي شعور نفسي بالثقة والاطمئان كما تعبر لدى المستفيدين منها وهم الأطفال والارحام من النساء عن سعادة في امتلاك نقود جديدة ولهذا يتدافع الناس على الحصول على فئات ورقية جديدة للعيد ويقول الخبير الدكتور عبدالحكيم الشرجبي أستاذ علم الاجتماع بجامعة صنعاء يعد يوم العيد مناسبة للأفراح وتبادل الزيارات بين الأهل والأقارب والتي تبرز منها عادة العيدية للأرحام من النساء والأطفال وهو ما يلقي المتعة والبهجة بتسليمهم عيدية من الأوراق النقدية الجديدة بفئات متنوعة.
العملة المصدرة
يصدر البنك المركزي اليمني شهريا فئات نقدية جدية ويقوم بإنزالها للتداول في الأسواق عبر صرف الرواتب منها للموظفين في الجمهورية ويحبذ البنك المركزي اصدار الفئات الكبيرة وتزويد الموظفين بها كفئة 500 و1000 ريال وحسب نشرة التطورات المصرفية الصادرة عن البنك المركزي توزعت العملة المصدرة على الفئات المختلفة، حيث استأثرت العملة المصدرة من فئة الألف الريال بنسبة 79% من جملة الإصدارات في شهر يونيو 2021م بمبلغ 593.2 مليار ريال، يلي ذلك فئة 500 ريال حيث استاثرت بنسبة 16% لتصل إلى 122.5 مليار ريال .
وفي مجال الفئات الصغيرة نجد أن فئة 50 ريالا لم يصدر منها سوى 2.9 مليار ريال، فيما تم إصدار 11.1 مليار ريال من فئة 100 و 13.9مليار ريال من فئة 250 ريالاً، و3.4 مليار ريال من فئة 200 ريال شبه المختفية.
الفئات المعدنية
تحظى الفئات المعدنية بطلب كثيف من قبل التجار واصحاب المعارض والمولات التجارية والسوبر ماركت لأن هذه العملات يحتاجونها في رد الباقي للمسوقين أثناء حساب فاتورة البضائع المشتراه حيث يبقى للزبون على سبيل المثال 70 ريالا أو أكثر قليلا وغير ذلك فيتم الاحتياج لها بشدة وقد شاهدت اثناء وقوفي امام مكتب تغيير واستبدال العملات بالبنك المركزي العديد من التجار يطلبون 500 ألف ريال من فئة 20 ريالا وعندما يتم توفيرها لهم تشحن في شولات على سيارات نقل نظرا لثقلها، كما أن هناك تجار آخرون يقومون بتسليم تلك الفئات كصدقات للفقراء طيلة ليالي رمضان كما يقولون.
الثورة/احمدالطيار