واشنطن تعرب عن استغرابها لاتهامات الحوثيين لها باغتيال «شرف الدين»
قالت القائمة بأعمال السفير الأمريكي بصنعاء كارين ساساهارا إن المرحلة التالية من الفترة الانتقالية ستكون صعبة وأحياناً محفوفة بالمخاطر وأن الأشهر القادمة ستكون إلى حد كبير شبيهة بالأشهر العشرة الماضية لأن المهمة القادمة هي تحويل مخرجات الحوار الى دستور.
وعبرت الدبلوماسية الأمريكية عن سعادتها بنهاية الحوار الوطني الذي قالت إنه كان انتصارا حقيقياً لليمنيين.
وقالت ساساهارا في مؤتمر صحفي عقدته صباح اليوم في السفارة الأمريكية إن فترة العشرة الأشهر الماضية التي قضاها اليمنيون في الحوار كانت كفاح للتوصل إلى أرضية مشتركة للتوصل إلى اتفاق حول مستقبل البلاد وكان من أهم القضايا التي نوقشت هي نوعية الحكومة التي يتطلع اليمنيون إلى رؤيتها وكيف يقوي اليمنيون قدرتهم على مراقبة حكوماتهم ومساءلتها وأفضل الطرق للتغيير.
وأشارت إلى أن الحوار نجح في التوصل الى آلية لتكوين مؤسسات يحترمها ويثق بها اليمنيون وأن لا تكون هذه المؤسسات عبارة عن وسيلة لزيادة نفوذ وثراء مراكز نفوذ.
وقالت ساساهارا أن انهاء الحوار الوطني هو اختتام للمرحلة الأولى من الفترة الانتقالية وأن التقرير الذي سيقدمه المبعوث الأممي بن عمر غداً إلى مجلس الأمن سيكون شاملاً لما تم خلال المرحلة الأولى من الفترة الانتقالية وأَضافت "وقد تحدثت مع بن عمر وأعتقد أن هذا التقرير سيكون مختلفاً عن التقارير السابقة" مشيرة إلى أن تقرير مجلس الأمن الصادر في 27 نوفمبر من العام الماضي تضمن ذكراً لأنشطة محتملة ضد المعرقلين لكن التقرير الأخير سيكون أكثر إيجابية "إلا أن اللعبة لم تنته بعد ومجلس الأمن سيظل متيقظا لما يجري هنا".
وأشارت إلى أنه وبالرغم من اختتام مؤتمر الحوار الوطني بنجاح "إلا أن هناك عناصر لا تدعم هذا الحوار وسيواصلون جهودهم لعمل عقبات امام الحوار ولكن اليمنيين يرفضون هذا العمل وكذلك المجتمع الدولي وسنستمر في دعم مخرجات الحوار".
وأكدت أن حكومة بلادها ستظل داعمة لعملية التسوية السياسية "لأنني أعتقد أن اليمن تذهب إلى نيويورك منتصرة على عكس ما هو حاصل في بعض البلدان فإن اليمن تمثل نموذجاً للإنجاز".
وفي ردها على أسئلة الصحفيين حول كلفة الانتقال نحو حكم الأقاليم قالت إن الانتقال من المركزية المفرطة إلى اللامركزية ليس أمراً سهلاً والمجتمع الدولي سيقدم الدعم وهو بانتظار التفاصيل التي ستخرج عن اللجان التي ستشكل قريباً في إشارة الى لجنتي الأقاليم وصياغة الدستور التي من المقرر أن يتم صدور قرارات بتشكيلهما خلال الأيام القادمة.
وقللت الدبلوماسية الأمريكية من قدرة الرافضين لمخرجات الحوار على التأثير سلبا على تنفيذها وأضافت "عندما ترفض أي جهة نتائج مثل هذه فإنهم يرفضون إرادة الشعب"، وقالت إن من مسؤولية الشركاء اليمنيين الاستمرار في التواصل مع كافة الأطراف ومواصلة المناقشات والمفاوضات معها.
وحول إمكانية إنجاز المرحلة الثانية من الفترة الانتقالية خلال العام الجاري قالت إنه من الصعب الحكم على إمكانية تحقيق كل الإنجازات خلال عام واحد، ونحن نناقش ذلك داخل الدول العشر "لأن الحوار الذي كان من المفترض أن ينجز خلال ستة أشهر استغرق أربعة أشهر إضافية".
وحول عودة المعتقلين اليمنيين من جوانتنامو "فنحن بصدد إيجاد أفضل الطرق وأسلمها لإعادة المعتقلين إلى اليمن "ليتمكنوا من العودة إلى أسرهم ونريد أن ننسق مع الحكومة والأجهزة الأمنية لإعادتهم لكن لييس لدينا جدول زمني محدد".
وعبرت الدبلوماسية الأمريكية عن أسفها واستغرابها لاتهام الحوثيين للمخابرات الأمريكية بالوقوف وراء حادثة اغتيال د. أحمد شرف الدين وقالت إنه أمر مؤسف أن تسمع اتهامات صادرة عن مجموعات وأحزاب سياسية "فمن السهل أن يصدر المرء اتهامات ضد الآخرين دون أي إثبات فهذا ينم عن عدم استشعارهم للمسؤولية، فإذا أراد الحوثيون أن يلعبوا دوراً في الحكومة والبرلمان فيجب أن يكونوا أكثر مسؤولية في تصريحاتهم".
وقالت إنها تفاجأت من سماع اتهامات سابقة مشابهة حول دور الحكومة الأمريكية في تهجير السلفيين من دماج.. وفي الوقت نفسه رفضت الحديث عن إدارج وزارة الخزانة الأمريكية للقيادي في حزب الرشاد السلفي الدكتور عبدالوهاب الحميقاني في قائمة الإرهاب وقالت إنها ليس لديها معلومات حول هذا الموضوع.
وحول تأخر دفع المانحين للمبالغ التي تعهدوا بتقديمها لليمن قالت إنها تتعلق بتقديم الحكومة اليمنية لتصورات عن مشاريع جيدة "وليس فقط إيجاد مباني جيدة وتركها هناك ولا بد من صرف هذه الأموال بحكمة"، وأضافت "نحن ننتظر أن يأتي اليمنيون إلى الطاولة بمشاريع لأنه ليس هناك من هو أكثر دراية بحاجة اليمنيين أكثر من أنفسهم".
وفي إشارة الى الحكم الصادر بحبس نائب رئيس تحرير صحيفة المصدر أكدت الدبلوماسية الأمريكية على ثبات موقف الولايات المتحدة من حرية التعبير ومساندتها لحق الصحفيين في الحصول على المعلومات ونشرها دون قيود أو تهديدات، وخاطبت الصحفيين "أنا تابعت ما تعرض له أحد زملائكم الحاضرين هنا من عقوبات، لكنني على ثقة بأن الصحفيين قادرون على الدفاع عن أنفسهم كما أن السفارة الأمريكية والمجتمع الدولي يدعمون حرية التعبير وسنستمر في الدفاع عن الصحفيين.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها